الوصف
يُقال إن السياسة هي فن الممكن، ولكن يمكن أن نقول أيضاً ان السياسة هي فن الكذب، فالصورة الذهنية للسياسي أو القائد ليست نزيهة وبريئة معتمدة على صدقه، لذلك فإن كتابا مثل “لماذا يكذب القادة؟.. حقيقة الكذب في السياسة الدولية” لـ “جون ميرشايمر” عنوان جذاب للقارئ المتفق مع المؤلف مبدئيا على أن قادة العالم يكذبون.
هذا الكتاب الذي ترجمه د. غانم النجار ضمن سلسلة عالم المعرفة، يصفه في مقدمته بأنه «رحلة في ما هو مسكوت عنه في العلاقات الدولية، وهي رحلة كاشفة لكثير من الأدوات التي أسهمت في تحريك حوادث تاريخية»، وقال إن الكتاب الذي ركز على الولايات المتحدة وبعض التجارب الأخرى في الدول الغربية، قد يشجع باحثين عربا على توسيع دائرة التحليل لتشمل دولا عربية وشرق أوسطية وإجراء مقارنة للكذب في السياسة الإقليمية، ضمن دراسة منهجية لو تمت، كما قال الكاتب، فنحن موعودون بمفاجآت، رغم أن هذه الدراسة قد تعترضها عقبة مهمة هي عدم وجود مصادر موثقة ومعتمدة.
فن الكلام
يصحح المؤلف فى الكتاب مفهوم صدق السياسي وكذبه فما يراه العوام في بعض الأحيان هوه كذبهم لكنه يري ان ما يفعلوه مجرد اقتصاد واختصار للكلام او ما نميزه بـ “فن الكلام” فإنها أكثر عرضة للكذب كسلوك إنساني موجود فى الممارسة السياسية العادية، وفي حين أن الكذب يصبح جزءًا من أدوات الفعل السياسي علي المستوي الداخلي، وربما يكشف ويكتشف في سياق الأحداث الجارية، وما ينتج عن ذلك من تسجيل نقاط علي الكاذبين باعتبارهم قد جاءوا بأفعال منافية للقيم العامة والأخرق.
الكذب فى العلاقات الدولية
كما يحاول الكتاب توضيح حقيقة الكذب فى العلاقات الدولية والإجابة عن جملة تساؤلات تتعلق بدور وفاعلية الكذب، مع التركيز علي الولايات المتحدة الأمريكية وما قام به عدد من رؤسائها حيال الأزمات التي واجهتهم في الإطار الدولي.
يسعي جون ميرشيمر إلي الإجابة عن أسئلة تتعلق بأنماط الكذب فى السياسة الدولية، وأسبابه ومبرراته لدى القائد الكاذب، ووظيفة الكذب فى تعزيز وتقوية المعيار التفاوضي فى السياق الدولي، وهل الكذب مقبول ومبرر كفعل، أم أنه مرفوض ومستنكر؟. وهل يكذب القائد على شعبه أم على الدول الأخرى؟ وهل ينجح الكذب فى تحقيق أهدافه؟ وماذا يحدث عادة حين تُكتشف الكذبة؟ وهل يدفع من صاغ الكذبة ثمن ذلك الفعل؟ وما طريقة تحمل المسؤولية ومدى فداحتها؟ وهل يظهر الكذب أكثر فى الدول الديموقراطية أو فى الدول ذات الحكم المركزى؟.
ويأتي الكتاب فى ثمانية فصول، بدأت بتعرف الكذب ومجموعة من الأمثلة للكذب علي المستوي الدولي، وتتعاقب الفصول لتوضح مواطن الكذب بين الدول وبعضها، وترويج الخوف وتوضيح لإستراتيجية التكتم وناقش الفصل الأخير من الكتاب الجانب السلبي للإخبار بالأكاذيب الدولية.
للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية