المجتمع العربي بين التاريخ والواقع

عنوان الكتاب المجتمع العربي بين التاريخ والواقع
المؤلف حسين عبد الرازق منصور
الناشر  أمواج للنشر
البلد بيروت
تاريخ النشر 2013
عدد الصفحات 517

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

المجتمع العربي بين التاريخ والواقع

حاولنا في هذا الكتاب أن نسير مع تطورات هذا المجتمع بعد أن اتسعت دائرته لنرى ما جد عليه من شؤون، وما آل إليه من ضعف في زمن العباسيين بالذات (خاصة بعد المأمون)، وسرنا مع هذا المجتمع عبر خصائصه الداخلية وحاولنا أن نتفهم بعض الجوانب التي جعلته مختلفاً عن مجتمع المسلمين الأوائل في المدينة المنورة، وقد رأينا أن هناك أسباباً كثيرة لذلك، لعل أهمها هو تغير المثل الأعلى الإسلامي في نظر أبناء ذلك المجتمع ، وكان هذا التغير نفسه ناتجاً عن ظروف وملابسات جديدة متعددة.
وتتبعنا ظروف هذا المجتمع في زمن غزو الصليبيين والمغول الذي يعد من أسباب الضعف الخارجية التي أثرت على المجتمع العربي المسلم، وحاولنا تفحص هذا المجتمع وظروفه خلال الحكم العثماني الذي امتد سنوات طويلة لنخرج بنتيجة مفادها أن المجتمع المعاصر تفاعلت عناصره البشرية العديدة أثناء فترة هذا الحكم التي امتدت لأكثر من أربعمائة عام ( 1516 – 1918 م).
وخرجت منها جميعاً شخصية حضارية ثقافية واحدة تسود البلاد الواقعة بين المحيط والخليج هي الشخصية العربية الواحدة، ولذلك فقد حاولنا أن نقارن بين المجتمع الإسلامي الأول في المدينة المنورة وبين المجتمع العربي المعاصر، لأن الملاحظ أن كلمة (عربي) كانت أكثر بروزاً في هذين المجتمعين، ولكن في المجتمع الإسلامي الأول اقترنت هذه الكلمة بالإسلام قلباً وروحاً وعملاً، إذ لم يعرف التاريخ مجتمعاً عربياً موحداً قبل الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين بعد توحيد الجزيرة العربية تحت راية الإسلام. أما في العصر الحاضر فإن المحاولات الغربية والاستعمارية كانت ولا تزال مستميتة للفصل بين ما هو عربي وبين ما هو مسلم، وهذا ما أضعف الإسلام في نفوس كثير من العرب، وجعلهم يوزعون انتماءاتهم بين شيوعية وقومية علمانية وغيرها.

إلا أن اكتشاف القومية العربية الحقيقية يعني عودة الأمور إلى مجاريها الصحيحة، ورجوع العرب زرافات ووحداناً إلى رحاب دينهم العظيم الذي لا وجود لهم إلا به، وهو الاكتشاف الذي بدأت تباشيره مع الصحوة المعاصرة.
يقع هذا الكتاب في ستة أبواب مقسمة إلى سبعة عشر فصلاً: تناول الباب الأول أطرافاً من حياة العرب قبل الإسلام بشكل عام: ففي الفصل الأول بحث الكتاب في الأسس العامة التي يقوم عليها أي مجتمع، وقسمها إلى قسمين: (أسس بنائية وأسس ثقافية وتنظيمية). والغرض من هذا الفصل هو أن نجعل منه أرضية علمية فكرية (بمقاييس علم الاجتماع نطبقها على العرب قبل الإسلام لكي نجيب على سؤال مهم وهو: هل كان هناك مجتمع عربي قبل الإسلام أم لا؟
وقد خرجنا بنتيجة هي أنه لم يكن هناك ما يمكن تسميته باسم (المجتمع العربي) قبل الإسلام. وكان هذا الجواب على سؤالنا المذكور مستنداً إلى دراسة وضع القبائل العربية المبعثرة في الصحراء من نواح عديدة جرى بحثها في الفصل الثاني والثالث والرابع .
أما الباب الثاني فقد كان بعنوان: الدين الإسلامي والمجتمع العربي، وقد قسّم هذا الباب إلى فصلين هما الخامس والسادس، تناول الخامس منهما نواة المجتمع العربي الإسلامي في مكة وفي المدينة، وبيّن أحوال المدينتين قبل الإسلام، وخص مجتمع المدينة بدراسة التحولات النفسية والاجتماعية والسياسية بعد الهجرة الشريفة إليها. أما الفصل السادس فقد بيّن الأسس الطبيعية (البنائية) والأسس الثقافية والتنظيمية التي قام عليها المجتمع العربي الإسلامي الأول، وقسّم الثانية منها (الثقافية والتنظيمية) إلى ثلاث ركائز هي الركيزة الفردية التي شملت العقيدة والمبدأ الخلقي، مع محاولة للتركيز على ما قام به الإسلام من جهد موفّق في بناء الإنسان الجديد بدءاً بتربية ضميره وشعوره بالواجب، ومن هنا كان لا بدّ من التوقف لمقارنة فكرة الواجب في الإسلام بفكرة الواجب عند فيلسوفها في العصر الحديث وهو (إمانويل كانت)، (لنرى تميّز الفكرة الإسلامية بإمكانية الاستفادة منها في التطبيق العملي السلوكي بسهولة أكبر مما كانت عند (كانت)، مع فضل السبق لها عليه.
والركيزة الثانية هي الركيزة الاجتماعية التي شملت الأسرة وعلاقات القرابة والمعاملات والعلاقات الاجتماعية مع الآخرين. والركيزة الثالثة: كانت هي الركيزة السياسية، وهي تتناول حدود مسؤوليات الحاكم وواجباته، والرعية وواجباتها والعلاقات السياسية مع الآخرين بتناول جديد يضعها في تسلسلها المناسب مع الواجبات الأخرى.
أما الباب الثالث فقد تناول بالبحث العوامل الداخلية التي أدت إلى ضعف المجتمع العربي المسلم خصوصاً في زمن الأمويين (بعد الفتوحات الكبيرة) وفي زمن العباسيين. وقد جرى تحديد بعض هذه الأسباب ومنها طبيعة المجتمع العربي ومسألة الخلافة والإمامة والعصبية والشعوبية، وأخيراً انتشار الملذات والغنى وتنحي العرب عن مراكز القيادة.
وقد بحثت هذه الأسباب في الفصول التي ضمها هذا الباب (من السابع إلى نهاية العاشر) كما جرى بحث العوامل الخارجية التي أدت إلى ضعف المجتمع العربي في الباب الرابع، حيث حددنا عاملين هما: امتزاج العرب بغيرهم من الأمم والغزو الخارجي في الفصلين الحادي عشر والثالث عشر .
أما الفصل الواقع بينهما (الثاني عشر) فقد بحثنا فيه الآثار الثقافية الناتجة عن امتزاج العرب بغيرهم، وكان أهم هذه الآثار وأخطرها على المجتمع هو تغير القيم والمفاهيم والمثل العليا الإسلامية في نفوس الناس.
وفي الباب الخامس بحثنا في وضع العرب بين الدين والقومية، وقد شمل الباب فصلين هما الرابع عشر والخامس عشر، فكان الرابع عشر بعنوان(عرب وأتراك) حيث استعرضنا بعض الخصائص البارزة التي امتاز بها حكم العثمانيين، وكيف أن الشخصية العربية تبلورت في ظل هذا الحكم الذي شكل درعاً واقية للوطن العربي ضد الغزو الصليبي المتجدد بعد هزيمة الصليبيين نهائياً وخروجهم من بلاد الشام – من فلسطين خاصة- في سنة 1291 م – 690 هـ، كما بيناه بالتفصيل في مكانه من هذا الفصل – حيث تفاعلت جميع العناصر البشرية التي كانت تسكن هذا الوطن تفاعلاً ديموغرفيا وثقافياً، وذابت معظم الأقليات العرقية والثقافية في بوتقة الإسلام واللغة العربية الواحدة لسكان هذا الوطن، كما تناول الفصل الخامس عشر وضع العرب بين الإقليمية والقومية بعد أن جرت أحداث الحرب العالمية الأولى وما سبقها من تطورات وتفاعلات مرت بالوطن العربي.
وأخيراً وصلنا إلى محاولة العرب ( متمثلين في أجيالهم الجديدة ) أن يبحثوا عن ذاتهم الحضارية المستقلة التي كادت تعصف بها الأيديولوجيات الغربية والصهيونية، وكان هذا البحث عن الذات بعد الحرب والكوارث المتوالية من الاستعمار والصهيونية العنصرية فكانت النتيجة بدء الصحوة المعاصرة.
وأخيراً يأتي الباب السادس بعنوان المجتمع العربي الراهن، ويحتوي فصلين هما الأخيران في الكتاب، فالفصل السادس عشر تناول هذه الصحوة المعاصرة ليبين أسبابها العامة والمجالات التي شملتها الصحوة فحدد مجالين هما: المجال الفكري العام ومجال الصحوة الإسلامية، كما بين الفصل تذبذب هذه الصحوة بين التطرف والاعتدال، وهكذا حاولنا أن نضع في دائرة الضوء أوضاعاً تاريخية وديموغرافية واجتماعية وثقافية خاصة بالمجتمع العربي في مراحل متلاحقة من حياته. وذلك لكي يستطيع الإنسان عقد مقارنة عامة بين هذه الأوضاع، خصوصاً بين وضع المجتمع العربي الحديث ( منذ نهايات حكم العثمانيين وإلى أواخر القرن الميلادي العشرين ) وبين المجتمع العربي الإسلامي الأول في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام وحتى بدايات العصر الأموي.
المؤلف

المجتمع العربي بين التاريخ والواقع

للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية

TOP