الوصف
صدر مؤخرًا عن “الدار العربية للعلوم – ناشرون” ببيروت كتاب “لصوص النار.. قصة العبقرية” للكاتب السعودية عبد الرحمن أسامة سفر، هذا الكتاب مبني على فرضية مفادها: بدون الفضول، لا توجد عبقرية. بدون الفضول، تلك النار المقدسة التي تضيء ممرات وأقبية المعرفة، سيظل المرء يتخبط في بحر من الظلمات، ولا يهم حينها ذكاء المرء أو نبوغه، أما الإبداع أو الجهد فيصيران لوناً من ألوان العبودية، يوظفها المرء لينير درب غيره، ولن يعرف المرء اهتماماً أو شغفاً أصيلاً.
مهمة جزء كبير من الكتاب هي إظهار الترابط الوثيق بين الفضول والعبقرية. بل إنهما يتشاركان تاريخاً؛ فمنذ أيام الفيلسوف اليوناني الأهم سقراط حتى أواخر عصر النهضة، نجد أن العبقرية حيثما وجدت كانت إلهاماً. ونجد أن الفضول كان فعلاً بغيضاً مكروهاً؛ فسقراط، مثل السواد الأعظم آنذاك، آمن بالميتافيزيقيات، بل إن له كذلك قريناً يلهمه أمور الحكمة والمعرفة. وكأن السابقين حاولوا تحذيرنا: فضولك يقودك إلى حتفك، فها هي أجنحة إيكاروس تذوب ويسقط حين أراد أن يعانق السماء ويعرف الشمس واقترب منها رغم صرخات أبيه ولوعته.
إن رسالة السابقين واضحة: العلوم والمعرفة والإلهام تُمنح للبشر ولا تُكتسب.
يناقش الكتاب قواعد صيرورة العباقرة التي تعتمد على يانصيب الحياة، وهي عوامل مثل الجينات المتفوقة والبيئة المتميزة والفرص النادرة، ويرصد سلوك العباقرة ويصنفهم: العبقري العفوي والعبقري الحساس، ويدرس الفروق والاختلافات بين عباقرة الشرق والغرب، بين العباقرة القدماء والمعاصرين، وبين العباقرة في حقول الفن، وحقول العلم، من دون أن يغفل أوجه التشابه بينهم. وبمعنى آخر الكتاب هو “محاولة لإزالة الغشاء المحيّر والذي جعلنا نتيه لفترة طويلة”.
حول المؤلف:
حصل عبد الرحمن سفر على درجة البكالوريوس في الإدارة المالية والاقتصاد من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، حاصل (2012). قادته شخصيته الشغوفة للعمل في العديد من المجالات لسنوات عديدة.
في عام 2008، اكتشف عبدالرحمن سفر اهتمامه للكتابة وكل ما يتعلق بالكلمة المكتوبة، سواء كان ذلك عن طريق إنشاء المحتوى، الترجمة في مختلف مساراتها، تعديل النصوص وتحريرها.
أما من ناحية الكتب، فإن كتاب “لصوص النار: قصة العبقرية” هو تجربته الأولى في عالم النشر. فقد اهتم عبدالرحمن بالخوض في المواضيع التي تبدو عائمة غامضة أو بأجوبة آمن العامة أنها أصبحت مسلمات (مثل العبقرية والكاريزما وأحداث الحادي عشر من سبتمبر)، وذلك عن طريق دراسة التاريخ السياسي واستخدام أدوات الفلسفة القديمة والحديثة وتطويع العلوم السلوكية (مثل علم الاقتصاد السلوكي وعلم النفس وعلم الاجتماع) للإجابة على تلك الأسئلة المبهمة ووضع ذلك المحتوى في إطار علمي منظم انسيابي يتحدى المسلمات الشائعة ويحاول البحث عن الحقيقة التي يأمل أن تضيء درب غيره كما أضاءت دربه.
لهذا قرر عبدالرحمن سفر بأن يخطو خطوة في مجال الكتابة ويسعى إلى نشر علمه وإبداعات كتاباته.