الوصف
يمتد هذا الكتاب على مسافة زمنية تبدأ منذ ظهور الإسلام وتنتهي في بداية التسعينات من القرن العشرين، وعلى حيّز مكاني يشتمل في أبعاده على البلدان التي تتكلم العربية والتي شكلت إمبراطورية ربطت عالم المحيط الهندي بعالم البحر المتوسط وهيأت الشروط الضرورية لظهور سلسلة من المدن الكبيرة تنتشر من أدنى الإمبراطورية إلى أقصاها.
يتميز الكتاب بأسلوب فريد في عرضه للتيارات الفكرية والأدبية والدينية التي حفلت بها مسيرة الحضارة العربية والإسلامية في ميادين الفلسفة والتصوف والأدب والتربية والشعر والطب والصيدلة وغيرها. ويولي المؤلّف اهتماماً خاصاً للتفاعلات الحضارية والاجتماعية وانعكاساتها في البلدان العربية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى حتى نهاية الثمانينات. ولا بد من الإشارة إلى الفهم العميق والتحليل المتميّز الذي يطبع رؤية المؤلّف للمجتمع العربي الحديث على الصعيد الجماهيري وصعيد أنظمة الحكم التي برزت بعد الاستقلال.
إنه كتاب شامل في تاريخ الحضارة العربية يتّسم بالدقة والموضوعية اللتين عُرِفَ بهما ألبرت حوراني وتجلتا في كتبه الكثيرة عن النهضة العربية والفكر العربي والتي جعلت منه أحد أكثر المختصين الموثوقين في هذا المجال.
المؤلف:
ألبرت حبيب حوراني (1334 – 1414 هـ / 1915 – 1993 م) هو مؤرخ إنكليزي من اصل لبناني متخصص في تاريخ العرب والشرق الأوسط.
ولد البرت في مدينة مانشستر الإنكليزية وهو ابن فضلو عيسى الحوراني وسمية الراسي (من ابل السقي). هاجر أبويه من مرجعيون والتي تقع اليوم في جنوب لبنان. عائلة البرت اعتنقت المذهب البريسبيتاريه بعد أن كانوا اتباع للمذهب الأرثوذكسي اليوناني ولكن البرت نفسه اتبع المذهب الكاثوليكي عند بلوغه.
يعتبر كتاب «تاريخ الشعوب العربية» أهم وأشهر اعمال الحوراني. وقد نشر لاول مرة عام 1991 فلاقى رواجا كبيرا. وقد ترجم كريم عزقول الكتاب ونشر من قبل دار النهار- بيروت.
كتابه الشهير الاخر هو «الفكر العربي في عصر النهضة 1798 – 1939» ترجمه أيضا كريم عزقول ونشر من قبل دار نوفل- بيروت. وقد حاول حوراني في هذا الكتاب إلقاء الضوء على تاريخ العرب في عصر النهضة من خلال سرد أفكار وآراء أهم شخصيات ذلك العصر كالطهطاوي وخير الدين التونسي والأفغاني وشبلي الشميل وفرح أنطون ومحمد عبدو ورشيد رضا وطه حسين. والكتاب يعرض من خلال تلك الشخصيات الانطباع الأول لدى العرب عن أوروبا ومن ثم ولادة الحركات القومية والعلمانية والإسلامية في ذلك الزمن. ومن كتبه أيضا سوريا ولبنان (نشرت عام 1946) والاقليات في العالم العربي (نشرت عام 1947) والإسلام في الفكر الأوربي.