الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
هل يمكن أن يكون الأدب سببًا في جريمة، بل مصدر وحي القاتل؟. نعم ممكن، وما جريمة قتل اللورد ويليام رسل إلا مثال على ذلك، تتناولها كلير هارمان في كتابها الجديد.
إيلاف من بيروت: كان اللورد ويليام راسل مسنًا غير مؤذٍ، لذلك كانت صدمة مروّعة عندما عثر عليه في سريره في صباح يوم 6 مايو 1840، وقد “قطعت حنجرته بعمق وصولًا إلى القصبة الهوائية، وأوشكت رأسه أن تقع من مكانها تقريبًا”.
كان راسل الابن الأصغر لماركيز تافيستوك، وكان ابن أخيه اللورد جون راسل المؤلف الرئيس لقانون الإصلاح العظيم لعام 1832، وآخر رئيس للبرلمان البريطاني حينها. مع ذلك، عاش بتواضع وفقًا للمعايير الأرستقراطية، ولم يكن لديه أعداء ولا ديون كبيرة.
لكن، أدت هذه الجريمة إلى انتشار “الفوضى والقتل” في شارع “مايفير” الهادئ.
الأدب سببها
لا تتحدث كلير هارمان في كتابها “جريمة وفقًا للكتاب: فصل مثير في الجريمة الفيكتورية” Murder by the Book: A Sensational Chapter in Victorian Crime (المؤلف من 252 صفحة، منشورات نوف دوبلداي، 26 دولارًا) عن تفاصيل الجريمة، بل عن دوافعها والأقاويل التي تشير إلى أن الأدب كان سببها ومصدر وحيها.
أدين فرانسوا كورفوازي، الخادم السويسري في منزل اللورد ويليام، أُدين بتنفيذ الجريمة، (كان السويسريون معروفين حينها كخدم منزليين لأنهم “يتميزون بالنظافة والثقة والراتب الزهيد”) وأعدم شنقًا في سجن نيوجيت في السادس من يوليو.
لكن هارمان لا تركز على الموضوع من الناحية القانونية، بل تهمّها الناحية الأدبية، وتدرس كيفية تأثير الساحة الأدبية في لندن في جريمة القتل وإعدام كورفوازي.
كان شارل ديكنز وويليام ماكبيس ثاكراي شاهدين على الإعدام، إذ كان ديكنز يمشي إلى نيوجيت في وقت متأخر من الليلة السابقة لإيجاد غرفة لاستئجارها للحصول على إطلالة جيدة على عملية الإعدام. وسوف نجد أن هذه الحادثة أدت إلى إلهامه لكتابة روايته “بارنابي رودج”، التي تطالب بإلغاء عقوبة الإعدام. فقد شعر بالرعب من جو “كرنفال الشنق” الذي شاهده.
لكن الوحي الحقيقي كان من نصيب المؤلف وليام هاريسون أينسورث، الذي لم تصل شهرته حتى القرن الحادي والعشرين. كان أينسورث “الصبي الذهبي بالنسبة إلى جيله”. في الأصل كان محاميًا في مانشستر، وانتقل إلى لندن في عشرينيات القرن التاسع عشر، وبدأ في كتابة مغامرات، على غرار تلك التي قام بها السير والتر سكوت وألكسندر دوما.
كانت النتيجة رواية تتحدث عن حياة مجرم بعيد المنال من القرن الثامن عشر، يُدعى جاك شيبرد. أثارت هذه الرواية ضجة كبيرة باعتبار أنها ساهمت في “التدهور الأخلاقي للأمّة”، لأن كورفوازي في محاكمته ادّعى أن رواية أينسورث كانت مسؤولة عن أفعاله الرهيبة.
هارمان، التي صادفت هذه القصة المروّعة في أثناء بحثها عن السيرة الذاتية لشارلوت برونتي، حريصة جدًا على الفصل في ما إذا كانت مسألة قراءة كورفوازي الرواية قد دفعته حقًا إلى حياة الجريمة، أو إذا كان بالفعل مسؤولًا عن جريمة القتل، ثم تترك القراء لاستخلاص استنتاجاتهم الخاصة.
إيلاف
This post is also available in: English (الإنجليزية)