الموت على شجرة التفاح

عنوان الكتاب الموت على شجرة التفاح
المؤلف كاترين شِارِر
الناشر Atlantis-Verlag
البلد ألمانيا
تاريخ النشر 2015
عدد الصفحات 36

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

بريق الذكاء في عين الثعلب –
كاترين شِارِر وقصة عن الحياة والموت مصورة تصويرًا بارعًا

الموت جزء لا يتجزء من الحياة، ولا تكتسب الحياة مغزاها إلا به. ندرك أن الموت أمر حتمي، إلا أن إدراكنا هذا لا يغير حقيقة أننا لا نريد أن نموت. هذا هو حال الثعلب في قصة كَاتْرِينْ شِارِر. في البداية نراه سعيدًا ناعسًا بجانب زوجته الثعلبة. تقدم بالاثنين العمر ولم تعد الأرانب تخشاهما، والشحارير تلتهم بهدوء وعلى مهل ثمار شجرة التفاح التي يعتبرها الثعلب ملكًا له. جلب له تقدم السن إذن نوعًا من الإهانة.
رغم كل ذلك فإن الثعلب لا يزال ذكيًّا، نرى ذلك في عينيه اليقظتين والمفعمتين بالحيوية، تراقبان ما يدور حوله.
هكذا يصطاد ابن عرس، ساحرًا من سحرة ابن عرس، كما يتضح فيما بعد، حين يهديه أمنية في مقابل إطلاق سراحه: كل من يحط فوق شجرة التفاح أو يتسلقها سوف يلتصق بها. سرعان ما ينتشر ذلك ولا يجرؤ أي حيوان على الاقتراب من الشجرة. وها هو الموت يأتي، مبكرًا جدًّا، كما يعتقد الثعلب. يطلب منه الثعلب أن يقطف له تفاحة أخيرة، يلبي الموت طلبه فيلتصق بالشجرة، ولا يعود قادرًا على المساس بالثعلب.
تمضي الحياة وفي يوم ما تموت الثعلبة، الأحفاد يلدون الأطفال، والثعلب يصير أعرج وأعور ويشعر بالغربة. كَاتْرِينْ شِارِر تحكي لنا كل ذلك من خلال عرض التغيرات التي تنتاب الجسد. يخفت بريق عين الثعلب، وتفقد حركته المرونة بينما الأولاد والأحفاد يتحركون بكل نشاط وحيوية.    
الموت موضوع يشغل بال كل الأطفال، ولكنه يستعصي على إدراكهم.
لِمَ يجب أن يختفي شيء طيب وجميل؟ لا يفهم الأطفال ذلك. كَاتْرِينْ شِارِر تجيب على ذلك التساؤل إجابة مقنعة لأنها إجابة ملموسة. فلا تبرر لنا أهمية قبول الموت بالحجج العقلية، ولا تقدم الموت في صورة الرفيق الشرير. ولكنها تقدمه كصورة باهتة من الثعلب، فيبقى لطيفًا مثله مثل الثعلب. نادرًا ما يدرك المرء بهذا الوضوح أن الموت جزء منا وأننا نحمله دومًا داخلنا.  
هكذا يشتاق الثعلب إلى الموت بعد أن لم يعد في مقدوره أن يشم رائحة التفاح، وبعد أن فقد كل شيء باعثًا على السعادة. يحرر الثعلب الموت ويأكل معه تفاحة أخيرة ويعانقه، فيصير الموت حدثًا  أخيرًا مفعمًا بالشجن.
يغمض الثعلب عيناه، كما رأيناه في البداية، حين كان مع ثعلبته. تصحبنا عينا الثعلب عبر صفحات الكتاب. وهما عينان تنضحان بالحياة والحيوية مثلهما مثل أجساد الحيوانات التي رسمتها كَاتْرِينْ شِارِر بطريقة تجعل قرابتها من أجسادنا البشرية قرابةً لا تخطئها العين.
رغم صعوبة الموضوع يتسم الكتاب برحابة تبعث على البهجة. حيث تمنح الصفحات المزدوجة مساحة كبيرة للأغصان التي يتدلى منها التفاح الأحمر. وتبدو الشجرة وكأنها مستعارة من كتاب مصور عن النباتات. وتمنح الحكاية التي طورتها كَاتْرِينْ شِارِر بعناية فائقة الكتاب القدرة على أن يصير من الكتب الكلاسيكية. حاول الكثيرون معالجة هذا الموضوع ولم يقترب أحد من “بطة وموت وتوليب” لفولف إرلبروخ، رائعة روائع هذا النوع من الكتب، مثلما اقتربت الكاتبة والرسامة السويسرية.  
تمنح اللغة المستخدمة  القصة طزاجة وجِدَّة تبتعدان بها عن الحِكَم البائتة. وتصير شجرة التفاح بسلاسة ودون افتعال شجرة المعرفة التي تحمل ثمار الحياة. هذا كتاب فنانة طورت نفسها في كل عمل قدمته وصارت ببصمتها، التي لا تخطئها العين في أجساد ما رسمته من حيوانات، أحد أكبر رسامي الكتب.
  عن المؤلفة:
كاترين شِارِر، من مواليد بازل 1969، درست تدريس الرسم والأشغال اليدوية في المدرسة العليا للتصميم في بازل. تعمل كرسامة وكمدرسة في مدرسة متخصصة في علاج اضطرابات الكلام. صورت الكثير من النصوص التي كتبتها بنفسها وصورت قصص الكاتب ورنتس باولي، حيث حقق تعاونهما الممتد لسنوات طويلة نجاحًا كبيرًا.

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP