بيلكانتو

عنوان الكتاب بيلكانتو
المؤلف كريستا لودفيج
الناشر  Freies Geistesleben
البلد ألمانيا
تاريخ النشر 2016
عدد الصفحات 229 

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

كيف يمكن أن يجد المرء نفسه أثناء الهروب؟

الكلاب قادرة على السحر. فعن طريق وجودها وحده يتغير البشر. تستطيع الكلاب أن تهدئنا أو أن تشعرنا للحظة بأن الحياة تستحق أن تُعاش حقاً. غابت هذه الحقيقة بالنسبة لروبين من زمن بعيد. لقد ضُبط الصبي الزائد في الوزن مجددًا وهو يسرق كيسًا من رقائق البطاطس المقلية في متجر البقالة. وعلى الرغم من عدم إمكانية محاسبة صبي دون السن القانونية إلا أن روبين لم يحظَ بنهاية سعيدة. لم يعد مسموحاً للأب العيش مع الأسرة لشدة عنفه، وبالرغم من حب الأم الشديد لروبين فإنها تقع بصورة مستمرة في براثن إدمانها للكحول. ولذا قام مكتب رعاية الناشئة بتخصيص كلب زائر لروبين للمشاركة في تربيته، وسرعان ما أصبح الصبي يحترق شوقاً للأيام التي يُسمح له فيها بالذهاب مع بيللو إلى المنتزه.

وهكذا كانت حال السيد هايزه، المسن الذي يتعارك دومًا مع مرافقاته في دار رعاية المسنين. أطلق على الكلب اسم “بيلكانتو” بسبب صوته الجميل، ولا يحب أن يشاركه فيه أحد آخر. ولأن الرجل العجوز لا يستطيع تدبير أمره بمفرده في العالم الخارجي، فقد ارتبط ببيلكانتو والصبي الذي لا يحبه حقيقةً.

تحكي كريستا لودفيج في روايتها بلا عاطفية مفرطة كيف يتعارك روبين والرجل العجوز خلال رحلتهم البرية في جنوب ألمانيا، فالرجل يسخر من الصبي لامتلاء جسده بلا رحمة بملاحظاته اللاذعة التي تؤثر في القارئ، وذلك لأن الطفل يبحث على استحياء عن توجيه من المسافر الجاف الذي كان يقوم في البداية بإعطائه الأوامر بشكل فظ.

ولكن ما لبثت صعوبات السفر أن زادت الاثنين قرباً، وإن كان قرباً هشاً سرعان ما يذهب مع الريح عن طريق كلمة طائشة. تسرد كريستا لودفيج من منظور الصبي الذي كان يلحظ بحساسيته المفرطة زلات لسانه. وعندما أنهى العجوز أمراً وجهه إياه لأول مرة بكلمة “من فضلك” اعتبر روبين ذلك علامة للاحترام الذي استطاع انتزاعه منه.

كان الكلب بمثابة كل شئ بالنسبة للاثنين، وعندما انجرف الكلب عن سوء فهم إلى المنحنى الخطر لجدول ماء بين الجبال أصبح الأمر مثيراً. أنقذته فتاة تدعى أولجا، أحبها روبين، وأضحى الهاربان يتعاونان برغم إختلافهما بشكل هادئ، يجمعهما رغبات يصعب تحقيقها، وفي حين كان روبين يحاول الهروب من جسده، كان هايزه يريد إصلاح أخطاء قديمة ارتكبها في حق أسرته. تربطهما الأماني الغير محققة هنا وهناك. وإن نجح روبين في النهاية الدرامية للرواية أخيراً في إيجاد أفق جديد لحياته. فكان قرارهما في التخلص من الأفكار المتحجرة ولو عن طريق الهروب أثرها في تغيير الاثنين.

تكمن قوة إقناع الرواية في المثابرة التي تميزت بها كريستا لودفيج في حرصها على الصدق في رسم شخصياتها. واستخدمت هنا المعادلة القديمة للرحلة البرية الذي يبدأ فيها التغير الداخلي للشخصيات موازياً للتحرك الخارجي بدون الحاجة إلى تزيين الخلافات. ليس هناك ابتذال، حتى فيما يتعلق بدور الكلب، فهو يلعب دور العامل المساعد المحفز أكثر من كونه منقذاً. وهنا تظهر معرفة الكاتبة بردود فعل الكلب وتركيبته النفسية دون إضفاء صفات إنسانية عليه، فظل بيللكانتو طيلة الرواية كائن مستقل. والبهجة التي تنشأ لرؤيته تضفي على الرواية لحظات من السعادة تضمن لها النجاح وذلك لأن تلك السعادة يصعب تفسيرها.

 عن المؤلفة:
ولدت كريستا لودفيج عام ١٩٤٩ في مدينة كاسل،و درست الأدب الألماني والإنجليزي وعملت كمدرسة لبضعة سنوات. ومنذ ١٩٨٩ تكتب روايات للأطفال والناشئة وتعيش بالقرب من بحيرة كونستانس.

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP