الوصف
حديث النهايات: فتوحات العولمة ومآزق الهوية
في عصر العولمة يزدهر حديث النهايات، بقدر ما تتشكل قوى مجتمعية وسياسات فكرية جديدة تتجاوز عصر الحداثة والصناعة، من حيث إدارة العالم والأشياء. ثمة فاعل بشري جديد آخذ في التكون مع انفجار التقنيات وثورة المعلومات، يفكر ويعمل بقدر ما يصنع الواقع، بابتكار الناعم، والعابر أو الخارق والفائق أو الفعال والمثمر، من المنتجات والأدوات أو من أشكال القراءة والاتصال أو من أساليب التنظيم والتنمية.
والذين يخشون أو لا يرون مثل هذا التحول، دفاعا عن هوياتهم الثابتة أو تشبثا بتصوراتهم الأزلية والمستهلكة حول الحرية والحقيقة، لا يرون وسط الرؤية بقدر ما يتمسكون بضعفهم، وينتجون مآزقهم بقدر ما يكتبون نهاية أفكارهم وأدوارهم.
إن الفرصة الوجودية المتاحة لمواجهة فتوحات العولمة وتحدياتها، هي العمل على تغيير قواعد اللعبة، بوضع الهويات الثقافية على مشرحة النقد والتحليل، لإعادة تشكيلها على نحو أغنى وأقوى وأكثر راهينة، كي لا تتحول إلى مجرد بقايا تاريخية أو ترسبات تراثية أو أسماء جامدة، لا فعل لها سوى إعاقة سيرورة النمو والازدهار أو شل إرادة الخلق والابتكار.
حديث النهايات: فتوحات العولمة ومآزق الهوية
للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية