الفلاسفة والحب: الحب من سقراط إلى سيمون دي بوفوار

عنوان الكتاب الفلاسفة والحب
المؤلف ماري لومونييه وأود لانسلون
الناشر دار التنوير
البلد مصر – لبنان
تاريخ النشر 2015
عدد الصفحات 264

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

ماري لومونييه Marie Lemonnier وأود لانسولان Aude Lancelin، صحفيتان تخصصتا في الفلسفة، ولهما كتب كثيرة مشتركة غير كتاب “الفلاسفة والحب”، تمتاز كتابتهما بأسلوبها الواضح، أو ما يمكن تسميته بالأدب الصحفي، سهلة وسلسلة وبعيدة عن التعقيد الفلسفي، ويعتبر هذا الكتاب الذي بين أيدينا من أفضل ما كتبتاه، صدر مترجما إلى العربية على يد دينا مندور سنة 2015، عن دار التنوير، ويقع في حوالي 264 صفحة من الحجم المتوسط.

كان الحب ولا يزال أحد أكثر الموضوعات التي ظلت محل خلاف عند تفسيرها من قبل الفلاسفة، وقد اجتهد الكثير منهم في محاولة تتبع هذا الكائن الغريب المسمى (الحب)، إلا أن محاولاتهم ظلت، ربما، غير مكتملة أو حتى غير منصفة كنتيجة مباشرة للتعقيد الذي يلف هذا الجانب.
وفي حين تمتلئ الأعمال الأدبية شعراً ورواية ونثراً بالحب وبكل أنواعه، حيث هوميروس الذي يتغنى بحب باريس لهيلينا في الإلياذة، وقيس الذي يتغنى بليلى، وتولستوي في «أنا كارنينا» يصف بدقة كيف يمكن للحب أن يجرّ جمالاً طاهراً نحو السقوط في كآبة لا تنتهي، نجد أعمال الفلاسفة رصينة وحذرة في تفسير معاني الحب، وقد تتبعت الكاتبتين ماري لومونبيه وأود لانسولان هذا الأمر في كتابيهما «الفلاسفة والحب… الحب من سقراط إلى سيمون دي بوفوار»، إذ تقولان: «ومع كون الحب الظرف القدري للسعادة عند غالبية البشر، والعنصر الدائم لكل أشكال الدراما الأدبية، إلا أن الفلاسفة قد أثاروه بتحفظ يشبه من يدخل قفص الأسد ويخشى أن يؤكل حياً. وقد نفهم أن الفلاسفة يطالعون تلك العاطفة الغريبة بكثير من التعقل لأنهم مشغولون بتحرير الإنسان من كل أشكال العبودية العقلية، في ما يؤدي الحب بالإنسان إلى الموت كمداً.. ومع ذلك يبدو الحب مقاوماً لكل أشكال العقلنة، وهو ما يسمح بفهم الارتياب الذي يسببه هذا الشعور للفلاسفة».
لم يكن الاحتفاء بالحب أمراً بديهياً عند روسو، بل كان محاولة اكتشاف لمناطق روحية خاصة وحميمية وتأريخ لاضطراباته العصبية، فالحب «حيلة معدية، رجل كاد يموت من دون أن يعرف ذاته».

أما سقراط فيشدد على أنه إذا كانت الرغبة هي «رغبة في شيء ما»، وإذا كان المرء لا يرغب إلا في ما لا يمتلكه، إذاً فقد أخطأ المداحون خطأ بالغاً حين زيَّنوا الحب بكل أشكال الخير والجمال. أو أنهم، في أفضل الأحوال لا يرون منه إلا جزءاً من حقيقته.

ويعبر سارتر عن ثقته في الحب: أن أكون محبوباً، فأنا لم أعد عنصراً منفصلاً عن أساس العالم، أنا ذلك الذي عن طريقه يرى إنسان آخر العالم، ويرى نيتشه أن إخصاء العواطف الذي ينادي به كل «ديناصورات الأخلاق» هو عمل إجرامي فالحب قوة مجدّدة لكل أنواع الإبداع.
أما لدى إيريك فروم، فالحب هو حل لا مشكلة، تفسير لا أحجية، وإذا كان الحب هو الجواب العاقل والمقنع الوحيد على مشكلة الوجود الإنساني، فإن أي مجتمع يستبعد نسبياً تنمية الحب، يجب أن يتلاشى بسبب تناقضه مع الاحتياجات الرئيسية للطبيعة الإنسانية، والحديث عن الحب هو الحديث عن الحاجة القصوى والحقيقة في كل إنسان، وإذا كانت هذه الحاجة قد تشوشت فهذا لا يعني أنها ليست موجودة.

 

 

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP