الكذابون يحصلون على كل شيء

عنوان الكتاب الكذابون يحصلون على كل شيء
المؤلف علي بدر
الناشر  دار الرافدين
البلد العراق/ لبنان
تاريخ النشر 2017
عدد الصفحات 283

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

نبذة عن الكتاب:

تدور أحداث هذه الرواية في لويز، أو حارة السياسيين المنكوبين، وهي منطقة راقية في بروكسل عاصمة الاتحاد الأوربي. أصبحت منذ الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي مأوى للسياسيين المنكوبين. وهم السياسيون الذين تطيح بهم الانقلابات العسكرية، أو الثورات الشعبية، أو الانتفاضات المسلحة التي تحدث غالباً في العالم الثالث، فيأتون للسكن في لويز، حيث تقوم شركات متخصصة بنقل ما يسرقونه من أموال من بلدانهم وجلبها لهم، ليعيشوا عيشة باذخة.

 بعد الثورات العربية أصبحت لويز مأوى للسياسيين والوزراء العرب المخلوعين، حيث قامت شركات خاصة بتهريب ما سرقوه من أموال ونقلتها لهم في هذه المدينة الجميلة، ومنهم أحد الوزراء العرب الذي سرق مليون دولار من خزينة الدولة في يوم هربه، فصادف شابين لاجئين حاولا خداعه والاستيلاء على المليون من أجل توزيعه على اللاجئين في سوريا والعراق ليتحولا من لاجئين إلى بطلين. هل تنجح عمليتهما؟

رواية ساخرة، حافلة بالأحداث والمفارقات، أبطالها مرحون، يعيشون على أرض زلقة. فهنالك جلال المثقف الذي يرافق المافيات الروسية، جورج الملقب بالاستاذ والذي يستشهد بكل حدث من الأحداث بماركس، الوزير المخلوع الذي يتحول من جهة سياسية إلى أخرى ليعود إلى بلاده ثانية وزيراً.

قراءة: حيدر عبد الرضا

من خلال ما اطلعنا عليه من فصول الرواية الشيقة في الأحداث و المترابطة شكلا و مضمونا شكلا و دليلا نقول : أن مسار تجربة رواية ( الكذابون يحصلون على كل شيء ) حيث تحكي هذه الرواية حكاية أولئك السياسيون الذين كانوا يفرون من أوطانهم وهم يحملون منها نهبا ملايين الدولارات كحال صورة ذلك الوزير في أحداث الرواية .. الذي جاء بدءا كلاجىء إلى بلجيكا ثم عاد إلى بلاده مجددا وزيرا ..

فيما كان الكل من جلال و الأستاذ و أحمد البحار ورواد الحانات و العاهرات يمنون النفس بالحصول على ذلك المليون المنهوب من خزينة وزارته التي كان يعمل فيها بصفة وزيرا سابقا . و هذا الوزير كما تخبرنا عنه الرواية كان قد عاد الى بلاده بوساطة ساحرة مشعوذة .. و قد تخلف عن وعوده التي كان قد وعد بها ممن خدموه و ممن كانوا يقدمون له كل فروض الطاعة من العاهرات و أصحاب الحانات و روادها و حتى وصولا إلى باعة اللحم و الخضار الذين كانوا يقدمون له الأشياء بالمجان .

و عندما عاد وزيرا لم يصطحب معه سوى عشيقته تلك الفتاة المغربية الجميلة إلى بغداد . . كما تخبرنا أحداث الرواية عن موت الأستاذ في لعبة الروليت الروسية أو لعبة الموت كما كان يسميها البعض .. بعد أن فقد كل أحلامه بدلال أولا التي كانت تواعد عشيقا يدعى رباح سرا ثم و بعد مرور فترة من الزمن صار أمرها مفضوحا على حافة كل لسان .. و أخيرا آل حالها الى مصحات الأمراض النفسية لشعورها بالذنب العظيم و العار الكبير .. و في ختام حكاية أحداث الرواية تبين من جهة علي بدر بأن مجمل وقائع و شخوص و أزمنة روايته كانت خلاصة لتجربة حقيقية كان قد عاشها المؤلف منذ أول رحلته المهجرية مقيما في بلجيكا .. فيما كان جميع شخوص روايته هم من أصحابه .. و قد حدثنا بدر عن ما آل إليه مصير صديقه جلال ميتا هو الآخر في واقعة تفجير الكرادة و ذلك بعد أن كان قد حاز على الجنسية البلجيكية .. و على حين غرى راح يحدثنا المؤلف عن مصير صديقة جلال أداليد التي كان قد تعرف عليها جلال في معرض للفن في أحدى فصول المسار السردي في الرواية ..

إلا أنها و عند ختام الرواية أخذ السارد يخبرنا عنها عبر هذه الفقرات التالية : (سنوات و أنا أرى أداليد و قد تحولت إلى العمل الطوعي لمساعدة اللاجئين .. و كـأن الكوارث تغير من حياة الناس .. و تحرف كل اتجاهاتهم .. مقولة ربما قالها ماركس .. ولو كان الأستاذ حيا لقال نعم قالها ماركس .. و شرف أختي . / السارد / الرواية ) لعل في بعض أماكن الرواية هناك الكثير من الوحدات التي يشف عنها أمتزاج صوتي ( السارد / الشخصية ) ولعل هذا الأمتزاج المتداع هو ما غدا يمركز بؤرة الأيحاءات النفسية و الحسية و الحدثية بين صوت السارد من جهة و فاعلية اصوات اطلاقية الشخوص من جهة أخرى . و ثمة رهان دائما في عوالم روايات علي بدر على تشظي صوت و صورة السارد / الشخصية / المؤلف إلى جملة تنويعات تلتحم بالمكونات الشخوصية و في كافة أبعادها الرمزية و الأحوالية و الدلالية : ففي كل فصول رواية ( الكذابون يحصلون على كل شيء ) ثمة مزجية سحرية تختلط فيها الصور و الأصوات بسمات موجهات علاقة السارد فيها و في حالة تبدو أكثر تزامنية مع أختلافية مواقع الأدوار و مرجعية الاسترجاعات و هي في حمى اللوعة النابعة من أعماق مفارقات حكاية الشخوص المفبركة أحيانا في مساحة أفعالها و مصادفاتها و غواياتها و أحلامها اللامتكاملة سرديا و معنويا .. الكذابون يحصلون على كل شيء هي الصورة الروائية الأشد عنفا و تهكما و سخرية و حقيقة . بلى أنها رواية القصد الاستفهامي الموجه نحو قوى المواقع الحكومية الزائفة في تماثلاتها المنتشرة في كل أرجاء دول العالم الثالث .. أن النص الروائي في تجربته ينبعث من موقعية الرفض و الإدانة .. و على هذا الأمر وجدنا الكتابة الروائية في الرواية أخذت تنسج صورا بليغة عن القيم و الطبائع و الأهواء التي راحت بدورها ترحب بتلك الكائنات السياسية الساخرة من صغر و وهن ممارسات الآخرين لها بالعبودية طلبا للمال و المظهر و بلاغة حسابات الأوهام القادمة من قاع فاعلية زمن و حكمة و غول الأكذوبة الصادقة و الحقيقة المنكوبة .

TOP