رواية.. المرايا

الوصف

رواية.. المرايا

“المرايا” مجموعة قصصية لنجيب محفوظ أشبه بتدوين مذكرات أو كتابة خواطر عن شخصيات يمر بها الإنسان في حياته، وقد خصصها الأديب الكبير لهولاء الذين قابلهم وعايشهم في مشواره الوظيفي، فتحدث عن المدير والسكرتير والوزير وساعي المكتب الذي يعد الشاي والقهوة…الخ، وتناول أبرز ما ميز كل شخصية من هؤلاء والتي في مجموعها تعكس جانبا من المجتمع وملمحا من قيمه وعاداته وسلوكه.
يرسم نجيب محفوظ هذه الشخصيات بمهارته المعهودة فترى نفسك وكأنك تراها تمشي وتتحرك وتفكر.

وقد صفها وصفا ظاهريا وباطنيا عرَّفنا على بواعثها التي حدت بها لفعل هذا الشئ أو الإحجام عن فعله. وكما هو حال أي مجتمع ترى فيه الشخص الطبيعي والشخص الشاذ.
ويخرج قارئ هذا العمل بانطباع سلبي عن عالم الوظيفة الحكومية لما تتركه من آثار غير صحية على الشخصية نتيجة الهرمية الإدارية وثقافة المؤسسة والقوانين غير المنظورة المتحكمة في مسارات العمل وترقيات الموظفين وحصولهم أو عدم حصولهم على حقوقهم.

كما يجد في المجموعة الفلسفة التي يصدر عنها سلوك كل فرد في الحياة فنتتبع مصيره لنجده في النهاية ابنا شرعيا لأفكاره وقيمه وما انطوى عليه من تكوين عقلي ونفسي.

كذلك يساعد هذا العمل على قراءة التاريخ المصري المعاصر منذ ثلاثينيات القرن الماضي حتى سبعينياته حيث نشر نجيب محفوظ هذا العمل، وتفَّهم سياق الأحداث والتفاعل معها ومدى تأثيرها على الفرد والمجتمع من خلال المزج الذي نقرأه في النص بين العام والخاص.
رغم ثراء هذه المجموعة بعشرات الشخصيات ورغم أسلوب نجيب محفوظ السهل المشوِّق فإن العمل في مجموعه -وفق ذائقتي الأدبية- لم يكن بمستوى أعمال أستاذنا الكبير، ذلك أنني حينما أقدمت على القراءة كانت توقعاتي مرتفعة وكنت مهيئاً نفسي لتناول وليمة دسمة من الحيوات والأفكار والمشاعر والفلسفات فإذا بي أجد الطعام مما نتناوله كل يوم، ولم يكن بتلك الجودة التي تصورها خيالي وارتفع بها سقف توقعاتي.
محمد عبد العاطي

رواية.. المرايا

للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية