يظل النجاح ضالةَ الإنسان في كلِّ زمانٍ ومكان؛ فيسعى جاهدًا لتحقيق ذاته، ولصُنْع مكانةٍ مميَّزة لنفسه في مجتمعه؛ لذلك اهتمَّ المفكرون دومًا بالوقوف على ما يمكن تسميته بسِرٍّ أو وصفةٍ لتحقيق النجاح في الحياة، وسبيل هؤلاء المفكرين هو تتبُّع قصص الناجحين والمتميِّزين في مجالات العلم والسياسة والمال والثقافة، عن طريق الاقتراب من تفاصيل حياتهم؛ ماذا تعلَّموا؟ وما ظروف تربيتهم؟ وكيف شقُّوا طريقهم للقمة؟ والكتاب الذي بين يدَي القارئ يُفْرِد فصولًا متعددة تحتوي على نماذجَ شهيرةٍ لأشخاصٍ ناجحين اتَّبعوا مبادئَ ساميةً آمنوا بها فصنعتْ نجاحَهم العصامي في الحياة.
ويَلفت الكاتبُ النظرَ إلى أهمية الاعتماد على النفس، وسبل تهذيب الإنسان لنفسه وترويضها بعيدًا عمَّا يَثنيها عن أهدافها، كما يُبيِّن أهمية اتخاذ قدوةٍ ناجحة نتمثَّل بها.
عن المؤلف
يعقوب صرُّوف: عالِمٌ وأديبٌ وصحفيٌّ لبناني، كان واسِعَ الاطِّلاعِ مَوْسوعيَّ المعرفة. أسَّسَ مجلةَ «المُقتطَف» الأدبيةَ والعِلْميةَ الشهيرةَ ورَأَسَ تحريرَها حتى وفاته، كما شارَكَ في إصدارِ جرائدَ شهيرةٍ أخرى ﮐ «المُقطَّم».
وُلِد صرُّوف عامَ ١٨٥٢م في قريةِ «الحدث» بلبنان، وتلقَّى علومَه الأولى ﺑ «مدرسة الأمريكان»، ثم أرسَلَه والدُه إلى «الجامعة الأمريكية» ببيروت ليتخرَّجَ فيها عامَ ١٨٧٠م، ويتولَّى رئاسةَ فرعَيْ مدرسة الأمريكان بصيدا وطرابلس وإدارتَهما، ثم أنشَأَ مجلةَ «المُقتطَف» مع الأديبِ اللبنانيِّ «فارس نمر» عامَ ١٨٧٦م؛ حيثُ تَوالَى إصدارُها تسعَ سنواتٍ مِن بيروت، ثُم انتقلَتْ إلى القاهرة حيثُ ظلَّ صرُّوف يُشرِفُ عليها حتى وفاته.
وقد نالَتْ هذه المجلةُ شُهْرةً واسعةً في الدُّولِ العربية؛ وذلك لتنوُّعِ موضوعاتِها بينَ الأدبِ والعلومِ الحديثةِ واللُّغة، فكانَتْ تَنشُرُ موضوعاتٍ رصينةً لصَفْوةِ كُتَّابِ تلك الفترة، فعُدَّتْ مِن أبرزِ العلاماتِ المُضِيئةِ التي ترَكَها صرُّوف في الساحةِ الأدبيةِ والعِلْمية.