المرآة والضوء- رواية

عنوان الكتاب المرآة والضوء
المؤلف هيلاري مانتل
الناشر دار”فورث إيستيت”
البلد أمريكا
تاريخ النشر مارس 2020
عدد الصفحات 784 

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

تعتبر رواية “المرآة والضوء” لهيلاري مانتل، بدءاً من الفقرة الافتتاحية الحادة ووصولاً إلى الخاتمة الدرامية بعد 863 صفحة، رائعة حتى آخر قطرة دماء تُسفك فيها.

إن تصوير توماس كرومويل الذي بدأ في رواية “قصر الذئاب” عام 2009 واستمر مع كتاب “أخرجوا الجثث” الصادر عام 2012، وقد حازت كل من الروايتين جائزة بوكر، يصل إلى خواتيمه في رواية تاريخية رائعة أخرى.

تبدأ رواية “المرآة والضوء” بإعدام آن بولين في مايو( أيار) عام 1536. وقد لقيت مصرعها على يد قاتل مأجور فرنسي، استخدم سيفاً مصنوعاً من فولاذ طُليطلة من إسبانيا. من المستبعد أن المدعو “جلاد كاليه”، وهو ذلك الأجنبي الذي ِجيء به لفصل جمجمة الملكة عن عنقها، كان سيحتل موقعاً مرموقاً في نظام الهجرة على أساس النقاط الذي  وضعته بريتي باتيل وزيرة الداخلية البريطانية. يقول الجلاد ممازحاً إن”الرأس أثقل مما تتوقعين”، بينما  تلفّ إحدى خادمات الأشلاء بقماش من الكتان من أجل دفنها.

كان كرومويل في أوائل عقده الخامس عند وفاة آن. وبصفته اللورد بريفي سيل، نائب رئيس الكنيسة في إنجلترا وكبير الوزراء، فقد توجب عليه إجراء الترتيبات اللازمة لتعيين ملكة جديدة والحفاظ على النفوذ الانجليزي في أوروبا، في الوقت الذي كان يحاول البقاء متقدماً من حيث الدهاء على الأعداء القريبين من بلاده. وقيل لنا إن كرومويل موجود دائماً “لإزالة القذارة”.

إن تصوير مانتل لدسائس البلاط الملكي ممتاز. وهي تقدم عينة معبرة عن  الأجواء في مكان يلفظ أنفاسه الأخيرة، حيث يتعرض المستشارون واحداً إثر آخر للإذلال. وكرومويل، وهو تاجر ملابس سابق، ورجل عصامي، محور معظم المكائد. إنه متيقظ باستمرار. ينشر الحراس على كل باب. ويقول “بما إننا نعيش في مثل هذه الأوقات، فقد يدخل رجل من البوابة وهو صديقك، لكنه لا يلبث أن ينقلب ضدك وهو يعبر الفناء”. كل شيء هو عبارة عن دور للتمثيل بالنسبة لهذا المتآمر البغيض ذي “العينين الصغيرتين والسريعتين” و “القلب الأسود”.

إن ثلاثية مانتل عن كرومويل، التي تدور أحداثها في فترة كهذه يمكن للقصّ التاريخي أن يتناولها، قد تمكنت بجدارة من نيل ثناء حقيقي من جمهور القراء. واشتمل هذا الجزء الختامي من الثلاثية على رسائل خفيضة النبرة لزمننا المليء بالصراع والطموح الجامح. وتدور أحداث رواية “المرآة والضوء” بين عامي 1536 و1540، وهي فترة التمرد، عندما كانت “إنجلترا تنهار أجزاؤها فوق بعضها بعضاً، مثل منزل من قش”. يخشى هنري من أن أوروبا تعتبر إنجلترا “ثمرة قريبة المنال، ولعبة منهكة”.

تصور الكاتبة الملك كشخص قادر على تحريك المقربين منه في أي لحظة. عندما كان هنري يرتدي عمامة، إذ كان يحب ارتداء الملابس التركية، يركع كرومويل عند قدميه، لكنه لا يمتدح الزي. تلفت مانتل إلى أن “هناك حداً لمدى الاحترام الذي يستطيع أي كان التظاهر به”. وقد يخون الحظ حتى كرومويل، سيد الرياء، لكنه ربما كان يعرف دائماً أن نهايته ستكون قاتمة. يقول وهو قابع في السجن مثل “قطعة لحم متفتتة” إن “هذا ما تفعله الحياة بك في النهاية، إنها ترتب لمعركة لا يمكنك الفوز فيها”.

رواية “المرآة والضوء” هي صورة أخرى لشخصية كرومويل، كما أنها أيضاً استكشاف معقد وبسيط للسلطة والجنس والولاء والصداقة والدين والطبقة الاجماعية والحنكة السياسية. لا يبدو أن قراءة الكتاب مرة واحدة كافية لإدراك الكنوز المعقدة لرواية مانتل، لكنها كافية لمعرفة أن “المرآة والضوء” هي بالتأكيد خاتمة مذهلة لإحدى أعظم الثلاثيات الروائية في عصرنا.

المصدر

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP