الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
يطرح فيرنر كينبروك، مؤلف الكتاب، هذا السؤال: هل يمكن للإنسان أن يعيش حياته بدون إيمان؟ مؤكدا أن “الروبوت قد يفعل ذلك، لأنه يعتمد فقط على المعلومات التي تُدخلها إليه، وهو غير قادر على مساءلة عقله المبرمج عن قيم عليا مثل الدين، وبالتالي لا يستطيع أن يؤمن بالله”.
وفي هذا الكتاب يبحث “كينبروك” عما يمكننا أن نذهب إليه نحن البشر، بمساعدة من الخبرة والعلم الحديث، في سعينا الحثيث منذ القدم إلى معرفة الحقائق الميتافيزيقية، متسائلا عن حد “المعرفة الآمنة” الذي يجب أن نتوقف عنده ليبدأ الإيمان؟
يُقرن الإيمان بالأمل والأصالة والصلابة والأمانة قبل أن يستقر في النهاية على شعار العلم والإيمان. يقرن الإيمان بالأمل النفسي دون دلالة معينة أو نظرية مجردة. بل مجرد تحول من الخارج إلى الداخل، ومن المجتمع إلى الفرد.
فالإيمان لا يتناقض مع العمل أو البحث أو العلم. وتقرن بالإيمان الأصالة، فالإيمان هو اليقين الديني، والأصالة اتجاه نحو التراث الحضاري. فأهم صفات الشعب المصري تمسكه بالإيمان واعتزازه بالأصالة والإيمان نقي خالص بريء من التعصب ومتطهر من الشوائب التي علقت بجوهره في عصور الاضمحلال البعيد بما ينسب إليه زوراً من روح التواكل التي لا تعرف المسؤولية والتعلق بالخرافات ونفي دور إرادة الإنسان والمجتمع في أن يواجه أمور حياته المستمرة مستعيناً بما أودعه الله فيه من عقل ميزه به على سائر المخلوقات. ولكن شتان ما بين الكلام المعسول والواقع المر، فقد ازدادت الاضطرابات الطائفية، كما عمت الروح الاتكالية، وسادت الخرافة أكثر فأكثر، وقلت نسبة التفكير العقلاني.
والإيمان هو الأمانة التي يحملها كل الناس نحو الخالق، فقد أوصت كل الأديان بالإيمان، إذ يحتاج الناس في أشد الأوقات إلى شحن نفوسهم بالإيمان، وعندما يرفض الشعب الهزيمة فإنه يعتمد على الإيمان. ونادرا ما يظهر مضمون الإيمان مثل الإيمان بالهدف وبالأرض. وغالباً ما يكون إيماناً دينياً خالصاً، إيماناً بالله وبنصره وقوته وتأييده، الإيمان هو المسؤولية والأمانة التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يحملها للشعب، والتي أشفقت منها السماوات والأرض والجبال وحملها الإنسان. لقد جاء الإسلام بالإيمان، ليجعل من الأمة أمة الإيمان. والإيمان يعطي القوة.
This post is also available in:
English (الإنجليزية)