الوصف
تسهم ريادة الأعمال «Entrepreneurship» من خلال تميُّز منظمات الأعمال التي تتبنى مفهومها والباحثة عن مزايا تنافسية وحلول مبتكرة لمشكلاتها في مواجهة العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية للدول حيث تشجع الشباب على الإبداع والمخاطرة والنظر، نظرة عالمية للمجتمع المحليِّ. وتتنوع تصنيفات منشآت الأعمال طبقًا للحجم أو طبيعة النشاط أو الهدف. فقد تصنف المنظمات من حيث الحجم إلى منشآت صغيرة أو متوسطة أو كبيرة، ومن حيث طبيعة النشاط التي يشترك الأفراد في آدائها لتحقيق هدفهم فتصنف إلى: منشآت صناعية أو تجارية أو استخراجية (زراعة أو تعدين) أو خدمية كالبنوك أو منشآت التأمين أو المستشفيات…. إلخ. أما من حيث الهدف الذي تسعى لتحقيقه المنشأة فهناك منشآت هادفة للربح وأخرى غير هادفة للربح كالمنشآت الحكومية أو الخيرية.
ومهما كان شكل المنظمة فإن الإدارة هي الأداة التي تتحكم في تشغيل أيٍّ من هذه الأنواع بالطريقة التي تُمكِّنها من تحقيق الأهداف المرجوة بنجاح من خلال اتخاذ القرارات التي تُمكِّن من القيام بالعملية الإدارية لوظائف المنظمة بكفاءة. وهذه القرارات تتعلق بتخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة أنشطة الإنتاج والتسويق والتمويل والموارد البشرية وغيرها من الأنشطة التي لا غنى عنها لأي منظمة.
وبصفة عامة، لا تختلف أساسيات العملية الإدارية في كافة منظمات الأعمال، لكن هذا لا يمنع من انعكاس طبيعة أو حجم أو هدف المنظمة على أساليب وأدوات إدارتها، لذلك يتطلب تحديد هذه الانعكاسات دراسة السمات والخصائص المميزة لكل نوع منها حتى يمكن مراعاتها عند القيام بإدارتها. ويسعى هذا المؤلٌف إلى التَّعرُّف على طبيعة المشروعات الصغيرة، لتحديد القرارات المناسبة لإدارتها وذلك من منظور ريادة الأعمال التي تمثل التوجه الحديث لتحقيق التنمية المستدامة على كافة المستويات، بداية من مستوى المشروع الصغير وصاحبه رائد الأعمال الشاب وحتى مستوى الاقتصاد القومي. ويُنظّر للمشروعات الصغيرة بعد عصر ريادة الأعمال نظرة أكثر انفتاحًا وتكاملاً، مما يتطلب منا الوقوف أولاً على معنى مفهوم ريادة الأعمال. ويتناول هذا الكتاب مدخلاً جديدًا في دراسة جدوى المشروعات الصغيرة، لأنه لا يركز فقط على دراسة جدوى الفكرة، لكن يعطي اهتمامًا خاصًا وأساسيًّا لما أطلقت عليه الكاتبة «جدوى البشر/الإنسان». فوجود فكرة جيدة مع شخص “ليس له جدوى» بمعنى: أنه لا تتوافر لديه خصائص رائد الأعمال لن تحقق النتائج المرجوة منها. وخلال الأعوام الأخيرة ركزت المؤلفة على نشر هذا المفهوم لدى دارسي مقرر المشروعات الصغيرة بالتعليم المفتوح ودارسي مقرر ريادة الأعمال من طلاب الدكتوراه المهنية «DBA» بكلية التجارة جامعة القاهرة، ونأمل أن يساهم الكتاب في نشر هذا المفهوم بين الشباب.
المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال:
أسهمتْ المشروعات الصغيرة والمتوسطة مُسَاهمة واضحة خلال العقود الأخيرة في الأنشطة الاقتصادية للعديد من الدول التي اهتمَّت بها، خاصة فيما يتعلق بإيجاد فرص عمل دائمة. وعلى الرغم من أنَّ ريادة الأعمال مفهوم يمكن تطبيقه على المشروعات الصغيرة والكبيرة -كما سبق وأوضحنا- إلا أنَّ المشروعات الصغيرة حقَّقت أنشطة ريادية لا تُقَارن بغيرها؛ فمعظم أنشطة انطلاق وبداية العديد من المشروعات الكبرى والناجحة تمَّت على مُستوى المشروعات الصغيرة، فهذه المشروعات تمثل مصدرًا مهمًّا للإبداع وتقديم المنتجات والخدمات الجديدة، كما تُمثِّل عنصرًا أساسيًّا للتنمية الإقليمية والتماسك الاجتماعي. بل إنَّ مُحَاولة تقييم دور المشروعات الصغيرة له علاقة بجذب الانتباه نحو أهمية دور ريادة الأعمال في التنمية الاقتصادية، وتأثيرها الإيجابي في النمو والتوظيف، وكذلك دور رائد الأعمال في تنفيذ الأفكار المبدعة.
وعلى ضَوْء هذه العوامل، أصبحتْ الحكومات والمنظِّمات الدولية تَضَع المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال كعناصر أساسية في أي خطة أو سياسة تَسْعَى لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية. ويُعرف العديد من الباحثين مالك أو مدير المشروع الصغير على أنه رائد للأعمال -في بعض الأحيان- نظرًا للدور الذي يؤديه في بداية المشروع وإدارته، كما أنه يُعد المسؤولَ الأول عن نجاح المشروع أو فشله. ويرجع ذلك لارتباط المشروعات الصغيرة بشخصية وإمكانيات ومهارات رائد الأعمال.
ومن هذا المنطلق، ركزت دراسات اقتصادية وإدارية عديدة على تأثير خصائص رائد الأعمال على أداء المشروعات الصغيرة خلال مراحل دورة حياتها المختلفة منذ أنشطة تأسيسها، ثم خلال حياتها وإدارتها ونموها.
المعوقات التي تواجه رائد الأعمال:
تتعدَّد المشكلات التي يُمكن أن تُواجه رواد الأعمال من الجنسين منذ بدء المشروع أو أثناء إدارته -وهم بالطبع قادرون على التعامل معها بكافة السبل- ولكنَّ تيسيرها يمثل دافعًا أكبر للدخول إلى مجال العمل الحر. ومن أبرز هذه المشكلات ما يلي:
– مشكلات تمويلية: تتعلق بكيفية الحصول على رأس المال، وإدارة التدفقات المالية، والعلاقات مع المقرضين…وغيرها.
– مشكلات إدارية: مثل إدارة الوقت، ووضع الأهداف، وقياس الأداء، والحصول على المعلومات التي يحتاجها المشروع، وتوفير العمالة المؤهلة.
– مشكلات تسويقية: تتمثَّل في عدم القدرة على الترويج بفاعلية وتكلفة مناسبة وتطوير خطة تسويقية فعالة، والتعرُّف على الفرص وتحديدها والمنافسة، وتنفيذ الإستراتيجيات التسويقية، وفهم العملاء، وتطوير المنتجات والخدمات.
– مشكلات تكنولوجية: تتعلق باختيار أفضل الوسائل/الأساليب التكنولوجية، وإنشاء نظم معلومات جيدة.
ويضم الكتاب الفصول التالية:-
الباب الأول: ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة.
الفصل الأول: ريادة الأعمال.
الفصل الثاني: المشروعات الصغيرة وعلاقتها بريادة الأعمال.
الباب الثاني: مراحل عملية ريادة الأعمال (دورة حياة المشروع الصغير).
الفصل الثالث: رائد الأعمال.
الفصل الرابع: توليد الفكرة ودراستها.
الفصل الخامس: خطة الأعمال.
الفصل السادس: مرحلة الإنشاء والتجهيز.
الفصل السابع: تشغيل وإدارة المشروع الصغير.
الفصل الثامن: تقييم وتطوير المشروع الصغير.
الفصل التاسع: الأعمال الإلكترونية الصغيرة ووسائل التواصل الاجتماعي.