مبادرة الحزام والطريق الصينية : مشروع القرن الاقتصادي في العالم

عنوان الكتاب مبادرة الحزام والطريق الصينية : مشروع القرن الاقتصادي في العالم
المؤلف مجموعة مؤلفين
الناشر  المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية
البلد ألمانيا
تاريخ النشر 2019

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

مقدمة الكتاب:

طرح الرئيس الصيني “شي جين بينغ” مبادرة الحزام والطريق في العام 2013، التي تمد النفوذ الصيني إلى مناطق واسعة من العالم في أوروبا وإفريقيا وآسيا من خلال شبكة من الطرق والموانئ والمطارات ومشاريع البنية التحتية، ويبدو أن هذه المبادرة سوف تحدد ملامح جديدة لتوازنات القوى في النظام الدولي، وهي مبادرة يمكن اعتبارها كمشروع القرن الاقتصادي في العالم.

لذلك، نجد الرئيس الصيني “بينغ” قد أحكم سيطرته على الشؤون الداخلية للصين، وأصبحت تسير بخطوات واثقة لدعم تواجدها على الساحة الدولية. فيرى الرئيس الصيني أنه إذا كان التاريخ يذكر الرئيس السابق “ماو تسي تونغ” باعتباره مؤسس الدولة، والرئيس “دينغ شياو بينغ” باعتباره باعث نهضتها الاقتصادية بعد التحول لاقتصاديات السوق، فإنه يريد أن يذكره التاريخ بأنه أعاد الصين لمجدها الدولي، ومكانتها التي تستحقها في العالم.

وبناء على ذلك، فقد وصفت جريدة “وول ستريت جورنال” الرئيس الصيني الحالي بأنه الرئيس الأقوى في تاريخ الصين الحديث منذ “ماو تسي تونغ” وبأنه الامبراطور الجديد للصين، وأنه أكثر رؤساء الصين طموحاً وتأثيراً على الساحة الدولية ليس فقط لأنه يحكم دولة يبلغ عدد سكانها 1.4 بليون نسمة، واقتصاد تفوق على الاقتصاد الأمريكي منذ عام 2014 كأكبر اقتصاد في العالم (استناداً لمؤشر القوة الشرائية)، بل أيضاً لأنه بنهاية الفترة الثانية للرئيس بينغ من المتوقع أن يكون الاقتصاد الصيني أكبر بنسبة 40% من الاقتصاد الأمريكي.

وأضف إلى ذلك، أن الرئيس الصيني قد تخلى عن مبدأ أسلافه بإخفاء القدرات الصينية حتى تحين اللحظة المناسبة، بل يسعى إلى إبراز هذه القوة على مستوى العالم. ومنها إنشاء بنك الاستثمار في البنية التحتية التي يقوم بنفس الأدوار التي يقوم بها البنك الدولي. وفي إطار مبادرة الطريق والحزام التي طرحها الرئيس الصيني الحالي تمويل أكثر من 900 مشروع اقتصادي وبنية تحتية في العديد من دول العالم، وبتكاليف تبلغ 1.4 تريليون دولار وهو ما يوازي 12  ضعف خطة مارشال التي تبنتها الولايات المتحدة لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. إضافة للقوة العسكرية المتزايدة للصين، حيث تعهد الرئيس “بينغ” بتحديث الجيش كي يصبح قادراً على القتال والانتصار على خصم متقدم.

ومن هنا نرى بأن “بينغ” لا يترك فرصة للتأكيد على تمسك الصين واستعدادها لقيادة العالم في القضايا التي تخلت عنها إدارة “ترامب” مثل العولمة، وحرية التجارة، وحماية البئية. وبدأ الاقتصاد الصيني حالياً مرحلة انتقالية من نمو يعتمد على التصدير والتصنيع إلى نمط اقتصادي يركز على تعزيز التنمية المستدامة والطاقة الخضراء ونمو طبقة المستهلكين والحضرنة.

وباختصار هذا الرئيس الصيني يملأ بهدوء ثابت الفراغ الناتج عن انسحاب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” من العالم، ويضع أسساً لنظام دولي جديد بدأت ملامحه في القارة الآسيوية وسيمتد تدريجياً لباقي العالم. وعليه سوف يتطلع العالم للقيادة الصينية من أجل تحقيق النمو  والاستقرار.

TOP