لهفة وشجن

عنوان الكتاب لهفة وشجن
المؤلف لهفة وشجن
الناشر Frankfurter Verlagsanstalt
البلد ألمانيا
تاريخ النشر 2014
عدد الصفحات 448 

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

مبدع في كبت المشاعر ورحلته للبحث عن الحقيقة، رواية بودو كيرشهوف المركبة لهفة وشجن

الكاتب الألماني بودوكيرشهوف الذي ينتمي لجيل ولد ما بعد الحرب الألمانية الثانية، يعد أكثرهم انتاجًا وتنوعًا، إذ صدر له منذ عام 1979 وعلى نحو منتظم قصص وروايات ومسرحيات وسيناريوهات ومقالات وتقارير، تناول من خلال أعماله النثرية خبراته الحياتية وخيالاته الدفينة وتأملاته السياسية، كما قام أيضًا بتجارب من خلال تجاوز لسياق الأدب الترفيهي ومعالجات تهكمية لأنواع أدبية مبتذلة، يشهد له النقاد في الأعوام الأخيرة بنضج فني متميز.

يتجلى ذلك بشكل واضح في ملحمته الأخيرة “لهفة وشجن”والتي تدور حول موضوعاته  المعتادة منذ البدايات – الشهوة والموت، الشغف والفقدان، الخداع والحقيقة – ووجدت لنفسها أسلوب قص جديد ومركب وحيوي لا يشوبه أي اصطناع لغوي. كان الكاتب قد ودع في الثمانينات المواقع والموضوعات الألمانية وظل يبحث عن مادة لأعماله في رحلات حول العالم وفترات إقامة خارج بلاده، أما الآن فيرسم من خلال قصة حب وقصة تتكشف على مراحل صورة  دقيقة للحاضر الألماني ومنعكسة في قصص موجزة عن أحوال من موطن كيرشهوف، مدينة فرنكفورت، حيث يُتَرجَم اغلاق فرع لمحلات (وولورث) على أنه جزء من فقدان للوطن. يقوم الكاتب بتصميم صورة دقيقة لجيل مثقفي المانيا الغربية الذي ينتمي إليه هونفسه، جيل بغروره ومشاكل علاقاته وحنينه المَرَضِي إلى إيطاليا.   

فقد هينريش الذي كان يعمل كمحرر للثقافة المحلية زوجته إيرينا منذ ما يقرب من عشر سنوات: كانت قد انتحرت بإلقاء نفسها من برج جوته الذي يبلغ طوله ثلاث وأربعين مترًا ومُصَمَم من الخشب ويقف داخل غابة في مدينة فرنكفورت. يبقى الأرمل مقيمًا في برج سكني يعد رمزًا في مجال التخطيط لحداثة ما بعد الحرب المكروهة  ويمثل بالنسبة له “سفينة للحزن”. يتجاوز أحزانه بمشاهدة أفلام الحيوانات ومعاونة حفيده في المذاكرة لامتحان الأبيتور والعمل كحارس في معرض للمدينة الأثرية بومبي قامت إبنته بتنظيمه.  يبتلى في هذه الأثناء وعلى نحو مستمر بذكريات ويلح عليه سؤال دون جواب حول أسباب انتحار إيرينا. يصاحب استرجاع الذكريات المشتركة  ثراء لغوي وتغمره تجارب سفر سعيدة خاصة في إيطاليا ولحظات شغف شديد، تبدو حرفية  كيرشهوف الفنية في تعريف القارئ دون القاص الذاتي بقلة معرفة الزوجين ببعضهما.

يحتاج وضع مبدع كبت المشاعر هينريش على بداية طريق البحث عن الحقيقة لبعض التفاصيل: لأنه يريد إهداء حبيبته السابقة البولندية أموالًا غير شرعية قام بتهريبها عبر الحدود السويسرية مع حفيده في مغامرة، يقوم برحلة إلى وارسو ليلتقي هناك بصديق وزميل قديم يكشف له الحياة المزدوجة لإيرينا وأسباب يأسها، يمنح كون هذا الشخص، جرسي تاننباوم وهو سليل يهود تم إبعادهم، للقصة بُعدًا إضافيًا يقوم كيرشهوف بدمجه بمصداقية في الأحداث، تمامًا مثل الخطاب الغامض بشريط الحداد الذي يحمله هيريش لفترات طويلة معه مغلقًا ومحتويًا على خبر وفاة إبنه الذي لم يكن يعرف عنه شيئًا حتى ذلك الحين.

مازال الكاتب يفضل اللعب بعناصر سرد لما تتناوله الألسن ولكنه ينسجها ببساطة وتناغم بالسراب وأوهام الذات لبطل الرواية. نتعاطف مع هينريش مع نهاية الرواية حينما يصادق أثناء رحلة الذكريات إلى بومبي كلبًا ضالًا: يكتسب مصطلح “الحب” في هذه اللحظة معنى جديد تصير معه مشاهد الشغف في فلل بومبي بلا معنى – إنها بلا شك أجمل نهاية روائية للأدب الألماني المعاصر.

المؤلف:
بودو كيرشهوف – ولد عام ۱۹٤۸ ويقيم بين فرانكفورت وإيطاليا، على بحيرة جاردا.   تتنوع أعماله ما بين الروايات والقصص والسيناريوهات.

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP