الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
تزعم أسطورة يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر أن الأميركيين الأصليين محكوم عليهم بالانقراض، عدا قلة باقية تعيش في محميات معزولة تعاني الفقر. يقول الأنثروبولوجي والروائي ديفيد تروير الذي ينتمي إلى قبيلة أوجيبوي إن هذا الزعم بحاجة ملحّّّة إلى تصويب، وذلك في عمله الجديد عن بلاد الهنود الحمر منذ مجزرة ووندد ني في عام 1890.
أسفر هجوم الجيش الأميركي على قبيلة لاكوتا سيوكس عن مقتل 150 شخصًا في الأقل، وكان ذلك آخر نزاع مسلح بين قبائل الهنود الحمر والحكومة الفدرالية. يرى كثير من الأميركيين أن هذه المعركة تمثل أيضًا نهاية ثقافة السكان الأصليين لأسباب عدة، منها كتاب كان له تأثير بالغ نُشر في عام 1970.
بحسب الكتاب الموسوم “ادفنوا قلبي في منطقة ووندد ني”، فإن ثقافة الهندي الأميركي وحضارته دُمّّّرتا بحلول عام 1890. لكن تروير الذي نشأ في محمية للهنود الحمر اكتشف أن هذا الرأي ليس خاطئًا فحسب، بل يسحق روح شعب أيضًا.
يقول تروير في كتابه “القلب النابض لووندد ني” The Heartbeat of Wounded Knee (المؤلف من 512 صفحة، منشورات ريفرهيد، 28 دولارًا) أن التاريخ الذي يسجّله في كتابه الجديد “لا يتناول القلب الذي دُفن في تربة ساوث داكوتا الباردة، بل القلب الذي ينبض فوقها”.
يبدأ تروير كتابه بفهرسة لأعمال القتل والأمراض والتهجير. وتصف مجلة “إكونوميست” في مراجعتها كتاب تروير أن مسحه لبلاد الهنود الحمر وتدميرها مسح جاف، لكنه ضروري، لأن كثيرًا من الأميركيين ذوي الأصول الأوروبية يجهلون الحقائق، ويبدو أن بعضهم يعتبر أميركا ملكهم وحدهم.
لكن مهارة المؤلف تتبدى وتتألق في سرد التاريخ الأحدث عهدًا. وهو يطعُّم مفاوضات استمرت 100 عام على الحقوق التي ضمنتها معاهدات وقعت في القرن التاسع عشر بقصص شخصية من قبائل هندية عديدة.
يبيّن الكتاب أن جملة برامج أُعدت لحل “المسألة الهندية” كانت ذات مردود عكسي، بما في ذلك الصهر القسري من خلال مدارس داخلية، كان هدفها “قتل الهندي لإنقاذ الإنسان”، وتدمير ملكية الأرض الجماعية في المحميات بتوزيع الأراضي على أفراد، حيث كان الأثرياء البيض يستحوذون في الغالب على أفضل القطع، والمناورات اللاحقة التي أنهت الوضع القانوني لبعض القبائل.
لكن المدارس، وكذلك الخدمة العسكرية في الحربين العالميتين، كانت لها فائدة غير مقصودة: بناء هوية هندية واحدة. فالهنود مثلهم مثل جماعات مهمشة أخرى، انتقلوا إلى المدن، وبدأوا ينظمون قواهم فيها. وبدأوا يطالبون بحقوقهم منذ عام 1970، من خلال حركات وناشطين ساعدوا على بلورة هذه الحقوق والدفاع عنها.
تأخذ مجلة “إكونوميست” على المؤلف أنه يغفل في تعامله مع هذا التاريخ المعقد أن يبيّن بوضوح كيف تعمل السيادة القبلية. ولا يعرف القارئ إلا في منتصف الكتاب أن تمويل الحكومة الفيدرالية لخدمات، مثل الصحة والتعليم، “ليس منة أو صدقة”، بل التزامات تنص عليها معاهدات مقابل فقدان 97 في المئة من أراضي الأجداد.
This post is also available in: English (الإنجليزية)