رواية “عيون الظلام”

عنوان الكتاب رواية “عيون الظلام”
المؤلف دين كونتز
الناشر Berkley
البلد أمريكا
تاريخ النشر 2008
عدد الصفحات 384 

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

لا تتميز رواية الكاتب الأمريكي دين كونتز The Eyes of Darkness أو “عيون الظلام”، والتي صدرت في العام 1981، بأنها رواية حابسة للأنفاس فحسب، بل ثبت مؤخراً أنها استقرأت المستقبل وتنبأت بالأحداث المروعة التي تجري في الصين والعالم بعد انتشار فيروس كورونا.

في رواية “عيون الظلام”، قد يكون الكاتب الأمريكي دين كونتر أول من تنبأ “بفيروس كورونا” (COVID19) الذي يهدد العالم وظهر في مدينة ووهان الصينية، والرواية ورغم أنها كتبت قبل 40 عاماً من ظهور خطر الفيروس، إلا أن أحداثها تدور في مدينة ووهان (بؤرة كورونا)، حيث يطور علماء في مختبر تابع للجيش الصيني فيروساً كجزء من برنامج هذا البلد للأسلحة البيولوجية، وأطلق مؤلف الرواية على الفيروس اسم “وهان – 400”.

يقول الكاتب: “إذا فهمت الأمر جيداً، فإن الصينيين يستطيعون استخدام فيروس “ووهان 400″ لإبادة مدينة أو بلاد”. ولا يمكن قراءة الرواية إلا في سياقها السياسي الذي يجعل الصين دولة تعتمد الحرب البيولوجية الوبائية. أما في الواقع الراهن فمعروف أن الصين هي التي دفعت حتى الآن ثمناً باهظاً لتفشي المرض في أراضيها وانعكس سلباً على اقتصادها. والمفاجئ أن الرواية تنطلق وكأنها رواية بوليسية لتتحول بدءاً من الفصل الثاني إلى التخييل العلمي.

 وتدور القصة الرئيسية حول الأم كريستينا إيفانز التي تتلقى خبر مقتل ابنها داني في حادث سيارة من الشرطة، مع نصيحة بعدم البحث عن التفاصيل والكشف عن الجثة. ولا تمضي سنة حتى تكتشف الأم جملة مكتوبة بالطبشور على اللوح الأسود الذي يملكه ابنها. لعبة أم حقيقة؟ تصاب بصدمة، وتقرر خوض مغامرة البحث عن ابنها الذي كان قصد الصين في رحلة سياحية. هنا تبدأ مغامرة أخرى تكشف أسرار الفيروس الصيني.

تنجح الأم في تعقب ابنها الذي كان محتجزاً في منشأة عسكرية بعدما أصيب عن طريق الخطأ ببكتيريا تم تطويرها داخل المركز الأبحاث في وهان وتدعى الشائعة أن الفيروس أطلق عن طريق الخطأ في مختبر سري.

وجاء في الرواية “انتقل عالم صيني اسمه لي تشن إلى الولايات المتحدة، وهو يحمل قرصاً مرناً لتخزين البيانات (floppy disk) يحتوي على معلومات عن أهم سلاح بيولوجي صيني جديد وأخطرها خلال العقد الماضي. يطلقون عليه اسم ووهان – 400، لأنه طور في مختبرهم للحمض النووي المعاد التركيب، الواقع خارج مدينة ووهان”. وهنا يشير النص إلى أن المختبر يقع خارج مدينة ووهان، وهي مصادفة تجعل من أحداث الرواية وما يجري اليوم متطابقاً، لأن معهد ووهان لأبحاث الفيروسات، والذي يضم المختبر الوحيد من الدرجة الرابعة للسلامة البيولوجية في الصين، وهذا التصنيف هو الأعلى من نوعه للمختبرات التي تجري دراسات على أخطر الفيروسات. يقع على خارج مدينة ووهان بعد 33 كيلومتراً.

وكان افتتاح المختبر الذي يخضع لأعلى درجات الأمن في عام 2017. وتحدث عنه مقال في دورية الطبيعة حذر من المخاطر على السامة التي يشكلها المكان وانتشرت شائعات بعيد ظهور فيروس كورونا المستجد، بينما أنه من صنع البشر وتسرب على الأرجح من معهد ووهان لأبحاث الفيروسات. لكن نظريات مؤامرة تم تفنيدها. وتوصل علماء قاموا بدراسة بنية الفيروس بالتفصيل إلى أن كورونا المستجد هو تطور لفيروس آخر ولم يتم تحريره من قبل البشر أو الآلات.

وتتهم جهات دولية تأخر السلطات الصينية في التحرك، ما أدى إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة بالمرض، وتفاقم الأوضاع في العالم.

وبعد اكتشاف فيروس كورونا عام 2019 في مدينة ووهان الصينية، ربط جمهور من الناس حول العالم ظهوره بفصل الرواية الخاص بالسلاح الحيوي “ووهان – 400» وهو فيروس بيولوجي تم إنشاؤه في مختبر، سيتحول إلى وباء ينتشر في جميع أنحاء العالم ملهماً بذلك نظريات المؤامرة ككتاب تنبؤات”.

وللتحقق من الأمر، بالبحث عن طبعة 1981 من الكتاب نفسه المتاحة عبر كتب غوغل، لا يمكنك العثور على أي ذكر لاسم “ووهان-400” بالنسخة القديمة. وفي تلك الطبعة، أطلق على هذا السلاح البيولوجي اسم “جوركي-400” (Gorki-400) على اسم المدينة الروسية التي تمت صناعته فيها، واحتوت الرواية على اسم جوركي عدة مرات بدلاً من ووهان الصينية، ولم يتضح تماماً متى أو لماذا حدث هذا التغيير.

في تقرير لصحيفة “ساوث شينا مورنينغ بوست” أوردت الصحيفة التي تصدر من هونغ كونغ تفسيراً لتغير الاسم الغامض والمثير للجدل.

وقالت الصحفية كيت وايتهيد في تقريرها إن التغير في الاسم من “جوركي” إلى “ووهان” قد حدث في نسخة عام 1989 من الرواية التي أصدرها الكاتب باسمه الحقيقي بعد أن كان يستخدم اسماً مستعاراً آخر.

وتلفت الصحيفة النظر إلى أن عام 1989 نفسه شهد نهاية الحرب الباردة وأفول الاتحاد السوفياتي وتراجع الشيوعية، وحينها بدأت بالتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة -التي يعيش فيها الكاتب- والاتحاد السوفياتي الذي تحول للجمهورية الروسية لاحقاً. وأصبحت القيادة الروسية معنية بالانفتاح وتحسين العلاقات، ووجد المؤلف الأمربكي بهذا السياق أن إلقاء اللوم على روسيا لا يتماشى مع التطورات السياسية العالمية وأصبحت هناك حاجة إلى “شرير جديد” آخر.

ويتابع التقرير بالقول إنه لم يكن هناك الكثير من البلدان التي لديها مرافق ومعامل أسلحة بيولوجية، وفي نفس الوقت ليست صديقة للولايات المتحدة، وهكذا وجد الكاتب في الصين خياراً بديلاً مناسباً يتماشى مع صعود المخاوف الأمريكية من التهديد الصيني الآتي من شرق آسيا.

وفي هذه الأثناء، كانت أحداث المظاهرات الطلابية التي اندلعت عام 1989، وقمع ساحة تيانانمين الدامي حديث الساعة، وكثرت الشائعات حول التسريبات والتستر في منشآت الأسلحة البيولوجية.

وحتى تقارير الصحف الكبرى لا تخلو من سيناريوهات المؤامرة. فبعد أكثر من شهر من انتشار الفيروس، خرج تقرير لصحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية، جاء فيه أن تفشي الوباء متعمد، وأن معهد ووهان لعلم الفيروسات هو من طور ذلك السلاح الحيوي الجديد، لمهاجمة أهداف في العالم، وفق ما قالت إنها “معلومات سرية سربها ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية الصينية”. في المقابل، ذكر تقرير لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن مصادر وتقارير روسية أشارت أخيراً إلى مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية عن انتشار الوباء وتفشيه في الصين على هذا النحو الكبير. وأشارت تلك المصادر إلى أن “الأهداف الحقيقية لذلك تكمن في سعي واشنطن لاستخدام الفيروس كسلاح بيولوجي واقتصادي ضد الصين”.

الحبكة القوية والطريقة الاستثنائية التي وصف فيها كونتز الرعب الذي بثه فيروس ووهان-400 في رواية “عيون الظلام”، جعلت النقاد يصفونها بأنها رواية حابسة للأنفاس وقد تمنعك من النوم ليلاً.

لكن في النهاية تبقى “عيون الظلام” مجرد رواية، ويبقى فيروس ووهان-400 مجرد خيال لا يمكن مقارنته بالرعب الذي يبثه فيروس كورونا اليوم حول العالم.

المصدر: مجلة فكر

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP