الوصف
ينزعُ إبراهيم عبد الملك في مجموعته الجديدة إلى التأمل، بحدّته ومعناه العميق، وكأنهُ يراجعُ حساباته تجاهَ المفاهيم في موضعٍ، ويُقيمُ محاكماتٍ ليسَ القصاصُ قصدها ولا منتهاها، إنما هو التبصّر.
في قصيدة «غابة» يقولُ عبد الملك:
لأنَّ غفوةَ ابنتي
على «دِلِلّولِ» جدّتها
استحالة
*
لأنني حينَ وفيتُ بوعد العودة لأبي
لم أجد غيرَ اسمِهِ
على شاهدة القبر
يروي إبراهيم عبد الملك في «عن صخرةٍ في ساحلٍ ناءٍ» العزلةَ والوحشة والخيبة والبُعد والجفواتِ المتعاقبة والنهاياتِ التي تبدأ ولا تنتهي، من خلالِ قصائد توزّعت على أنماط شعرية متعددة، محبوكة بحرفية عالية، وبلغةٍ رصينة وحازمة وسطَ الشطط اللغوي والتعبيري الذي يسمُ بعضَ ما ينتُجُ عن الشعر هذه الأيام.
إننا أمامَ مجموعةٍ تُشكّلُ معاني الخيبة والحزن والوحشة والخسران دعائمها، لكنّها تنتصرُ للبشريّ، للإنسانِ حتى في عزّ ضعفهِ وهلاكه حيثُ:
لأنّ أبناء الشوارعِ
التي تئنُّ تحتَ أحذيتِهم المهترئة،
ليسوا صعاليكَ بالفطرة.
«عن صخرةٍ في ساحلٍ ناءٍ» هي المجموعةُ الرابعة لابراهيم عبد الملك، بعد «أطياف من حيّ حزين» و«قليل من الدفء»، و«عابرًا وحده»، تتوزعُ على ستّ وثمانين صفحة من القطع الوسط.