الوصف
صدر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب قطر: دراسة في السياسة الخارجية للباحث زهير المخ، يدرس فيه السياسة الخارجية القطرية التي بقست سنوات عدة عصيّة على الفهم في نظر كثيرين، وبقي الغموض يكتنفها، طارحًا تساؤلات عدة: كيف تمكّنت هذه الدولة الصغيرة جغرافيًا من ممارسة سياسة خارجية ناشطة، وفرضت نفسها لاعبًا أساسيًا في فضاء السياسات الإقليمية والدولية؟ كيف تحولت سريعًا من إحدى إمارات الخليج العربي حديثة الاستقلال إلى قوة إقليمية عربية فاعلة؟ كيف أدت دورًا أساسيًا في حل الصراعات، ومارست دور الوساطة في عدد من بؤر النزاع في المنطقة؟ ماذا فعلت لتدفع الباحث إلى الحديث عن سياستها الخارجية؟
هذا الكتاب (295 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) مقسوم في قسمين. يتألف القسم الأول، مكر التاريخ ولعنة الجغرافيا، من أربعة فصول. في الفصل الأول، سلطة آل ثاني، يقول المخ إن زعامة آل ثاني ثمرة سيرورة تاريخية ساهمت في ولادة كيان قطري يتمتع بشخصية سياسية مستقلة. وتدحض هذه السيرورة مقولة إن البريطانيين خلقوا الكيان القطري، فهي تثبت رفض القطريين أيّ هيمنة عليهم، وقدرتهم على محاربة أيّ مشروع يسعى إلى إزالة هويتهم المستقلة. اضطلع البريطانيون بدور مهم في دعم طموحات القطريين، وفي إعطائها المجال المادي والغطاء السياسي، لكن الدور البريطاني بقي ثانويًا مقارنةً بإرادة القطريين الذاتية في بناء هويتهم.
يشدّد المؤلف على ضرورة معرفة الدولة المنتجة للثروة التي تتميز بأرض منخفضة تغطيها الرمال، وترتفع تدريجيًا في اتجاه الشرق في شكل تلال كلسيّة، وإلى الجنوب الشرقي حيث يقع ساحل خور العديد المطلّ على شواطئ الخليج، المحاط بالكثبان الرملية الكثيفة، والتي تتميز بضآلة عدد سكانها الأصليين، وباحتياط كبير من الغاز الطبيعي، وباحتياط أقل من النفط، وبثروة مالية ضخمة؛ فدولة قطر هي اليوم ثالث أكبر مُصدّر للغاز الطبيعي، وأكبر منتج للغاز المسال في العالم، وصارت منذ مطلع الألفية الثالثة إحدى أغنى بقاع المعمورة.
عن المؤلف:
باحث عراقي، يحمل دكتوراه في الاقتصاد الزراعي. عمل باحثًا ومديرًا للدراسات في مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وباحثًا غير متفرغ لشؤون الشرق الأوسط في معهد كرايسكي، وفي المجلس الأوروبي لشؤون اللاجئين. كتب الكثير من المقالات بالعربية والإنكليزية. صدر له عدد من الكتب، منها: تركيا: دراسة في السياسة الخارجية منذ 1945؛ حروب بلا نهاية: التدخل الأميركي في بلدان العالم الثالث. وله بالإنكليزية The Refugee Integration in Austria.