الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
في عام 2016، أكدت إدانة عالم فيزياء في فلوريدا بتهمة التجسس على شركات المنتوجات المعدلة كيميائيًا الأميركية لسرقة أسرارها الصناعية، أن سرقة البذور أصبحت أيضًا، على الأقل لأولئك الذين يؤثرون في السياسات والإجراءات الفدرالية الأميركية، تهديدًا للأمن القومي.
بحسب الاتهامات، تعهد العالم مو هايلونغ (المعروف أيضًا باسم روبرت مو) بمساعدة شركة صينية من خلال نقل أسرار ترتبط بوسائل تطوير البذور وزراعتها وجنيها وتنظيفها وتخزينها.
تستكشف الصحفية والمراسلة العلمية السابقة مارا هفيستندال تاريخ مهنة مو الغريب في كتابها الثالث، “العالم والجاسوس: قصة حقيقية للصين ومكتب التحقيقات الفدرالي والتجسس الصناعي” The Scientist and the Spy: A True Story of China, The FBI, and Industrial Espionage (المكون من 336 صفحة؛ منشورات ريفرهيد؛ 18.39 دولارًا). وعلى الرغم من أن مو يمكن أن يكون إما العالم أو الجاسوس المشار إليه في العنوان، فإنه ليس الموضوع الحقيقي للكتاب؛ حيث تصور هفيستندال مو بشكل مقنع على أنه “بيدق في صراع دولي” بين الصين والولايات المتحدة.
خصص مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي جزءًا ليس بالقليل من النفقات لخلق قضية ضد مو. وخلال عامين، كرّس 73 عميلًا فدراليًا وقتهم لهذا الجهد، وتم اعتراض 17 ألف رسالة بريد إلكتروني، وتسجيل مئات الساعات من التسجيلات الصوتية المسجلة والنسخ، وغيرها من التفاصيل.
كل هذه الإجراءات تمت للدفاع عن حقوق الملكية الفكرية لشركتين زراعيتين رائدتين في العالم وفي الصناعة الأميركية، ضد التوغلات المنظمة العشوائية لمؤسسة علف حيوانية مقرها بكين، والتي لم تكن لديها حتى الخبرة اللازمة والكفاءة لاستغلال البذور المسروقة.
لفهم سبب تخصيص حكومة الولايات المتحدة مبلغًا كبيرًا من أموال دافعي الضرائب للتحقيق والمقاضاة نيابة عن شركة مثل “مونسانتو”، التي خضعت قبل توجيه الاتهامات إلى مو، لتحقيق أجرته وزارة العدل الأميركية بشأن الانتهاك المحتمل لقانون مكافحة الاحتكار، يحتاج المرء حقًا التفكير في ارتباط السياسة العالمية بهذا النوع من القضايا التي يمتزج فيها غالبًا القضائي بالسياسي.
تتناول هفيستندال في كتابها العوامل التي أعادت تشكيل مكتب التحقيقات الفدرالي بعد الحرب الباردة، والتي ساهمت في سرد جديد للتجسس الصناعي بصفتها تهديدًا للأمن القومي، والآثار التي تركها الاستهلاك الكبير للحوم في الصين على طلب الذرة العلفية، وبالتالي البذور. وتشير إلى أن توحيد ميزات الأعمال التجارية والزراعية بشكل عام، هو عامل يفسر ويشرح الدفاع الصارم عن براءات الاختراع على أصناف الذرة وأنواع المحاصيل الأخرى المذكورة أعلاه.
المصدر: إيلاف
This post is also available in: English (الإنجليزية)