برطمان النوتيلا

الوصف

برطمان النوتيلا

برطمان النوتيلا – فاطمة محمد العوا
ترى في هذه المجموعة القصصية الشخصيات المشوهة والمريضة التي تعيش في مجتعاتنا كأنك تراها لأول مرة. ترى زوج الأم الذي يحاول التعدي جنسيا على ابنتها، وترى زوج الأخت الذي يلاحق أخت زوجته التي تعيش معهم ويراودها عن نفسها، وترى الأب السكير العاطل عن العمل لا يلقي بالا لأسرته ويعيش عالة على بناته اللاتي يعملن في المنازل، وترى البواب الشاذ الذي يحاول التهجم على طفل ربة الأسرة التي تشتغل عندها الخادمة. كما ترى الصراع النفسي الذي يمزق دخائل الخادمات حينما يرين من يخدمنهن يرفلات في النعيم (النسبي) وهن لا يجدن ما يسد الرمق، كما تلمس أثر الكبت والشعور بالقهر والظلم الاجتماعي ينفجر بين الحين والآخر فترى إحدى الخادمات تنهال بالضرب على صاحب سيارة “زلموكه” مفتري يريد أن يحبس سائق تاكسي رغم أنه هو المخطئ بالسير في الاتجاه المعاكس.
وترى في المجموعة أيضا إشارة واضحة إلى أن الإنسان الحق هو من كانت معاملته إنسانية أيا كان دينه أو معتقده أو توجهه السياسي، ظهر ذلك بوضوح لدى أسرة مسيحية اشتغلت عندها إحدى الخادمات فكانت ربة الأسرة بها رحيمة، وتلمسه في تأثر الخادمة بكلمات “سيدتها” حينما أخبرته عن تمثال المسيح المصلوب أنه ضحى بحياته من أجل أن يحمل عن البشرية آلامها، كما تلمسه في المعاملة الإنسانية كذلك التي وجدتها إحدى الخادمات أثناء خدمتها لأسرة الزوج والزوجة فيها شيوعيان وقد ألقت الشرطة القبض عليهما.
وهكذا، فهذه المجموعة ثرية للغاية بالشخصيات والنماذج التي يعج بها المجتمع، سواء أكانت شخصيات سوية أو مشوهة.
ويخرج القارئ لهذه المجموعة بمشاعر مختلطة ما بين الشفقة على هؤلاء الخادمات والحنق على المجتمع والأسى لما وصلت إليه أخلاق الناس وسلوكياتهم.
لكن أكثر ما يخيف في هذه المجموعة أنها أضاءت إنذار الحريق القادم على يد هؤلاء المهمشين الفقراء المعوزين، فكم ما تخترنه صدورهم من حنق وغضب وشعور طاغ بالظلم شئ حقا يخيف وينذر بثورة للفقراء والجياع وهي ثورة إن اندلعت فستكون كالطوفان لن يبقي ولن يذر.
هو ناقوس الخطر دقته الكاتبة لتنبه الجميع دولة ومجتمعا قبل فوات الأوان.

برطمان النوتيلا

للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية