تدمر

عنوان الكتاب تدمر.. الحقائق والأساطير
المؤلف آني وموريس سارتر
الناشر  perrin
البلد فرنسا
تاريخ النشر 12/05/2016
عدد الصفحات 280

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

تدمر

الحقائق والأساطير

عادت تدمر إلى واجهة اهتمامات العالم بعد سلسلة الأحداث التي عرفتها في الماضي القريب، وخاصّة بعد أن تعرّضت معالمها الأثرية التاريخية التي تشهد على المكانة الرفيعة في التاريخ الإنساني منذ القديم للتهديم، بسبب الحرب الدائرة والمعارك التي دارت من أجل السيطرة عليها.

هكذا شهدت رفوف المكتبات في الغرب عموماً، كمّاً كبيراً من الدراسات وسلسلة من الكتب التي جعلت من تدمر وحضارتها العريقة موضوعاً لها. هذا بعد أن كانت لفترة طويلة قبل ذلك موضع اهتمام خاص من قبل السائحين أو الباحثين في مجال الآثار والحضارات القديمة.

وبعد كتاب صدر في فرنسا قبل أشهر ووجد مكانه لأسابيع عدة في عداد قوائم الكتب الأكثر انتشاراً في فرنسا لمؤلفه المؤرّخ بول فاين، صدر قبل فترة كتاب جديد تحت عنوان «تدمر.. الحقائق والأساطير» لمؤلفيه: آني وموريس سارتر، المؤرخين المتخصصين في تاريخ تدمر وحضارتها بشكل خاص وفي حضارة سوريا خلال الحقبة اليونانية ــ الرومانية بشكل عام.

في البداية يشير المؤلفان، المتخصصان في تدمر، إلى أن وسائل الإعلام الغربية ترتكب الكثير من الأخطاء والمغالطات حول تدمر وتاريخها. وبالتالي غدا من المطلوب تثبيت الحقائق التاريخية وفرزها عن «الأساطير». ويعتبران أن هذا هو الهدف الأساسي من هذا العمل، كما يشير أيضاً عنوانه الفرعي.

تتوزع مواد الكتاب بين 30 فصلاً يتألف كل منها من عدد صغير من الصفحات. ويناقش في كل منها مناقشة «خطأ» يتردد حول تدمر. وبالوقت نفسه يجري المؤلفان ما يعتبرانه «التصحيحات» التاريخية الضرورية، بالاعتماد على ماضي المدينة وحاضرها أيضاً. هذا مع التركيز على التاريخ القديم لحضارة تدمر خاصّة في ظل الملكة زنوبيا.

تجدر الملاحظة أيضاً أن المؤلفين يتعرّضان أيضاً بالنقد لبعض المعلومات التي قدّمها المؤلف بول فاين قبل أشهر قليلة ــ لكن دون ذكر اسمه بشكل صريح ــ ويعتبران أنه يذكر الكثير من المعلومات غير الدقيقة.

ونقرأ: «ماذا يمكن أن نقول عندما نرى الترحيب الكبير الذي قابلت به بعض وسائل الإعلام كتاباً صدر منذ فترة غير بعيدة بناءً على الشهرة الكبيرة لمؤلفه الذي يضيف بعض الأخطاء والمعلومات ذات الطابع التقريبي».

هكذا يحاول المؤلفان تصحيح المعلومات حول الشعوب التي تعاقبت على تدمر منذ الحقب القديمة، ويؤكّدان أن المدينة لم تكن قديماً محاطة بالرمال. ويكتبان: الصحراء المحيطة بتدمر ليست شاسعة مترامية الأطراف من الرمال المجدبة. بل هي بالأحرى نوع من السهوب فيها الكثير من الأعشاب التي تصبغ المشهد بالخضرة في الربيع. ومنذ هطول الأمطار الأولى تغطي الأعشاب السهول والهضاب المحيطة.

ويؤكد الكتاب أن تدمر كانت تشابه المدن الرومانية الأخرى، الأمر الذي تشهد عليه شوارعها المزدانة بالأعمدة ومسرحها ذو النمط «الروماني».

كما يوضح المؤلفان في هذا الكتاب أن الثقافة الرومانية كانت عميقة لدى نخب تدمر، ذلك بالتوازي مع أنها كانت باستمرار «مدينة للقوافل بامتياز»، وبالتالي مفتوحة لمختلف أنواع التأثيرات من الشرق ومن الغرب. والتأكيد في هذا السياق أن «الثقافة اليونانية لم تبق مجهولة لفترة طويلة من قبل التدمريين».

وبالمقابل، يفيدنا المؤلفان أن معابد تدمر ليست «نسخة» عن معابد اليونانيين والرومان. وعلى عكس ما يقال ويتردد، يؤكّدان أنها لم تكن «محصّنة»، على غرار المدن الرومانية، قبل نهاية القرن الثالث.

ومن المسائل التي يشير إليها المؤلفان بالنسبة لزنوبيا، أنها تبنّت منظومة «إدارية» على النمط اليوناني من حيث التزوّد بـ «مجلس بلدي وقضاة يجري اختيارهم عبر الانتخاب».. كما أن زنوبيا كانت تريد، على خلفية الانتصارات التي حققتها في الشرق، أن تفرض نفسها على رأس السلطة المركزية للإمبراطورية الرومانية كلّها.

ويلفت المؤلفان إلى أن تدمر، بعد رحيل زنوبيا، كانت موضوع نزاعات بين الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الإسلامية، لتغدو في المحصّلة تابعة للعالم الإسلامي. كما يلمحان في هذا السياق إلى أن تدمر غدت وجهة مختارة للكثير من الزائرين الغربيين اعتباراً من القرن السابع عشر، واستمر تدفّقهم بأعداد كبيرة حتى القرن التاسع عشر.

وإذا كان مؤلفا هذا الكتاب يتناولان بالكثير من التفاصيل والإسهاب العصور القديمة من التاريخ التدمري، فإنهما لا يهملان بالتالي التاريخ المعاصر للمدينة. وبالتحديد تاريخها خلال الشهور الأخيرة التي شهدت تدمير قسم مهم من معابد المدينة وصروحها العريقة. والتذكير في هذا السياق أن «تدمر، جوهرة الصحراء» اعتبرت في عام 1980 منتمية إلى «التراث الإنساني» العالمي.

ومن الأفكار الأساسية التي يؤكّد عليها المؤلفان، أن تدمير قسم مهم من صروح المدينة التاريخية يقع على عاتق طرفين، هما المتطرفون من جهة وجيش النظام السوري من جهة أخرى. والإشارة في هذا السياق إلى أن السلطة المركزية في سوريا لم تتصرّف على أساس أيّة خطة لحماية مواقع الآثار، هذا فضلاً عن عمليات النهب والتجارة بالقطع الأثرية التي مارسها العديد من عناصرها.

وكتاب ــ وجهة نظر حول «جوهرة الصحراء»، تدمر. وروايات من منظور جديد، غربي، لما آلت إليه زنوبيا على يد الرومان في القرن الثالث الميلادي. كما يشتمل على كمّ كبير من المعلومات عمّا عرفته تدمر من دمار خلال الشهور الأخيرة.

ونتبين أن الباحثين يطرحان، في سياق محاولة التمييز بين «الحقائق والأساطير» فيما يخص تدمر، عدداً من الأسئلة، مثل: من أين جنى التدمريون ثرواتهم الهائلة؟ إلى من تعود أصول سكانها؟ من كانت زنوبيا وأُذينة بحقيقة الأمر؟ ما أهمية تدمر الحقيقية بالنسبة للسوريين في الأمس البعيد واليوم؟

المؤلفان في سطور

المؤلفان ــ الزوجان: آنّي وموريس سارتر، مؤرخان فرنسيان متخصصّان في التاريخ اليوناني والروماني القديم. وموريس أستاذ التاريخ القديم في جامعة تور.

من مؤلفاتهما: من الاسكندر إلى زنوبيا، حوض البحر الأبيض المتوسط القديم، تدمر، مدينة القوافل، قاموس العالم اليوناني القديم.

https://old.booksplatform.net/ar/product/controlling-risk/

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP