الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
صناعة فترة القطب الواحد: سياسة أميركا الخارجية وصعود نظام ما بعد الحرب الباردة
يقول المؤلف “هال براندز” أستاذ الشؤون الدولية بجامعة جون هوبكنز، ومؤلف كتاب “صناعة فترة القطب الواحد: سياسة أميركا الخارجية وصعود نظام ما بعد الحرب الباردة”، إنه في أواخر عقد السبعينات من القرن الماضي، وتحديداً بعد “حرب فيتنام” الدامية، انحدر وضع الولايات المتحدة كقوة عظمى، وأصبحت أمريكا تتعرض للأزمات والنكسات في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أنه بعد الحرب العالمية الثانية كانت القوى العظمى القديمة وعلى رأسها بريطانيا، قد تم استنزاف قوتها، وابتعدت عن الساحة نهائيا، ولكن في أوائل التسعينات استعادت أمريكا صدارتها العالمية بـ”طريقة مثيرة”، فقد انتهت “الحرب الباردة” لصالح الولايات المتحدة وحلفائها، وانتشرت الديمقراطية وفلسفة السوق الحرة كما لم يحدث من قبل، وأصبحت السمة المميزة لهذا العصر هي الهيمنة الأمريكية.
ويكشف المؤلف عن كيفية حدوث هذا التحول الملحوظ، وما هو الدور الذي لعبته السياسة الخارجية للولايات المتحدة في هذا الصدد الدولي، حيث ينسج “براندس” الخيوط الرئيسية لتغيّر المناخ العالمي، وتطور سياسة الولايات المتحدة منذ أواخر 1970 حتى 1990، ويرصد صعود ظاهرة “عولمة العالم”، وظهور التحديات العالمية الجديدة مثل “التطرف الإسلامي” والإرهاب الدولي.
ويقول “هال” أنه لو حدث ذلك لأدى إلى تعقيد كبير في الجانب الاقتصادي للسياسة الخارجية الأميركية، التي اعتبرت دفع العولمة سمة لعصر ما بعد الحرب الباردة.
وكانت الاستراتيجية الأميركية، منذ نهاية الحرب الباردة، متغلغلة بجذورها، في تصورات راسخة، بأن الاتجاه الذي يسير فيه الوضع العالمي مهيئا للهيمنة الأميركية.
الأصول والفروع
ومن مفارقات الأحداث أن يشير كتابنا إلى أن الأطراف الأساسية في الحرب الباردة، وفي طليعتها بالطبع كل من روسيا وأميركا، حرصت طيلة حقبة الحرب الباردة على تجنب الصراع العسكري الدموي بكل تكاليفه ومغارمه، هذا في حين أن الأطراف الممكن وصفها بالفرعية لم تنطلق من هذا الحرص المتباعد عن خوض الصراع الدموي العنيف. وفيما لم تشهد لا أوروبا ولا الولايات المتحدة مثل هذه الصراعات خلال الحقبة الباردة. وباستثناء تورط واشنطن في مستنقع فيتنام إلا أن قارة أميركا اللاتينية عانت وطأة الصراعات الدموية بكل معنى.
وفي محاولة لتقصي الجذور والأسباب يذهب مؤلفنا إلى القول بأن هذه الساحة الجنوبية من غرب العالم تداخلت فيها عوامل الصراع الاقتصادي مع عوامل التوتر، الذي نشب بين واشنطن والنزعات القومية في أميركا اللاتينية، ناهيك عن الآثار الناجمة عن مرحلة تصفية الاستعمار وظهور الكتلة الدولية العولمية إن شئت- التي حملت أيامها اسم العالم الثالث، فضلاً عن اشتداد ضراوة التنافس خلال الحرب الباردة بين القطبين الأميركي والسوفييتي على شغْل المركز رقم واحد على صعيد العالم النامي.
عن المؤلف:
الدكتور هال براندز باحث وأكاديمي أميركي شاب. يعمل أستاذا مساعدا لدراسات علم السياسة العامة وعلم التاريخ بجامعة ديوك، في نورث كارولينا بالولايات المتحدة.
وقد تخصص المؤلف في قضايا السياسة ومسارات الخارجية الأميركية، مع التركيز على الفترة الفاصلة بين مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية (أواخر أربعينات القرن الماضي) وحتى الوقت الحاضر، مروراً بعلاقات أميركا مع أطراف الشرق الأوسط، وسياسات واشنطن في المجال النووي، فضلاً عن سياسة أميركا واستراتيجيتها الشاملة، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
ويمتد النشاط البحثي والعلمي للدكتور براندز ليشمل دراساته عن الجريمة المنظمة (بأسلوب المافيا) وعن عصابات وجرائم الاتجار بالمخدرات، وخاصة في قارة أميركا اللاتينية، ويلاحظ أنه عمد إلى تحصيل وتحليل هذه المعارف بالذات من خلال أنشطته الأكاديمية والبحثية في كلية الحرب التابعة للجيش الأميركي، إضافة إلى مواقع علمية- بحثية أخرى، كان في مقدمتها مؤسسة راند ومعهد تحليلات الدفاع.
وتتضح هذه المسارات والجهود العلمية في سيرة المؤلف من واقع الأعمال التي عكف على تأليفها، ومنها كتاب مهم أصدره في عام 2008 بعنوان »من برلين إلى بغداد: أميركا تبحث عن الهدف في عالم ما بعد الحرب الباردة«. وقد حصل المؤلف على درجتي الماجستير والدكتوراه من واحدة من أبرز الجامعات الأميركية، وهي جامعة يال، وتخرج بدرجة الليسانس من جامعة مرموقة أخرى هي جامعة ستانفورد. وتجمع اهتماماته العلمية بين قضايا الدبلوماسية والاستراتيجية وسياسات أميركا والعالم الثالث.
للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية
This post is also available in: English (الإنجليزية)