الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
انطلق مؤلف هذا الكتاب من مصطلح “القياس التاريخى” الذى وضعه “فردريك وودز” عام 1991 فتجول عبر تاريخ البشرية القديم والوسيط والحديث والمعاصر، وعبر فروع المعرفة العلمية والأدبية والفلسفية والفنية والساسية المختلفة.
وكانت مادته الأساسية التى اعتمد عليها هى تراث الإنسانية المخزون والمتراكم على هيئة كتب ودراسات، وموسوعات وقواميس، وسير ذاتية وتراجم. وقد استهدف من وراء ذلك استخلاص القوانين و المبادىء العامة حول مجالات الإبداع الإنسانى، وكذلك القوانين العامة للقيادة فالإبداع فى رأيه هو شكل من أشكال القيادة ، كما أن القيادة يمكن أن تكون إبداعية.
لقد قدم لنا مؤلف هذا الكتاب مجموعة من المبادىء العامة المرتبطة بالقيادة والإبداع فى مجموعة من المجالات كالعلم والفلسفة والأدب والموسيقى و السياسة، وخلال ذلك قام بالتركيز على موضوعات مثل: الشخصية، والطابع، والتعليم، والإنتاجية والنفوذ والعمر والإنجاز، والجماليات والكارزما، وروح العصر، والعنف السياسى، وغير ذلك من الموضوعات.
مقدمة المترجم
جاء في لسان العرب ان عبقر موضع بالبادية كثير الجن . يقال في المثل : كأنهم عبقر و قال ابن الاثير: عبقر قرية تسكنها الجن فيما زعموا فكلما رأوا شيئا فائق الجمال مما يصعب عمله و يدق او شيئا عظيما في نفسه نسبوه اليها : فقالوا عبقري . ، زهير: اصل العبقري صفة لكل ما بولغ في وصفه و اصله ان عبقر بلد يوشي البسط و غيرها فنسب كل شيء جيد الى عبقر و عبقري القوم: سيدهم و قيل: العبقري الذي ليس فوقه شيء و العبقري: الشديد و العبقري: السيد من الرجال ايضا الفاخر العبقرية والابداع والقيادة من الحيوان والجوهر والمرأة العبقرية هي المرأة الجميلة ويقال : العبقرية عبقرة أي ناصعة اللون و عبقر السراب : أي تلألأ ويقول: كذب عبقري خالص لا يشوبه صدق و يعدد ابن منظور استخدامات ومواضع استخدم فيها المصطلح في التراث العربي و جميعها تشير الى حالات متميزة من التفوق والبروز .
وفي التراث الغربي هناك ما يشير الى ان اصل مصطلح العبقرية يعود الى كلمة من الاصل اللاتيني Genius وهي تشير الى الروح او القوة الالهية التي تحفظ الآسران من المهد الى اللحد كما قد تشير الى الروح الذكري المهيمن على بيت معين لأسرة معينة و توجد بشكل خاص في (( رأس العائلة )) او الاب كما انها توجد ايضا في الجانب المقدس او الروحي من كل فرد .
والكلمة الانجليزية Genial (( بشوش )) او لطيف او انيس لها نفس الجذر و يعتقد ان الروح يتم استرضاؤها و استمالة عطرها من خلال الاحتفالات و الارواح و هناك اشارات ايضا الى ان اصل الكلمة ترك مع كلمة (( جن )) Genie حيث كان يتم الربط بين العبقرية و بين الجن و بين الجنون ايضا .
وفي التراث السيكولوجي الحديث هناك تعريفات عديدة خاصة بالمصطلح لكنها تتفق فيما بينها في انها تشير الى القوى والطاقات والانجازات العقلية الفائقة وغير العادية. والعبقرية في ضوء هذه التعريفات هي محصلة لتفاعل خاص بين القدرات التي تنتمي الى المستويات العليا من القدرات الخاصة بالذكاء وايضا المستويات العليا من القدرات الخاصة بالإبداع والخيال.
يعتقد دين كيث سايمنتن مؤلف الكتاب ان مصطلح العبقرية هو مصطلح ينضوي تحت لوائه مصطلحان اخران هما الابداع والقيادة وهنا لا يوجه المؤلف اهتمامته الى المستويات المختلفة من الابداع والقيادة أي المستويات المنخفضة والمتوسطة والمرتفعة بل يقوم بالتركيز على المستوى المرتفع فقط من الابداع وعلى المستوى المرتفع فقط من القيادة ويطلق على هذين المستويين اسما عاما شاملا هو العبقرية.
ويرى هذا المؤلف ان تعريف العبقرية من خلال الشهرة او النبوغ لا يقدم أي تمييز حاد او عميق ما بين الابداع و القيادة فالإبداع الفائق والقيادة البارزة يمثلان في نظره المظهرين الاساسيين للعبقرية عبر التاريخ و هنا يؤكد هذا المؤلف انه عندما نخضع ابرز المبدعين وأبرز القادة للفحص العلمي فإن التمييزات الخاصة بين الابداع والقيادة سوف تختفي حيث سيصبح الابداع شكلا من اشكال القيادة و تصبح القيادة مجالا من مجالات الابداع .
محاور الكتاب:
(الدراسة العلمية لعباقرة التاريخ / الاسلاف والموروثات والاجيال / الشخصية والطابع / التعليم / الانتاجية والنفوذ / العمر والانجاز / الاستطيقا والكارزما / روح العصر / العنف السياسي / قوانين القياس التاريخي / اختبارات الدلالة والعينات الدالة / العلاقات المنحنية ومقاييس المسافة / استخدام نموذج المعادلة البنيوية / تقدير اهمية الصدفة / تحليل سلاسل الزمن الجيلية )
This post is also available in: English (الإنجليزية)