الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
تخضع الكتابات النقدية من الإصدارات الحديثة هي الأخرى للنقد الذي يتطرّق إلى الرؤى التي ينطلق منها أصحابها في تأليف دراساتهم ومقالاتهم، وموضوعيتها في التناول، لكن يظلّ العامل الحاسم في قدرتهم على ترويج ما يكتبون عنه، والذي لا يفترض أن يكون إيجابياً، بالنظر إلى المراجعات السلبية التي ساهمت في إبراز العديد من الكتّاب.
كتاب “داخل دائرة النقاد: مراجعة الكتب في زمن ملتبس” الذي صدر حديثاً عن “منشورات جامعة برنستون” للباحثة فيليبا ك. تشونع، التي تضيء على ممارسة أدبية تعود نشأتها إلى بدايات الصحافة، وتسعى إلى فهم السبب الذي يجعل النقاد يعتقدون أنه يجب الاستماع إلى ما يقولونه.
تعتقد تشونغ أن مراجعة الكتاب تواجه “أزمة وجودية”، وتبدو مساحة مهدّدة في ظلّ تقلّص صفحات الكتب في معظم الصحف، وظهور مراجعات خاصة لمقتنيها عبر الإنترنت، إلى جانب تراجع التقدير بشكل عامة للثقافة والأدب، وهي أسباب أدّت مجتمعة إلى انقراض مهنة نقاد الكتب بدوام كامل، الذين توزّعت مهامهم على مجموعة من الكتّاب الذين يعملون بصورة غير منتظمة.
وتناقش المؤلّفة التغيّرات الحاصلة على مراجعي الكتب، باعتبارهم أمثلة على “وسطاء السوق”، أي طرف ثالث يتوسّط بين المنتجين (الكتّاب والناشرين) وبين الجمهور (القرّاء)، موضّحة كيف تشكّل تدخّلاتهم دوراً في تقييم الكتاب سواء في المضمون أو الشكل المتعلّق بالإخراج والتصميم.
على مدار فصلين، تصف تشونغ عملية المراجعة في كل مرحلة من مراحلها المختلفة، والتي تتعدّد أساليبها بين من يرون أن الاقتباس مباشرة من الكتب مفيدّ أكثر من مجرّد الاعتماد على وصف محتوياته فقط، أو إبراز بعض التفاصيل أو الأسئلة التي من شأنها توجيه القارئ للتفكير فيها للتخفيف من الصيغ التي تقترب من الأحكام القاطعة.
يتضمّن الكتاب أيضاً مقابلات أُجريت مع أربعين مراجعاً للكتب، والذين تَوافق معظمهم على أن جودة العمل ليست سوى واحدة من المعايير التي يأخذها الناقد بالاعتبار، وأنها ليست الأكثر أهمية في كل الأحوال، وهي خلاصة يقابلها قلق من قبل المؤلّفين حيال التداعيات التي قد تترتب على مكانتهم في الأوساط الثقافية، وكيف ستتم مراجعة أعمالهم.
رغم تراجع الاهتمام بمراجعات الكتب في الصحافة، إلا أن ما تقدّمه حتى الآن يحظى بتقدير معظم القراء الذي يتابعونه أكثر من قراءتهم للكتاب نفسه، وهي مسألة لن تخضع لتغيير يُذكر في المنظور القريب.
المصدر: مجلة فكر
This post is also available in: English (الإنجليزية)