الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
دورتشميد، بروفيسور التاريخ الحربي، ولد عام 1930، في ڨيينا، عمل مراسلا لـ”بي بي سي” إبان الحرب، ووصفته النيويورك تايمز بأنه رأى حروبا أكثر من أي ﭽنرال على قيد الحياة، ليس بغريب أن يخصص كتابا لتفاصيل في غاية التفاهة، تقبع في مناطق في غاية الخطورة، من التاريخ الذي يشكل هويتنا الآن ولغتنا ومفاهيمنا، تلك الأخيرة التي سنكتشف أنها على قدر كبير من السذاجة، وأن الحرب لا تشبه أفلامها، وأن نتائجها قد تُحسم بفعل عوامل يتردد أي مؤرخ قبل ذكرها: مثل حفنة من المسامير أو لسعة نحلة أو برميل شنبص (مُسْكر هولندي ثقيل).
الحرب صراع بين عقلين بشريين
ربما ستتفهم وجهة نظري أكثر لو عرفت أن واحدة من أكثر الحوادث المأساوية في القرن العشرين، حددتها الطبيعة وليست أمريكا، إذ ضُربت هيروشيما أولا، لأن بقية الأهداف كانت تحجبها الغيوم! وفي وقائع أخرى تأثرت الجيوش بالأمطار الغزيرة أو لأنها تُركت في صحاري جليدية بدون معاطف ثقيلة.
ربما هذه أمور بسيطة مقارنة بما يفرده المؤلف في كتابه دور الصدفة والغباء في تغيير مجرى التاريخ: العامل الحاسم، إذ يمر بفصوله على حقبات متفاوتة بداية من أهل طروادة وأساطيل صلاح الدين، وتطاحن القوتين الإنجليزية والفرنسية على مدار عقود من الزمن، وأحلام دولة الأتراك وجحافل نابليون وحرب الكريميان والحرب الفرنسية – البروسية، ووهن الإمبراطورية النمساوية والحربين العالميتين وڨيتنام وسقوط جدار برلين وحرب الخليج.
وخلال كل هذه الحقب يرصد المؤلف التغيرات التي فرضتها الحرب بغطرستها، فحولت الجيوش من مدافع البارود إلى الصواريخ عابرة القارات، ومن الحرب التي يتقاتل فيها جيشان وجها لوجه لحرب غير مرئية، ومن كتيبة جوية مكونة من 12 مقاتلا يذهبون لإبادة اليابانيين، إلى طائرات بدون طيار. ومن أساطيل الصليبيين والعثمانيين إلى سر البارجة النازية الكبيرة (بسمارك).
ويتطرق أيضا للتكوين الذهني للقادة الذين أداروا هذه الحرب، أو هكذا توهموا، فنكتشف مثلا أن ستالين كان شديد الشك، حتى في جهاز استخباراته، وأن هتلر كان شخصا بمنتهى الغباء، وأنه كان سريع التوتر، ومتردد لدرجة جعلت رجاله يعتادون تبليغه بقراراتهم بعد الشروع في تنفيذها، الأمر الذي جعل دول الحلفاء على علم بتحركات الجيوش النازية قبله. كان سريع التراجع لدرجة ساهمت في إجلاء 338 ألفًا و226 من البريطانيين المحتجزين في دونكيرك. المعجزة التي اشتهرت بعد أن صورها كريستوفر نولان في فيلمه الأخير هذا العام بنفس الاسم، إذا كنت ممن شاهدوا الفيلم وأعجبك، يجب فعلا أن تقرأ الكتاب، لأنه يصور كواليس كثيرة نادرا ما تهتم بها السينما.
عرض: مارك أمجد
محتويات الكتاب
الفصل الأول: حصان طروادة
الفصل الثاني: ضياع الصليب الأعظم: قرنا حطين
الفصل الثالث: برميل شبص
الفصل الخامس: حفنة مسامير
الفصل السادس: ثلاث سيجارات
الفصل الثامن: كونتان وأمير واحد
الفصل العاشر: صفعة على الوجه
الفصل الحادي عشر: لسعة نحلة
الفصل الثاني عشر: قرش طليق
الفصل الثالث عشر: وسقط الجدار
This post is also available in:
English (الإنجليزية)