الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
سد النهضة الإثيوبي وحوض النيل: الآثار المترتبة على التعاون في مجال المياه العابرة للحدود
يشكل السد الأثيوبي مأزقاً قانونياً أوسع بالنسبة لمصر. وتعد اتفاقية إطار العمل التعاوني لحوض النيل التي وقعت عليها أصلاً أثيوبيا ورواندا وتنزانيا وكينيا وبوروندي ورفضتها مصر والسودان، بمثابة إطار عمل جديد حول موارد المياه، والذي سيدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق من هذا العام. وستحرم الاتفاقية مصر من الاعتراض على أي مشروع تطوير للمياه على نهر النيل.
وتقول آنا اليسا كاسكاو، المتخصصة في سياسة مياه الحوض، إن الاتفاقية ستطعن في الترتيبات التي تمت في الحقبة الاستعمارية والمستندة إلى “استخدام غير متساوٍ” للموارد العابرة للحدود (كما في اتفاقية العام 1959 الخاصة بمياه النيل بين مصر والسودان).
وكانت اتفاقية إطار العمل التعاوني لحوض النيل قد جاءت من وحي معاهدة الأمم المتحدة للعام 1997 الخاصة بقانون الاستخدامات غير الملاحية لموارد المياه الدولية، والتي لم يصادق عليها بعد عدد كاف من البلدان لتكسب صفة الإلزام، لكنها أصبحت تشكل مسبقاً إطار العمل المرشد لاتفاقيات الحوض العابرة للحدود. ومن الممكن أن تكون أثيوبيا واحدة من البلدان التالية التي تصادق عليها.
في الأثناء، تبدي مصر قلقاً أكثر من الاتفاقية التي تمثل ما تصفه كاسكاو بأنه “تحول حقبي” في جيوسياسات الحوض أكثر من كونها متعلقاً بسد النهضة الأثيوبي العظيم.
وتقول إنها تعني أن على دول النيل العمل وفق قاعدة “الاستخدام المتساوي” بحيث لا تتمتع مصر والسودان فقط بالحق في تخصيص المياه لهما. ويعمل ذلك على تغيير الديناميات في العلاقات بين أثيوبيا ومصر، وعلاقات مصر مع كتلة دول أعلى النهر.
يسلط كتاب ” سد النهضة الإثيوبي وحوض النيل : الآثار المترتبة على التعاون في مجال المياه العابرة للحدود”. (The Grand Ethiopian Renaissance Dam and the Nile Basin)، الصادر عن دار (Routledge) بالمملكة المتحدة، الضوء على التحديات المحيطة بسد النهضة الإثيوبي من خلال العدسات التأديبية المتعددة.
ويرى محررو الكتاب “زيراي يهديجو، أليستير ريو كلارك، آنا كاسكاو” ((Zeray Yihdego, Alistair Rieu-Clarke, Ana Cascao، أن سد النهضة لن يكون أكبر سد إفريقي فحسب، ولكنه سيكون ضروري أيضا للتعاون والتنمية المستقبلية بين دول حوض نهر النيل ومنطقة شرق أفريقيا.
هذا النهر يمكن أن يكون أساس لعهد جديد من التعاون، بعد تحديد آثاره الإقليمية والعالمية، وفوائد التعاون بين دوله والتنسيق فيما بينهم في ملء السدود، والحاجة إلى اتخاذ قرارات تشاركية وشفافة.
ومن خلال تطبيق القانون والعلوم السياسية والهيدرولوجية على تقاسم الموارد المائية بشكل عام وبناء السدود على نطاق واسع وملئها وتشغيلها على وجه الخصوص، هنا لا بد من تقديم خيارات نوعية ملموسة وضرورية لتعزيز التعاون والتنسيق في استخدام مياه النيل والحفاظ عليها.
وبعد تحديد قانونية مستوى الحوض ونجاح أو فشل إدارته وتقاسم مياه النيل بين أعضائه، والنجاحات القانونية والسياسية بين أعضاء الحوض، والفشل في إدارة وتقاسم مياه النيل، يجري الآن تقييم الآثار المترتبة على ذلك والدروس المستخلصة من التعاون في مجال المياه العابرة للحدود وإدارة الصراعات.
يشتمل الكتاب على البعد الاقتصادي، الذي بُني على التطورات الأخيرة، ومنها: توقيع مصر وإثيوبيا والسودان على عقد ملزم قانونا لإجراء دراسة تقييم للمشروع؛ وإمكانية تشغيل هذا البرنامج جزئيا في القريب العاجل، واستكمال خطوط النقل من سد النهضة إلى أديس أبابا؛ وإعلان السودان البدء في إنشاء خطوط نقل من سد النهضة إلى مدنها الرئيسية.
وحول ما إذا كان إذا كان البنك الدولي لديه الخبرة ويمكن أن يكون طرف ثالث محايد في المفاوضات في هذه المرحلة, تقول آنا إليسا كاسكاو الباحثة المستقلة عن “هايدروبوليتيكش النيل” ومحررة الكتاب”: ”إن السؤال ليس إذا كان لدى البنك الدولي الخبرة أو وثائق التفويض ليكون وسيطا، ولكن إذا كان هناك منطق للتدخل من طرف ثالث في هذه المرحلة، ولأن القاعدة الذهبية للوساطة الناجحة هي أنه يجب أن يطلب جميع الأطراف المعنية الوساطة”.
وقالت إليسا “يجب أن تتماشى أي إجراءات للتوفيق أو الوساطة المتعلقة بالتجانس والتنمية مع المادة 10 من إعلان المبادئ ، وهناك إجراءات مشتركة واضحة يتعين اتباعها، ولكن فقط في حالة المنازعات وعندما تستنفد جميع الوسائل الأخرى، ينبغي التعامل مع الاختلافات في الدراسات التقنية على المستوى المناسب”.
وأضافت إليسا ان المفاوضات دأب عليها على الدوام ثلاث دول متساوية ذات سيادة، وهناك تقدما كبيرا تحقق فى السنوات الماضية، وأن الدول الثلاث ستقود بنجاح المحادثات للتوصل الى اتفاق حول السد الذى يعد اكثر القضايا إلحاحا.
عن المؤلفة:
انا اليسا كاسكاو باحثة أولى لوحدة إدارة موارد المياه عبر الحدود في معهد المياه الدولي بستكهولم وتعمل كرئيس للمستشارين الفنيين لمؤسسة التنمية الألمانية. تحمل درجة الدكتوراه من كلية كنغز كولدج وعملت كمستشارة رئيسية لمنظمات الإقليمية والحكومات في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا و جنوب أفريقيا بشأن شؤون إدارة موارد المياه.
https://old.booksplatform.net/ar/product/%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%AC%D9%87%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%AF/
This post is also available in:
English (الإنجليزية)