الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
في كتابه الجديد “غيّر جيناتك، غيّر حياتك: تمتع بالصحة المثلى مع علم التخلق الوراثي الجديد” Change Your Genes, Change Your Life: Creating Optimal Health with the New Science of Epigenetics (230 صفحة، منشورات أوريجين)، يدمج كينيث بيليتييه عمرًا من البحوث والخبرات ليستخلص منها العلم الجديد عن كيفية استجابة جيناتنا لكل ما نقوم به… والأهم، كيف يمكننا الآن استخدام هذا العلم لتحقيق الصحة المثلى.
وفي حين ساد افتراض فترة طويلة أنّ الجينات تعبّر عن نفسها بطريقة حتميّة لا يمكن تغييرها، فإننا نعلم الآن أن جيناتنا تستجيب لكيفية تفاعلنا مع العالم. ما نأكله، من نحيط أنفسنا بهم، ما نراه ونتنفسه، وحتى المستحضرات الصيدلانية التي نتناولها، كلها أمور تؤثّر في كيفية عمل الإبيجينوم البشري.
في هذا الإطار، يكتب بيليتييه: “اليوم، نعلم أن حول كل جينة مجموعة معقدة من المفاتيح التي تحدد خاصية الجينة التي سيتمّ أو لا يتم التعبير عنها”.
في الواقع، لا تعمل الجينات بمفردها، وتنشأ معظم الاضطرابات الشائعة بسبب مجموعة معقدة من التفاعلات بين جينات متعددة والبيئة. ومع ذلك، فهذا مصدر أمل أيضًا.
أضاف بيليتييه: “تُظهر مئات الدراسات أن جيناتنا تستجيب للبيئة البيوكيميائية والحيوية التي نخلقها في داخل خلايانا وحولها من خلال خياراتنا اليومية. ونتيجة ذلك، تظهر صورة جديدة مثيرة: وهي اكتشاف أن بيولوجيّتنا قابلة للتعديل”.
تشير الإبيجينوميكس إلى دراسة العلامات الكيميائية التي تظهر فوق الجينات – المشار إليها بالبادئة اليونانية epi التي تعني “فوق” – وتؤثّر في طريقة عمل الجينات.
بحسب بيليتييه: “يبدو الأمر كأنّ الحمض النووي الخاص بنا يتحدّث بلغتين: الأولى هي النص الأصلي لجينومنا، والثانية هي نظام تحكم لغوي ثانوي وأكثر قوة يجلس فوق كل جينة”.
ما نفعله في حياتنا لا يؤثر في كيفية عمل الإبيجينوم لدينا فحسب – بل يؤثر أيضًا في أجيالنا المستقبلية. ووفقًا لبيليتييه، “التعديلات الجينية لا تغير البيويولوجيا الخاصة بك خلال حياتك؛ فبعض هذه التعديلات يمكن أن ينتقل إلى الأجيال القادمة”.
اليوم، صار رسم الخرائط الجينية من الماضي. بدلًا من ذلك، ما تقدمه خرائط “ما فوق الجينات” هو وسيلة لرؤية، على سبيل المثال، أن الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر، في مرحلة ما، خاضوا تغييرات ما فوق جينية مرتبطة بنظام المناعة لديهم.
يقول بيليتييه: “في مراحل مختلفة من حياة الشخص، سنكون قادرين على خلق صورة لحالة الشخص ما فوق الجينية”. أو سيتمكن علماء الأوبئة من إنشاء “خرائط ما فوق جينية” لمجموعات من الأشخاص في منطقة محددة، وذلك للمساعدة في شرح علاقتهم البيولوجية مع بيئتهم المباشرة.
أحد الأمثلة القوية التي يعطيها بيليتييه هو الالتهاب المزمن الذي يسبب عددًا من الأمراض، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة وترقق العظام والسرطان وأمراض التهاب الأمعاء والربو والحساسية. مع ذلك، عندما نُدخل الأطعمة المضادة للالتهابات مثل الشمندر والبروكولي والمكسرات والتوت والثوم في نظامنا الغذائي، تقلّ المخاطر بشكل كبير.
بالمثل، عندما نبدأ في عزل الحساسية الغذائية وإزالة السموم من الجسم، نقوم بإعادة ضبط البيولوجيا الخاصة بنا، وتحسين قدرتنا على اكتشاف المسببات، والحد من الرغبة الشديدة والسلوك الإدماني.
بسبب توارث ما فوق الجينات عبر الأجيال، تؤثر عاداتنا الغذائية في أطفالنا. وفي هذا السياق، يكتب بيليتييه: “أظهرت الدراسات الوبائية وكذلك التجارب على الحيوانات أن النظام الغذائي للأم في أثناء الحمل يمكن أن يؤدّي إلى تغييرات جينية من خلال مثيلة DNA المتغيرة لدى الأم والتي يرثها الأولاد”.
يشير بيليتييه إلى دراسة طويلة الأمد أجريت على حوالى 23000 شخص طُلب منهم القيام بأربعة خيارات سلوكية بسيطة: عدم التدخين؛ ممارسة الرياضة لثلاث ساعات ونصف في الأسبوع؛ تناول حمية غذائية من الفواكه والخضراوات والفول والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور واللحوم الحمراء قليلة الدهون؛ والحفاظ على وزن صحي، محدّد بمؤشر كتلة جسم (BMI) لا يتخطّى الـ 30.
إيلاف
This post is also available in: English (الإنجليزية)