المشروع الفكري للدكتور محمد عمارة : المعالم والمحاور – المنهج وتطبيقاته – السيرة الذاتية

عنوان الكتاب المشروع الفكرى للدكتور محمد عمارة
المؤلف د. يحي رضا جاد
الناشر مفكرون الدولية للنشر والتوزيع
البلد مصر
تاريخ النشر 2018
عدد الصفحات 538

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

لَمَّا كان من أهم سبل النجاح والتفوق والتزكي والترقي : الاستفادة من المشروعات الفكرية الكبرى التي شيدتها كبار العقول العربية المعاصرة .. اخترتُ دراسة واحدٍ من أهم هذه المشروعات لواحد من الكتب الكبيرة في مكتبة العقول العبقرية .. “المشروع الفكري للدكتور محمد عمارة” 

 ولَمَّا كان مشروعُهُ الفكريُّ مترامِيَ الأطرافِ (280 كتاباً؛ مُوَزَّعةً بين “التأليف” و”الجمع والتحقيق” و”إعادة الطبع والتقديم”)؛ مما يُصَعِّب على الكثيرين مهمة تلمس معالم هذا المشروع وسبر أغواره ..

– ولَمَّا كان جُلُّ ما اطلعتُ عليه من الدراسات الأكاديمية (ماجستير ودكتوراه) المنشورة عن هذا المشروع وصاحبه (سواء في مصر أو في وطن العروبة) أُراها – إجمالاً- متواضعةً، ويَشُوبُها – في تقديري- شيءٌ غيرُ قليلٍ من القصور؛ لأنها لم تَقُم إلا على سيقان “الاجتزاء” و”الابتسار” و”انعدام التتبع والاستقراء لموضوعاتها” في مختلف جنبات وأنحاء هذا المشروع الفكري مترامي الأطراف ..

– ولَمَّا كانت “الساحة الفكرية العربية المعاصرة” في حاجةٍ شديدةٍ :

• لفَجْرٍ منهجيٍّ جديدٍ يَهدِي ويُرْشِد ويُرَشِّد،

• ولتصفية وتجاوز الكثير من “الثنائيات المتضادة” الشائعة في ساحتها،

• ولتصفية وتجاوز الكثير من “السجالات والتَحَارُشات والتحريشات والصراعات” الفكرية القميئة والمُهلِكة والمُجْدِبة والمُقفِرَة (على مختلف الجبهات الإسلامية والعلمانية)،

• ولتجلية الكثير من الأمور المُشكلة والمُلتَبِسةِ والمسكوت عنها أو المُلتَهِبَةِ وشديدةِ الحساسية ..

لَمَّا كان ذلك كله كذلك : كانت هذه الدراسةُ :

– التي تُمَثِّل وتُقَدم (للمرة الأولى في تاريخنا الفكري المعاصر، فيما أعلم) “زبدة” و”عصارة” الأركان الكبرى والملامح العظمى والمفاصل الأساسية والمحاور التفصيلية للمشروع الفكري للدكتور محمد عمارة،

– والتي تَسْتَخْلِص (أيضاً للمرة الأولى في تاريخنا الفكري المعاصر، فيما أعلم) “المنهج الفكري” الذي قام عليه بنيان ومعمار هذا المشروع الكبير، و”أهم تطبيقات هذا المنهج”،

– والتي تَعْرِض (أيضاً للمرة الأولى في تاريخنا المعاصر، فيما أعلم) الملامح الأساسية شِبْه التفصيلية لـ “السيرة الذاتية” لصاحب هذا المشروع الفكري (د. محمد عمارة), وبلسانه مباشرةً؛ مما يتيح للأجيال الجديدة الاستفادة من “الخبرات العميقة” و”اللمحات المهمة” و”السيرة العطرة” و”المسيرة الممتدة” التي تحملها هذه الصفحات،

وذلك كله :

– باستخدام “التتبع الاستقرائي التام” لمجموع “مؤلفات” د. عمارة،

– ووفق “رؤية معرفية” رصينة تجولت في رحاب هذا المشروع مُلتَقِطَةً منه “دُرَرَه النفيسة” و”جواهره النادرة” و”إبداعاته الخَلاَّبة”،

– فضلاً عن الاحتكاك المباشر والممتد والعميق بيني وبين هذا الأستاذ الكبير، فقد أكرمني اللهُ سبحانه بأنْ كنتُ – وما أزال بحمد الله وفضله- تلميذه وحَوارِيَّه على امتداد ما يزيد على أربعة عشر عاماً [..].

وتَصْدُرُ هذه الدراسة :

– لـ “تعيدَ اكتشافَ محمد عمارة”، ذلك “الكنز المَخْفِي المَطْمُور” الذي نفتح – بهذه الدراسة- مغاليقَه، ونزيح عنه ما تراكم – بفعل العوامل سابقة الذكر- من غبار وأتربة، ونَجلوَ دُرَره للناس؛ لتعملَ عملها في تبديدِ الأوهام، وإزالةِ الألغام، وإعادةِ التأسيس على أركانٍ وبدائلَ رشيدةٍ مفيدةٍ جديدةٍ شديدة،

– ولِتَضَعَ بين أيدي القراء “الثمرات الناضجة” لعقلٍ من أكبر عقول هذه الأمة، ولواحدٍ من “الكتب الكبيرة” في “مكتبة العقول العبقرية”، في عدد من أهم الموضوعات وأكثرها حساسيةً ومحوريةً في ميدان فكرنا الحديث والمعاصر؛ وذلك لِتفعلَ هذه “الثمراتُ الناضجة” فعلَها، وليُبنَى عليها، ولِيَتمَّ تعميقُها وتوسعتها وتنقيحها ونقدها (فإنَّ الآراءَ/ الاجتهادات كالمسامير؛ كلما طَرَقها المُؤَهَّلون للطَّرْقِ : ازدادت عُمقاً)،

– ولِتُذْهِبَ جُفاءً الكثيرَ مِن الزَبَدِ المنتشر والمستشري في كثير من القطاعات، ولدى كثير من العقول، على اختلاف مواقعها واتجاهاتها المُسَمَّاة بالإسلامية والمُسَمَّاة بالعلمانية،

– ولتكونَ إسهاماً بسيطاً يقدمه التلميذُ الصغير لأستاذه وشيخه الكبير الجليل؛ تكريماً له، وعرفاناً بجميله، وتقديراً لمكانته، ودليلاً “حياً وناطقاً وملموساً” على بلوغ هذه العقلية المتوهجة “درجةَ الاجتهاد المَتِين” و”رُتبةَ التجديد المَكِين” [..].

إنها دراسةٌ مكتوبةٌ بـ “حِبْرِ القلب” و”مِدادِ العقل” معاً وفي ذات الوقت ..

دراسةٌ اعتنيتُ فيها، قدرَ الطاقة، برسم الخريطة الفكرية والعقلية والروحية والحياتية لأستاذنا الجليل .. ولا نحسب أحداً – في حدود علمنا، كما سبقت الإشارة- قد سبقنا إلى ذلك، رغم كثرة ما كُتب عنه كتابةً أكاديمية أو عامةً ..

فاللهَ نسأل التوفيق والسداد، والهُدى والرشاد” اهـ.

[يحيى جاد]

“جُزءٌ” من تقديم أستاذنا الجليل/ طارق البشري :

“[..] أَذْكُرُ ذلك ولا أُلَخِّصُ ما عُرِضَ من فكر محمد عمارة في هذا الكتاب، فحسبي أنه بين يدي القارئ في هذه اللحظة،

ولكني أقولُ ما قلتُ؛ لأُنَبِّهَ القارئ إلى أن يجتهدَ في استخلاصِ معنى كلِّ عبارةٍ وكلِّ فقرةٍ، من عباراته وفقراته، وأن يزيد ويعيد التأملَ في معانيها؛ لتستقرَّ في وجدانه، ويتخذَها مرشداً له في تفاعل “فكره الإيماني/ العقدي الآخِذِ من الدين الإسلامي” مع “واقع حياته المعيشة في عصرنا هذا وفي جماعتنا السياسية هذه” [..].

إن فكر عمارة – المعروضَ في هذا الكتاب- : يؤكد، في كل حين، انتفاءَ التعارض المزعوم [..] بين “العقل” و”النقل”؛ باعتبار ما أوضحه مِن أنَّ القرآنَ – وهو المعجزة التي قدمها الإسلامُ- هو “معجزةٌ عقليةٌ” وليست “ماديةً” [..].

والكتابُ – في ذات الوقت- :

– يَسْتَخْرِجُ من نصوص القرآن الكريم – التي يَعْتَمِدُ عليها وَحْدَها في غالب ما وَرَد به- فكراً سياسياً واجتماعياً لِمَا يتطلبه عصرنا الحاضر، في بلادنا هذه، مِن مطالبِ “النهوض” و”التقدم” و”التحرر”، ويُبَيِّنُ ذلك في سلاسةٍ ووضوحٍ.

– ويَتَضمن :

• الأسسَ العامة لتطبيق أحكام الإسلام على الواقع الاجتماعي المعيش،

• ومنهجَ التطبيق الإسلامي في هذا الصدد (من حيث التدافع والتدرج وغيره)،

– ويَكْشِفُ المعنى الحقيقي للوسطية الحقة [..]،

– ومع حرية الرأي للمخالفين كاملة [..]،

– وبهذا الدفاع عن الحرية : يُؤَكِّدُ :

• سلميةَ الدعوة الإسلامية الصحيحة، وأنها تَعُم وتزدهر بإعمال العقل والتجاوب مع واقع الحياة المعيش،

• وأنَّ التعاملَ مع ثقافة [الآخَر] يكون بالدعوة، فلا خشيةَ على الإسلامِ من فكر هؤلاء [..].

ولقد أحسن كذلك الأستاذ يحيى جاد، مُعِد هذا الكتاب، بما صَنَع من تجميعٍ وتصنيفٍ حميدٍ لهذا العدد العديد من أفكار ودراسات الدكتور محمد عمارة في المجالات التي صَنَّفَ فيها دراساتٍ وأبواباً [..].

بارك الله في هذا الجهد النافع للأمة وللدين وللوطن وللجماعة السياسية” اهـ.

[طارق البشري]

TOP