الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
في كتابه الجديد “ترودو: تعليم رئيس الوزراء” Trudeau: The Education of a Prime Minister (368 صفحة، منشورات سيغنال، 27.95 دولارًا) يتحدث الصحافي الكندي جون إيفيسون عن الشكوك التي تساور الكنديين حول رئيس وزرائهم جاستن ترودو، الذي قدم نفسه شخصًا لا يمتلك مبادئ ثابتة.
يواجه رئيس الوزراء الكندي فضائح عدة، أهمها يتعلق بضغوط مورسِت على القضاء، وأثرت في ولايته. وسبّبت هذه القضية التي كشفت في فبراير الماضي فضيحة مدوّية في كندا، أدت إلى استقالة وزيرين، وأثرت في صورة ترودو. ولأشهر، تراجع الليبراليون في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات التشريعية التي يفترض أن تنظم في 21 أكتوبر.
جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكنديّ الثّالث والعشرين، لطالما كان مركز اهتمام الصحافة والإعلام بصفته ابن رئيس الوزراء الكندي الشهير بيير ترودو. في بداية الأمر تمّ انتخابه في عام 2008 عضوًا في مجلس النّواب الكندي. في عام 2013 أصبح ترودو زعيم الحزب الليبرالي، ليحرز بعدها انتصارًا مذهلًا في الانتخابات، وصار ثاني أصغر رئيس وزراء في التّاريخ الكندي.
في عام 2015، حقق ترودو إنجازًا لافتًا بتغلبه على رئيس الوزراء ستيفن هاربر. وقام بإنشاء فريق “مثير للإعجاب ومتنوع” من المرشحين، وقدم نفسه زعيمًا للحزب يمثل “التفاؤل والتغيير”.
يوضح كتاب إيفيسون أن الحياة السياسية الساحرة لترودو وآراءه المستنيرة المزعومة لا يمكن أن تخفي الحقيقة فترة طويلة. بدأت التشققات تظهر في الواجهة الليبرالية التي تفتقر إلى الخبرة، بسبب حاشية “غير مهيأة” وطبيعة رئيس الوزراء المتلونة والمتغيرة.
صوّر ترودو نفسه الموحِّد العظيم، إذ أخبر مؤيديه الليبراليين بأن المحافظين ليسوا أعداء لهم، بل هم شركاؤهم. لكن رؤيته لا تشمل أولئك الذين لا يوافقون على سياساته، حيث تم اعتبارهم غير مدركين أو غير مسؤولين أو مدفوعين بأهداف غير ملائمة.
حدث العديد من المشكلات خلال السنوات الأربع الماضية من حكم ترودو، حيث أكثرت حكومته في إطلاق الشعارات، وكانت أقل التزامًا في التنفيذ، ووصفه مسؤول كبير في الحزب الليبرالي بأنه يخلق تحديات حقيقية في التنفيذ.
ترك انتصار الشعارات على العمل الجدي سلسلة طويلة من الوعود المكسورة، التي تفاقمت بسبب الأخطاء الناتجة من وزراء وموظفين عديمي الخبرة.
من الأمثلة على إهدار ترودو المال العام اتفاقه مع واشنطن على إلغاء الرسوم المفروضة على الصلب والألمنيوم الكندي، واصفًا ما جرى بأنه يشكل خطوة كبيرة نحو المصادقة على اتفاق التجارة الحرة الجديد في أميركا الشمالية، ما أثار امتعاض الطبقة السياسية في كندا.
في شهادة مثيرة للاهتمام أمام لجنة العدل في البرلمان الكندي، تحدثت ويلسون رايبولد، المدّعية الكندية العامة السابقة، بالتفصيل عن الجهود الحثيثة والمتواصلة التي بذلت لتغيّر رأيها في مسألة قانونية.
وعلى الرغم من تأكيدها المتكرر على أنها لم تخضع للضغوط، أخبرت لجنة العدل أن الضغوط تزايدت، وشملت تهديدات مبطّنة من قبل مساعدين لترودو، ومفادها أنها في طريقها إلى الاصطدام مع رئيس الوزراء.
المصدر: إيلاف
This post is also available in: English (الإنجليزية)