رحلتي على شفا الهاوية النووية

عنوان الكتاب رحلتي على شفا الهاوية النووية
المؤلف وليام بيري : ترجمة : مالك عساف
الناشر سلسلة عالم المعرفة
البلد الكويت
تاريخ النشر يناير 2019م
عدد الصفحات 364

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

يبدأ كتاب “رحلتي على شفا الهاوية النووية” لوزير الدفاع الأميركي السابق وليام بيري بتقديم كتبه جورج شولتز إحدى الشخصيات التي عمل معها بيري، معرّفاً به ومشيداً بالدور الذي لعبه من خلال سعيه للحد من الأسلحة النووية وتوجيه العالم إلى جادة الصواب. فقد بدأ انخراط بيري في قضية الأمن النووي في منتصف الأربعينات، إذ كان جندياً في الجيش الأميركي في اليابان، ليتولى لاحقاً منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس بيل كلينتون، ومن خلال انخراطه اللاحق في العمل الدبلوماسي غير الرسمي، عمل على إقامة تحالفات مع الخصوم السابقين في فترة ما بعد الحرب الباردة.

يتألف الكتاب من خمس وعشرين فصلاً، تحكي سيرة المؤلف الذي عايش العصر النووي ونضج فيه.

ومستهلاً كتابه يبدأ بيري بالحديث عن الحدث الأبرز في تاريخ الحقبة النووية، ألا وهو أزمة الصواريخ الكوبية، متحدثاً عن ثمانية أيام عاش خلالها الكابوس النووي، حيث عمل مع فريق على تحليل البيانات التي تجمع كل يوم لإعداد تقرير لتقديمه للرئيس جون كيندي، معتبراً أنه على الرغم من انتهاء تلك الأزمة من دون حرب، فإن الفضل في عدم انجرار العالم إلى محرقة نووية يعود إلى حُسن الحظ وحُسن الإدارة على حد سواء.

ويشير بيري إلى أن أزمة الصواريخ الكوبية بالنسبة له كانت بمثابة الدعوة التي ستؤدي به في نهاية المطاف إلى العمل على البرامج التعاونية الدولية للحد من الأسلحة النووية، من خلال تشريع القوانين والعمل الدبلوماسي العالمي وتقديم الدعم.

إلى العام 1941 يعيدنا بيري، قبل أربع سنوات من إلقاء أول قنبلة نووية، قائلاً إنه لم يكن يعلم أن رحلة حياته ستتحدد منذ تلك اللحظة المحورية التي ابتكر فيها الإنسان سلاحاً سيحدث تغييراً جذرياً في الشرط الإنساني. ثم يحكي عن هول الدمار الذي أحدثته قنبلتان ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي، مشيراً إلى تفجير الاتحاد السوفييتي أول قنبلة ذرية عام 1949 ومن ثم عام 1953 نجح في تفجير قنبلة هيدروجينية، فقد تمكن الإنسان وفقاً للكاتب خلال عشر سنوات فقط، من زيادة قوته التدميرية نحو مليون مرة.

كان التهديد السوفييتي الشغل الشاغل للأميركيين، فلم تكن الولايات المتحدة الأميركية تعرف سوى القليل عن برنامج الصواريخ والفضاء السوفييتي، لذلك كان لابدّ من معرفة المزيد بحسب الكاتب، ليس عن حجم قوة الأسلحة النووية السوفييتية وانتشارها فقط، بل عن مداها ودقتها وغيرها من أمور، متحدثاً عن رحلته التي بدأت في العام 1954 بمنصب كبير العلماء في مختبرات سيلفانا للدفاع الإلكتروني، وصولاً إلى تأسيسه شركة خاصة به أسماها شركة إي إس إل، (سيفرد فصلاً من الكتاب للحديث عنها وعن أعمالها وتمويلها وما قدمته في مجال الحصول على المعلومات التفصيلية للتهديد النووي السوفييتي)، يفصل في طريقة الحصول على المعلومات بواسطة طائرات الاستطلاع U-2 التي كانت تلتقط صوراً عالية الدقة لمنشآت تابعة لبرنامج الصواريخ السوفييتية. ولاحقاً تم استخدام نظام التصوير بالأقمار الاصطناعية، إلى أن تم التوصل كما يشير بيري إلى نتيجة مفادها أن البرنامج السوفييتي للصواريخ البالستية عابرة القارات غير مثير للقلق، وأن عدد صواريخه المنتشرة بالفعل كان قليلاً.

يتحدث الكاتب في الفصل الخامس من الكتاب عن دعوته للخدمة، ففي كانون الثاني – يناير من العام 1977 طلب منه هارولد براون، وزبر الدفاع في الإدارة الجديدة للرئيس جيمي كارتر، أن يتولى منصب وكيل وزارة الدفاع للبحوث والهندسة. وبالرغم من تردده في البداية إلا أنه قبل المنصب وانتقل إلى واشنطن، مشيراً إلى وجود خلل في التوازن في مجال القوات العسكرية كان يزداد بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي، ويشير إلى أهمية تلك الخطوة التي أقدم عليها، فقد غيرت كل شيء جاء بعدها، لاسيما تجربته في مجال الدبلوماسية الدولية.

ينتقل الكاتب للحديث عن أولوياته بصفته وكيلاً لوزارة الدفاع، والتي كان على رأسها وضع “استراتيجية التعويض” ثم تنفيذها، للتعويض عن تفوق السوفييت في حجم القوات التقليدية، وبالتالي إعادة تثبيت التوازن العسكري العام ودعم الردع، مستعرضاً الأسلحة التي تمكنت الولايات المتحدة الأميركية من تطويرها وإنجازها، وعلى رأسها طائرة “أف 117” F-117 والمعروفة بـ”القاذفة الشبح”، والتي كانت حرب “عاصفة الصحراء” مسرحاً لاختبارها وفقاً للكاتب.

فضلاً عن ذلك يشير بيري إلى تطوير تشكيلة واسعة من الأسلحة مثل صواريخ كروز قصيرة المدى، وطائرات الاستطلاع والسفن الحربية، وصاروخ توماهوك الذي يصفه بأنه كان أحد أكثر “أسلحتنا” موثوقية، فقد أطلق مئات المرات وبفاعلية خلال الحربين ضد العراق.

في حديثه عن بناء القوة النووية الأميركية، يقول المؤلف إنه بحلول منتصف سبعينات القرن العشرين أصبح السوفييت في حالة توازن مع الولايات المتحدة الأميركية، على صعيد الأسلحة النووية ووسائل إيصالها، ويشير إلى أنه لكي تكون قوتنا الردعية ذات مصداقية، كان على الأميريكيين، التأكد من أن القوات ستصمد أمام أي هجوم، وأنها ستصل إلى أهدافها في الاتحاد السوفييتي، وهكذا اتخذت إجراءات رئيسية لرفع مستوى القوات النووية.

يبين الكاتب استراتيجية الثالوث التي كانت تقوم عليها القوات النووية الاستراتيجية، وهي القوة المحمولة جواً المتمثلة في قاذفات “بي – 52” B-52، والقوة المحمولة بحراً ممثلة بصواريخ بولاريس التي تطلق من الغواصات، وثالثاً القوة المتمركزة في البر، وتتمثل في الصواريخ البالستية عابرة القارات، ولاسيما صواريخ مينوتمان. ويرى بيري أن التدابير التي اتخذت للحفاظ على قوة هذا الثالوث، أدت إلى مواصلة منع حصول كارثة نووية.

المصدر: الميادين

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP