الوصف
الإنسان كان محور علم الاجتماع في العصر الصناعي الآفل، فجاءت التكنولوجيا لتحل محله، وتتولى تشكيل الإنسان والمجتمع في عصر المعلومات الجديد..
لقد جعلت ثورة المعلومات المجتمع في حالة من التغير الدائم، أفقدت علم الاجتماع القديم قدرته على التنبؤ، وألجأته إلى دراسة آثار التغيير التكنولوجي على الإنسان؛ بدلاً من قيادته له.
لقد ظهرت تحولات منهجية في علم الاجتماع، أخذت تنمو في رحم التغيرات الاجتماعية، وتدعو إلى قراءة أخرى وتفسير جديد. فأين نحن العرب من كل هذه التحولات؟!
لن تساهم العلوم الاجتماعية العربية في فهم العالم الجديد، مالم تفهم مجتمعها أولاً، ويكون لها فلسفتها الاجتماعية الخاصة، وتعمل في جوٍّ من حرية النقد.
ولا بد لها من أن تطرح الأسئلة الصعبة الآتية: لماذا فشلت الحداثة العربية؟ ولماذا يتأخر العرب دون غيرهم؟ وكيف تعيش القبائل والطوائف في عصر العولمة؟ وما الفلسفة المستقبلية لمجتمعنا؟ وكيف ينهض العرب؟
بهذه الأسئلة تبدأ منهجية علم الاجتماع الجديد.
هذا الكتاب يقدم رؤية جديدة في موضوع علم الاجتماع من خلال المتغيرات المعاصرة..
عرض في العنوان الأول ” الرؤى النظرية للعالم الجديد ومنهجيتها ومفاصلها”؛ فتناول الرؤية الألمانية للمجتمع العالمي الجديد، ثم المنظور التكنولوجي، ثم المنظور الثقافي، ثم منظور مجتمع المعلومات.
وفي حديثه عن المنظور الأخير؛ ذكر أن روّاده يتفقون على جملة أبعاد في مسألة تغير علم الاجتماع؛ أهمها تغير بنية العمل، وظهور قوى إنتاج جديدة، وظهور تكنولوجيا اتصال ومعلومات جديدةـ، وتغير بنية التنظيم.
أشار المؤلف بعدئذ في عنوان آخر إلى رواد نظرية مجتمع المعلومات؛ فتحدث عن رؤية (دانييل بل) المبكرة للتغير العميق للبناء الاجتماعي. ثم رؤية (مانول كاستلر) لعصر المعلومات، الذي عده مرحلة جديدة من مراحل التطور البشري لأسباب اعتمد عليها.
ثم تناول المؤلف في عنوان ثالث المنظور النقدي للرأسمالية، الذي يفسر العولمة انطلاقاً من الاتجاهات الماركسية الحديثة؛ فيرى في العولمة إحدى مراحل التطور الرأسمالي وعولمة الإنتاج.
ومن منظور التحولات المنهجية في علم الاجتماع الجديد؛ رأى المؤلف أن المناهج التي تهدف إلى قراءة وتفسير المجتمع؛ تنمو في رحم التغيرات الاجتماعية.
وأخيراً يخلص المؤلف تجاه تلك المتغيرات؛ إلى أن العلوم الاجتماعية العربية، لا يمكن أن تساهم في فهم العالم الجديد، مالم تفهم مجتمعها أولاً، ويكون لها فلسفتها الاجتماعية.