الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
رحلة حزينة من المتعة إلى الواجب، فكلما تحولت هذه الرياضة إلى صناعة، كان يجري استبعاد المجال الذي يتولد من متعة اللعب لمجرد اللعب، وفي نهاية قرننا هذا، تستنكر كرة القدم الاحترافية ما هو غير مفيد، وما هو غير مفيد في عرفها هو كل ما لا يعود بالربح، لقد تحول اللعب إلى استعراض فيه قلة من الأبطال وكثرة في المشاهدين، إنها كرة قدم للنظر، وتحول هذا الاستعراض إلى واحدة من اكثر الأعمال التجارية ربحاً في العالم.
في هذا الكتاب يستعرض المؤلف “ادواردو غاليانو” ذاكرة وواقع كرة القدم من خلال تسلط الضوء على تاريخ هذه الرياضة وأهم العناصر المؤثرة بها التي تدور حولها مثل حارس المرمى اللاعب، المشجع، المتعصب، الهدف، الحكم، المدير الفني، المسرح، وأهم مباريات كأس العالم منذ سنة 1938 وحتى مونديال 1994 محاولاً من خلال سرده التحدث عن أهم الأهداف التي تم تسجيلها من هذه المباريات وعلى أهم اللاعبين الذين برزوا في تلك الحقبة من الزمن ولقبوا بأسياد الكرة أمثال: بيليه، مارادونا، يلاتيني، غوليت، فيلتون، تشارلتون…
عن الكرة ..
( .. للكرة نذالتها ايضاً ، فهي لا تدخل احيانا الى المرمى لانها تبدل رأيها وهي في الجو وتنحرف عن مسارها . ذلك انها ساخره جدا . فهي لا تطيق ان يعاملوها ركلا بالأقدام، ولا ان يضربوها انتقاما.
إن تطالب بأن يداعبوها برقه ان يقبلوها، ان يسمحوا لها بالنوم على الصدور او الأقدام ، وهي متكبره، وربما مغتره بنفسها، ولا تنقصها المبررات لتكون كذلك : فهي تعرف جيداً ان البهجة تملا أرواحاً كثيره حيت ترتفع بطريقه ظريفه، وان أرواحا كثيره تختنق بالضيق عندما تسقط بطريقه سيئه )
عن اللاعب ..
(.. يركض لاهثا على شفير الهاوية . في جانب تنتظره سماوات المجد، وفي الجانب الاخر هوة الدمار).
( الحي الشعبي الذي خرج منه يجسده بأسره: فاللاعب المحترف قد نجا من العمل في المصنع او المكتب، انهم يدفعون له من اجل توفير التسليه، لقد ربح اليانصيب، وبالرغم من انه يتوجب عليه ان ينضح عرقا مثل مرشه، دون ان يكون له الحق في التعب او الخطا، فانه يظهر في الصحف والتلفزيون، النساء يتنهدن من اجله، والأطفال يريدون تقليده، اما هو الذي بدا يلعب من اجل متعة اللعب، في الشوارع الترابيه للأحياء الهامشيه، فقد صار يلعب الان في الاستادات الكبرى من اجل واجب العمل، وهو مجبر على الربح .
رجال الأعمال يشترونه، يبيعونه ، يديرونه، ويسلم هو قياده لهم مقابل الوعد بمزيد من الشهره ومزيد من المال . وكلما نال شهرة اكبر، وكسب اموالا اكثر، يصبح أسير اكثر .
انه يخضع لانضباط عسكري صارم، ويعاني كل يوم عقوبة التدريب القاسية، ويخضع لقصف المسكنات وتسلل الكورتيزون الذي ينسبه الألم ويزيف حقيقة حالته الصحيه وعشية المباراة المهمة يحبسونه في معسكر اعتقال يقوم بأعمال شاقه، ويأكل اطعمه غبيه، ويسكر بالماء وحده، وينام وحيدا .
في المهن الانسانيه الاخرى ياتي الغروب مع الشيخوخي، اما لاعب كرة القدم، فقد يشيخ وهو في الثلاثين من عمره، لان العضلات تتعب بكرا، وعندئذ تسمع من يشير اليه قائلا :
– هذا لا يمكنه ان يسجل هدفا حتى في ملعب يميل نزولا .
– هذا لن يسجل هدفا حتى ولو قيدو له يدي حارس مرمى .
وقد يشيخ لاعب كرة القدم قبل الثلاثين اذا ما افقدته ضربة كرة صوابه، او اذا ما مزق سوء الحظ إحدى عضلاته، او كسرت ركلة إحدى عظامه التي لا سبيل الى إصلاحها، وفي يوم مشؤوم، يكتشف اللاعب انه قد قامر بحياته وان المال قد تبخر وتبختر معه الشهره ايضا، فالشهره سيدة محترمه مراوغه، لم تترك له حتى رسالة عزاء صغيره ..
إن كرة القدم كما يقول غاليانو هي مرآة للعالم، وهي تقدم ألف حكاية وحكاية مهمة فيها المجد والاستقلال والحب والبؤس، يحاول المؤلف سردها في هذه الصفحات.
تمت ترجمة هذا الكتاب بواسطة دار نشر طوي
This post is also available in: English (الإنجليزية)