الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
مستلهما إحدى أشهر القصائد الفرنسية التي تغنّت بالحريّة، قصيدة الشاعر بول إيلوار 1895-1952 الذي لم يترك مكانا إلاّ وكتب عليه اسمها بدءًا بدفاتره المدرسية وصولا إلى الأماني التي لا ذكرى لها، أصدر الكاتب والصحافي الفرنسي فرونسوا دو كلوسي “لقد كتبوا اسمك، أيّتها الحرية” والذي أعاد فيه رسم الحريّة لا باعتبارها مفهوما مجرّدا أو مقولة نظرية، بل بما هي تجربة حياة وموقف من السائد وقطيعة مع المألوف استنادا إلى سير مجموعة من الأعلام الذين تركوا بصماتهم واضحة في التاريخ. وقد انتقى فرونسوا دو كلوسي مادّته بعناية فائقة ورتّبها على نحو لا تخفى دلالاته فاستهلّها بسيرة الفيلسوف اليوناني سقراط 469 ق.م – 399 ق.م الذي اختار تجرّع السمّ انتصارا للمبادئ التي يؤمن بها.
ثمّ اختتمها بسيرة الفيلسوف الإيطالي جوردانو برونو 1548-1600 الذي رضي أن يعدم حرقا من دون أن يتخلّى عن قوله بكرويّة الأرض ودورانها حول الشمس، وهو قول كان يُعدُّ في عصره من صميم الهرطقة.
وبين سيرة سقراط وسيرة جوردانو برونو اللذين مثّلا في نظر الكاتب فرونسوا دو كلوسي “أعظم شهيدَيْن من شهداء الحريّة”، تتتالى التجارب على امتداد ألفين وخمسمائة سنة؛ تجارب فيها من الأعلام من احتفظت بهم ذاكرة الحريّة مثل فرنسيس الأسيزي 1181-1226 الذي يعتبر من أوائل دُعاة الحوار الديني، وغيرهم ممّن تدين لهم الحريّة باسمها؛ فلولاهم لما صارت هواء يتنفسه الجميع، في الغرب، طبعا.
This post is also available in: English (الإنجليزية)