الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
«إنَّ المَوتَ بَطِيء، وقَدْ لَحِقَ بِي، وأَنَا شَيخٌ مُسِنٌّ بَطِيء، أمَّا الشَّرُّ فَسَرِيع، وقَدْ لَحِقَ بِكُم بِرَغمِ مَهارَتِكُم؛ لا بُدَّ لِي أَنْ أُعانِيَ حُكْمِي، ولَكِنْ لا بُدَّ لَكُم أَن تُعَانُوا حُكْمَكُم.»
تَطغَى الآرَاءُ والمُعتقَداتُ والمَذاهِبُ عَادةً عَلى سِيرَةِ صَاحِبِها؛ فَلا يَكادُ يَذكُرُه النَّاسُ إلَّا وذكَرُوا قَضَايَاهُ الَّتِي عَاشَ لَهَا وأَفنَى عُمُرَهُ فِي الدِّفَاعِ عَنها، وبَذَلَ كُلَّ ما يَملِكُ فِي سَبِيلِ إِيصالِهَا لِلنَّاس، لَكِنْ ثَمَّةَ جَانِبٌ آخَرُ تُغفِلُهُ تِلكَ السِّيَر؛ وَهُوَ الجانِبُ الشَّخصِيُّ الذِي يُمثِّلُ النَّبعَ الذِي انحَدَرَتْ مِنهُ تِلكَ الأَفكَارُ والآرَاءُ والمُعتَقَدات.
والدُّكتُورة «كورا ميسن» تَضَعُ بَينَ أَيدِينَا شَخصِيَّةَ «سقراط» الإِنسَانِ الذِي انسَلَخَ مِن قُيُودِ مُجتمَعِه واستَطاعَ أَن يَسأَلَ دُونَ خَوْف، وأَن يَختلِفَ دُونَ عُدوَان، وأَن يَستَسلِمَ لِلقَانُونِ دُونَ ذِلَّةٍ وَمَهانَة. عَلى هَذا النَّهجِ يَمضِي الكِتابُ فِي رِحلَةٍ استِكْشافِيَّةٍ لأَحَدِ أَقدَمِ مُؤسِّسِي الفَلسَفةِ اليُونَانيَّة.
عن المؤلف
كورا ميسن: كاتِبةٌ أَمرِيكيةٌ درسَتْ فِقهَ اللُّغاتِ القَدِيمة، وحصَلَتْ عَلى دَرجةِ الدُّكتوراه مِن كُلِّيةِ رادليف، ثُمَّ اشْتَغلتْ بتَدْريسِ الآدابِ القَدِيمةِ فِي عِدَّةِ مَدارِسِ وكُلِّيات. قامَتْ بسِياحاتٍ واسِعةٍ في اليونان ممَّا أتاحَ لَها مَعْرفةَ أثينا والبِلادِ المُجاوِرةِ لَها حقَّ المَعْرفة.
المترجم:
محمود محمود: أَدِيبٌ وفَيْلسوفٌ ومُترجِمٌ مِصْري، وهُو شَقِيقُ الفَيْلسوفِ زكي نجيب محمود.
وُلِدَ «محمود محمود محمد» عامَ ١٩٠٧ بمُحافَظةِ دمياط، وتَلقَّى تَعْليمَه المَدْرسيَّ في كُليةِ غوردون بالسُّودان. حصَلَ على دَرجةِ الليسانس في التَّربيةِ والآدابِ عامَ ١٩٣٠، ثُمَّ عَلى دِبْلومٍ في الأَدبِ الإِنْجليزيِّ مِن جامِعةِ إكستر عامَ ١٩٣٧. اشتغَلَ بتَدْريسِ اللُّغةِ الإِنْجليزيةِ في مُختلِفِ المَعاهِدِ الثَّانوِيةِ والعُلْيا والجامِعات.
عُيِّنَ وَكِيلًا بالمَدارسِ الثَّانوِية، ثُمَّ ناظِرًا بِها، فمُراقِبًا عامًّا للتَّعْليمِ بوِزارةِ التَّربيةِ والتَّعْليم، وبعْدَها عُيِّنَ مُسْتشارًا ثَقافِيًّا لوِزارةِ الدَّوْلةِ لشُئونِ السُّودان، ثُمَّ مُدِيرًا للتَّربيةِ والتَّعلِيمِ بالسُّودان، ومُدِيرًا للمَكْتبِ الدائِمِ للوَحْدةِ الثَّقافِيةِ العَرَبيةِ بالقاهِرة.
وعمِلَ مُدِيرًا للتَّرْبيةِ والتَّعلِيمِ بمِنْطقةِ السويس، ثُمَّ مُدِيرًا عامًّا لتَفْتيشِ اللُّغةِ الإِنْجلِيزيةِ بوِزارةِ التَّرْبيةِ والتَّعْلِيم، كذَلِكَ عمِلَ بمَنْصبِ وَكِيلِ وِزارةِ التَّرْبيةِ والتَّعْلِيم. وبعْدَ انْتِهاءِ خِدْمتِه الرَّسْميةِ في الحُكومةِ المِصْريةِ عمِلَ خَبِيرًا ثَقافِيًّا بجامِعةِ الدُّولِ العَرَبيةِ لمُدةِ اثنَيْ عشَرَ عامًا كُلِّفَ خِلالَها بعِدَّةِ مَهامَّ رَسْميةٍ في اليونيسكو بباريس.
This post is also available in:
English (الإنجليزية)