حكيم وسلطان وأرز كثير. عن اختراع لعبة الشطرنج

عنوان الكتاب حكيم وسلطان وأرز كثير
المؤلف باولو فريتز
الناشر  Atlantis
البلد ألمانيا
تاريخ النشر 2017
عدد الصفحات 32 

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

كيفما نقلب الكتاب تدهشنا دائمًا ومن جديد حكاية باولو فريتز “حكيم وسلطان وأرز كثير”. يمكن قراءة العمل على إنه حدوته من الشرق الأقصى، أو يمكن أن تكون قصة أسطورة إختراع لعبة الشطرنج. في كل الأحوال هي حكاية رمزية عن الفقر والغنى، وعن الجشع والغباء، وكذلك عن ذكاء رجل عجوز حكيم تمكن بمكر ولطف أن ينتزع تنازلًا من سلطان يشعر بجبروته، أو بتعبير أفضل يمرره، مما ينتج عنه أخيرًا حلول العدل في البلاد. سر التحول يكمن في مواجهة الحكيم للحاكم بمسألة حسابية، تكون فيما بعد عبرة له.
تحمل القصة في ثناياها الرسالة الأبدية حول الكرامة الإنسانية والعدل والتواضع بشكل واضح للأطفال، حتى أن قراءتها والتوهان داخل صورها يبعثان على السعادة. تتخطى الرسالة الأزمان وكذلك الأمكنة، فهي معمول بها في بلد من العصور السابقة علينا، بنفس قدر سريانها بحاضرنا المعقد، أيما كانت القارة أو العقيدة التي ننتمي إليها.
يصاحب الرسام فريتز هذه الرسالة بصورة جمالية مختزلة مبهرة، متخذًا تقنية يمتزج فيها التكنيك الرقمي، كما يصيغها الكاتب بلغة بسيطة وملحة في كلمات: “تمدد النهر الكبير في هدوء بضوء الصباح”، هكذا تبدأ قصته. في حين يضع النص بوضوح على حافة صفحات مزدوجة تمتد عليها الصور، مع تزويد الصفحات في بعض الأحيان بمقاطع من مشاهد صغيرة. “حّمل الفلاحون قواربهم، وأتوا بمحصول الأرز للقصر كي يتسلم السلطان نصيبه”. نرى اقتراب قوارب شراعية من قصر يقع بخليج وهي محملة بالأرز على نهر أصفر عريض تحده تشكيلات صخرية غريبة. ليزيد العمق بالصورة ولتشتيت الأجواء المنسجمة ظاهريًا في نفس الوقت، أضاف الفنان في أحد الزوايا الأمامية جزء صغير من عالم آخر: خفاش معلق بغصن نبات الجنكة، وإلى جانبه دودة تقترب لتدخل حيز الصورة.
وهكذا يفتح باولو فريتز باستمرار زوايا جديدة ومفاجئة على الأحداث. أحيانا تنفتح أمامنا مناظر من عوالم أسطورية، وأحيانا أخرى مشاهد من داخل القصر السلطاني، ثم كما هو الحال في فيلم ممنتج باتقان تظهر وجوه الشخصيات داخل لقطة كبيرة. وفي النهاية يواجه الحكيم العجوز السلطان ويواجهنا نحن القراء كذلك بلغز حسابي مزهل.
يمتنع الحاكم عن تلبية سؤال الفلاحين الفقراء بالتخلي عن نصيب أكبر مما كان يمنحه إياهم في الماضي. فيلجأ الجائعون على إثر تصرفه إلى مخترع عجوز حكيم. يوافق على مساعدتهم ويعلم السلطان المحب للعب لعبة ألواح جديدة؛ الشطرنج. بمكره لم يتنازل الحكيم عن اللعبة الجديدة للحاكم، إلا بشرط: “أريد مقابل الخانة الأولى برقعة الشطرنج حبة أرز، وللثانية اثنتين، وللثالثة أربع حبات أرز، وعن الرابعة ثمانٍ، إلى آخره. إذا الضعف دائمًا، حتى الخانة الرابعة والستين”. وافق السلطان ظننا منه أنه لن يضحي سوى بجوال أرز.
حول باولو فريتز صورة ما قام بحسابه عالم رياضيات البلاط، والمستدعى على وجه السرعة، إلى صورة خاطفة للأنفاس. قد يحتاج نقل الأرز إلى مليارات من مراكب الشحن، حتى أن سلسلة المراكب قد يزيد طولها على الطريق الواصل من الأرض للشمس! 18 ترليون حبة أرز، أي 900 مليار طن أزر. صار السلطان محطمًا، ارتمى على ركبتيه طالبًا العفو من الرجل العجوز. وكان هذا بمثابة عهد جديد بالبلاد. كم يكون جميلًا، لو جثى الحُاكم على ركبهم من وقت لآخر أمام ذكاء وظرف الحكماء.
 عن المؤلف:

ولد باولو فريتز عام 1966، ودرس فن التصوير بجامعة التصميم والفنون بمدينة لوسرن وبكلية الفنون التطبيقية بمدينة براغ. بعد الانتهاء من دراسته الجامعية أتم دراسة الماجيستير بمدرسة سنترال سينت مارتينز للفنون بلندن وذلك في مادة تصميم الاتصال. يعمل باولو فريتز كمصصم ورسام، بالإضافة إلى كونه محاضر بجامعة لوسرن للتصميم والفنون.

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP