الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
زخر رفوف المكتبات بكتب التاريخ، لكن الكاتب البريطاني سايمون سيباغ مونتيفيور يتناول التاريخ من زاوية مختلفة في عمله الجديد، الذي يضم بين دفتيه رسائل مهمة تاريخيًا على امتداد عصور وحقب متباينة، تحت عنوان “مثبت تاريخيًا: رسائل غيَّرت العالم” Written in History: Letters that Changed the World (المكون من 240 صفحة، منشورات ويدنفلد أند نيكولسون).
يتيح هذا الكتاب قراءة التاريخ في ضوء رسائل أصحابها معروفون، باستثناء الرسالة مجهولة الهوية التي أحبطت مؤامرة تفجير البرلمان الإنكليزي في 5 نوفمبر 1605، وما زالت بريطانيا تحيي ذكراها في مثل هذا اليوم من كل عام.
هناك رسائل كُتبت في فصول من التاريخ يعتبر قارئ الكتاب نفسه محظوظًا لأنه لم يعاصرها. فاختيارات المؤلف لا تميل إلى الرسائل الطريفة، لكن حسه في الإنتقاء قاده إلى المثير والمرعب والمتأجج والصادم من الرسائل.
هناك صورة واحدة في الكتاب لتخطيط مخيف على هامش رسالة من ستالين كتبها في عام 1930، يقترح فيها عقابًا ملائمًا لرفيق متسيب لا يمكن الاعتماد عليه، هو “تعليقه من خصيتيه”.
يضم “رسائل غيَّرت العالم” رسائل غيَّرته نحو الأسوأ، بعضها جمل قصيرة كُتبت على قصاصة ورق، لكنها تسبب في معاناة وموت ملايين البشر، مثل العبارات التي كتبها هتلر إلى موسوليني مبررًا غزوه الوشيك لروسيا: “دعني أقول شيئًا واحدًا، أيها الدوتشي. بما إني توصلت إلى هذا القرار بعد صراع، فأنا مرة أخرى أشعر بأني متحرر روحيًا”.
ماو تسي تونغ يجيز للحرس الأحمر ملاحقة من انحرفوا عن الطريق القويم بنظره في رسالة يقول فيها: “بعد أأن تبيِّنوا لهم أخطاءهم، يجب أن تعرضوا عليهم مخرجًا من مصاعبهم، بإعطائهم عملًا يؤدونه وتمكينهم من أن يصححوا خطأهم ويصبحوا رجالًا جددًا”.
تكاد تكون أشد إيلامًا رسائل بشر اعتياديين أُجبروا على العيش في العالم الذي غيَّره أمثال هتلر وموسوليني، ومنها رسالة سجينة إلى زوجها وابنها في 11 يوليو 1944 قبل أن تُعدَم مع ابنها الآخر في معسكر الاعتقال النازي في آوشفيتز تطلب منه أن يهتم بابنهما وألا يُفسده بالدلال، وأن يحافظا على صحتهما. تختتم الرسالة بالقول “يجب أن نركب الشاحنات، إلى الأبدية”.
تعقب هذه الرسالة مباشرة رسالة كتبها الملك البابلي كادشمان إنليل إلى الفرعون أمنحتب الثالث في عام 1370 قبل الميلاد، عارضًا عليه إحدى بناته للزواج بثمن يدفعه الفرعون ذهبًا. تلاحظ صحيفة تايمز في مراجعتها الكتاب أن المؤلف بأنطولوجيته هذه يرمي القارئ في أعماق أحد الفصول المرعبة من التاريخ، ثم ينتشله ويرميه في أعماق حقبة أخرى تمامًا.
إيلاف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)