سيوف مقدسة: الجهاد فى الأراضى المقدسة

عنوان الكتاب سيوف مقدسة: الجهاد فى الأراضى المقدسة
المؤلف جيمس واترسون
الناشر المركز القومى للترجمة
البلد القاهرة
تاريخ النشر 2017
عدد الصفحات 343

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

يتناول كتاب جيمس واترسون “سيوف مقدسة .. الجهاد في الأراضي المقدسة ” الحقبة التاريخية التي واكبت بدء الحملات الصليبية على العالم الإسلامي تحت ستار الدين، واستمرت لما يقرب من مائتي عام 1096-1291، وكانت البلاد مقسمة إلى إمارات صغيرة متشاحنة يحكمها أمراء لا يهمهم غير أطماعهم الشخصية وتوسيع رقعة إماراتهم على حساب الآخرين.
ويبين جيمس واترسون صراحة فى مقدمة الكتاب المسكوت عنه فى سياسة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية فيقول:-
ومع ذلك، نحن نعرف كيف مضى الأمر، حينما اتخذنا صدام حسين عدوا، وفى المستقبل القريب يمكن ان تبحث صناعة السلاح المستقبلية فى إحلال الإسلام محل الشيوعية وذلك للتيقن من إبقاء الصناعة على قيد الحياة.
يشير المؤلف أن الحملة الصليبية الأولى بدأت بعد موعظة البابا أوربانوس الثانى التى عقدها في وسط فرنسا في نوفمبر 1095م، وألقى أوربانوس خطبة مملؤة بالعواطف لحشد كبير من النبلاء ورجال الدين الفرنسيين، فدعا الحضور إلى انتزاع السيطرة على القدس من أيدي المسلمين، وقال: إن فرنسا قد اكتظت بالبشر، وأن أرض كنعان تفيض حليبا وعسلا. وتحدث حول مشاكل العنف لدى النبلاء، وأن الحل هو تحويل السيوف لخدمة الرب، واستطرد: دعوا اللصوص يصبحون فرسانا..
وتحدث عن العطايا في الأرض كما في السماء، بينما كان محو الخطايا مقدما لكل من يموت أثناء الحملات الصليبية فيما عُرف بصكوك الغفران! وامتدت هذه الصكوك بعد ذلك ليتم منحها لمن يشارك في الغزوات ضد مصر وشمال إفريقيا.
ويشير المؤلف إلى الأوضاع المأساوية في معظم الإمارات الإسلامية، فكانت مصر بحلول سنوات الستينات من القرن الثاني عشر تقوم بدفع إتاوة للفرنجة فقط لتتحاشى أن يقوم الفرنجة بغزوها، ولم تكن الأوضاع في بلاد الشام بأفضل منها في مصر، فقد كانت بلاد الشام في هذه الفترة تتألف من عده ممالك وإمارات صغيرة متفرقة ومتشاحنة أيضا، ولم يكن المسلمون في بلاد الشام مدركون لأطماع الفرنجة على الإطلاق عندما بدأت جيوشهم تزحف نحو الشرق فوصلت البوسفور في عام 1099.
وفي ظل هذه الظروف من التشرذم والانقسام التي كان يعيشها العالم العربي وصل الصليبيون إلى بيت المقدس ودخلوها في يوم 15 من يوليو 1099 بعد حصار دام واحدا وأربعين يوما، ولما لم تصل اية مساعدات إلى حامية القدس من مصر التى كان يحكمها الفاطميون -كانت دولتهم تتهاوى آنذاك – واستطاع الصليبيون اقتحام المدينة بكل سهولة، واحتمى جنود الحامية الفاطمية بالمسجد بعد أن قاوموهم ما استطاعوا، وقد تبعهم الصليبيون داخل المسجد وذبحوهم بوحشية بالغة ونهبوا قبة الصخرة، وأسالوا بحراً من الدماء وتم الاستيلاء على المدينة المقدسة وانتخاب جود فيرى الفرنسي ملكاً عليها ومُنح لقب “حامى قبر المسيح”.
وفى ذلك يقول ابن خلدون في كتابه العبر وديوان المبتدأ والخبر :”استباح الفرنجة بيت المقدس وارتكبوا فيها أشنع المجازر، وأقاموا في المدينة أسبوعا ينهبون ويدمرون وأحصى القتلى بالمساجد فقط من الأئمة والعلماء والعباد والزهاد المجاورين فكانوا سبعين ألفا أو يزيدون”.
ومن المؤلم أن الأراضي المقدسة تم تحريرها بعد تضحيات باهظة من أبطال المسلمين، جاء بعدهم من تهاون في الدفاع عنها، بل قاموا بالتفريط فيها مقابل أطماعهم الدنيوية الرخيصة ومن المخجل أنهم كانوا من ذرية البطل صلاح الدين الأيوبي.
ويبين المؤلف أن كراهية الغرب للإسلام استمرت كامنة في نفوسهم حتى العصر الحديث، ولم يكن حديث الرئيس الأمريكي جورج بوش عندما تحدث عن الحروب الصليبية مجرد زلة لسان عفوية، وكذلك ما قاله القائد البريطانى ادموند هنرى اللنبى عندما قام بالاستيلاء علي سوريا وفلسطين، في الحرب العالمية الاولي، وهو يرفع سيفه تجاه تمثال صلاح الدين الأيوبي قائلا: الآن انتهت الحروب الصليبية.
ويستطرد المؤلف قائلا : من ينظر إلى الماضى من الممكن أن يستنتج لماذا اتخذنا صدام حسين عدواً، وفى المستقبل القريب يمكن أن تبحث صناعة السلاح المستقبلية في إحلال الإسلام محل الشيوعية – وهذا ما حدث بالفعل – وذلك للتيقن من إبقاء الصناعة على قيد الحياة.
كما يبيين أن ما يطلق عليه الحرب على الإرهاب أصبح هو طوق النجاة للصناعات العسكرية، ولم يذكر أي من المعلقين تلك المصادفة المرتبة عن أن يقوم التطرف الإسلامي بملء الفراغ الذي تركته الشيوعية.
ولم يذكروا أيضاً كيف ان هذا الاستبدال لابد وانه قوبل بالارتياح التام في دوائر صناعة الأسلحة التى هى كما افترض كانت تنكب سراً وبدأب، ومنذ عام 1990 من أجل أن تقوم بصب المزيد من الزيت على الخلاف المستعر بين الغرب والإسلام.وربما كانت الرسالة الأكثر اهمية هى: كيف أجبر الهجوم المسيحى على الإسلام فى العصور الوسطى المسلمين على تشكيل آلة حرب أكثر كفاءة، حتى جاءت حقبة بيبرس فى القرن الثالث عشر، وقد أصبحت الدولة كلها، فى واقع الأمر فى يد الجيش المملوكى القوة الوحيدة المهيمنة، والأكثر من ذلك أنها كانت قادرة على إجبار المغول على العودة مدحورين. ويتساءل المؤلف قائلا : هل يقوم الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بتكرار أخطاء أوروبا فى العصور الوسطى؟
ويوضح المؤلف أن أحداث هذا الكتاب وثيقة الصلة بالأحداث التى تجرى اليوم في العالم العربي والإسلامي، أن لم تكن بسببها أو امتدادا لها.
المؤلف 
جيمس واترسون، تخرج في جامعة لندن، كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، وهو مؤرخ منصف تتسم كتاباته بالحياد واستخدام الأسلوب العلمي في البحث، له مؤلفات عديدة نذكر منها «فرسان الإسلام وحروب المماليك» والصادر أيضا عن المركز القومي للترجمة في مصر .
مترجم الكتاب
يعقوب عبد الرحمن، حاصل على شهادة الترجمة في كلية التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية، له عدد من الكتب المترجمة، منها: كتاب “فرسان الإسلام وحروب المماليك” و”القاهرة مدينة عالمية: عن السياسة والثقافة والمجال العمراني في شرق أوسط جديد في ظل العولمة”.

محمد سيد بركة

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP