الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
يرى د. “روبرت سبرينج بورج”، الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون السياسية والعسكرية في مصر والشرق الأوسط أن مصر كانت مؤهلة لنهضة كبيرة لكنها تتعرض للانهيار بسبب النظام العسكري الذي يحكمها منذ يوليو 1952، ومن أوائل من تحدثوا عن تلاعب المجلس العسكري بثورة يناير واستغلالها لتوطيد الحكم العسكري، وكان أول من كشف سعي السيسي لإعادة هيكلة الجيش وتغيير عقيدته القتالية. أصدر مؤخرًا أحدث كتبه عن مصر بعنوان “مصر” يشرح فيه طبيعة الدولة المصرية وهيمنة القيادات لاعسكرية على مقدرات السياسة والاقتصاد، وتوقع عدة سيناريوهات لمستقبل مصر، محذرًا بوضوح من تعرض مصر للانهيار والتفكك بسبب النظام القائم.
وجاء كتابه مصر في مقدمة، و6 فصول، على النحو التالي:
الفصل الأول: تآكل الإرث التاريخي:
أسباب الانتفاضة، لماذا لم تكن الانتفاضة متوقعة، لماذا فشلت الانتفاضة، عواقب الانقلاب، إضعاف مؤسسات الدولة، المجتمع السياسي المتضرر
الفصل الثاني: رؤساء الدولة العميقة:
العسكر، والوزارة، والمخابرات: أمر دخول محدود، المستبد وليس قوة البنية التحتية: دولة عنيفة ولكن هشة، الوقوع في الفخ الاقتصادي-الاجتماع، القوائم الثلاثة للدولة العميقة، الجيش، أجهزة الاستخبارات، الرئاسة
الفصل الثالث: تحت مظلة – القضاة والقضاة والبرلمانيين:
السلطة التنفيذية، الاختراق من قبل الدولة العميقة، تم تقسيمها ثم تم حكمها، فرط المركزية، الفرع القضائي، الاستقلالية الاسمية وسياسة ونظرية الجزرة والعصا، ومعزولة مؤسسيا مع الولايات القضائية المقيدة، البرلمان، الانتقاء لا الانتخاب، المختبئ وراء المقاعد: التبعية للدولة العميقة، معزول وغير محصن: البرلمان الكسيح
الفصل الرابع: المجتمع السياسي والمدني – غرفة صغيرة للتنفس:
الديانة، المسيحيين، المسلمين والإسلام الرسمي، المسلمين والمنظمات الإسلامية، الجهاديين، الردع العشوائي وليس الانتقائي، طليعة الرتب: الشباب والعمل المنظم.
الفصل الخامس: حصد ما تم زرعه:
البحث عن نموذج للتنمية، السعي للتأجير بدلا من التنمية، الموارد البشرية معرضة للخطر، الانحلال المادي والبيئي، سياسة خارجية بلا هدف.
الفصل السادس: الطريق الوعر قادم:
مقدمة الكتاب:
مصر، الصين، وإيران هي الإمبراطوريات الثلاث الكبرى من العصور القديمة التي توجد اليوم كدول قومية، ولها السيادة التي تمتد على الكثير من نفس الأراضي التي كانت تحكمها تلك الإمبراطوريات القديمة. هذه المتانة الرائعة تشهد على الطبيعة الخاصة إن لم تكن فريدة من نوعها لكل من الحكام والمحكومين في هذه البلدان. وقد تمكن هؤلاء الحكام من تأكيد سلطتهم والمطالبة بالولاءات من محكوميهم لآلاف السنين، في حين أن المحكومين لديهم ما يكفي من القواسم المشتركة ليظلوا متحدين كمجتمعات سياسية طوال هذه الفترة.
ومصر جديرة بالملاحظة بوجه خاص في هذا الصدد، بما تعكسه من قوة توحيد فريدة من نوعها لنهر النيل. وقد مكنت سهولة الاتصال النسبي والنقل، بالإضافة إلى الأراضي الصالحة للزراعة الخصبة بشكل ملحوظ، الحكومات المتعاقبة من تنظيم السكان ومراقبتهم واستخراج الموارد اللازمة للحفاظ على وجود حكومة مركزية. فوائد أخرى للدولة وشعوبها مستمدة من موقع مصر الاستراتيجي عند تقاطع القارتين والبوابة إلى الثلث. منذ العصر الروماني التجارة بين آسيا وأوروبا مرت عبر مصر. وكانت أهم تركات المصريين الذين كانوا يحكمون كشعب موحد على مدى آلاف السنين هي الشعور بالهوية الوطنية المشتركة جنبا إلى جنب مع الولاء للمجتمع السياسي والمؤسسات التي تحكمه.
وبالنظر إلى هذا السجل الاستثنائي المتمثل في القدرة على التحمل والوحدة على الصعيد الوطني، يبدو من المتعذر التكهن بأن الدولة المعاصرة في مصر معرضة لخطر الانقسام. ومع ذلك، فإن الضغوط التي تتعرض لها مصر حاليا والتي تتزايد وتتفاقم، قد أثرت بالفعل على العلاقات التي تجمع المجتمع السياسي معا، مما يزيد من صعوبة مهمة حكم هذا المجتمع أكثر من أي وقت مضى. كما أن المصريين ينقسمون بشكل مطرد أكثر تبعا للطبقة والدين والمنطقة والعرق والجنس، وأيضا تبعا لوجهات النظر المتناقضة لكيفية، ومن الذي، ولأي أسباب، يجب أن يحكموا، لذلك فإن حكامهم يصبحون أكثر خوفا و قمعية وغير ممثلين لشعبهم من أي وقت مضى.إن مصر، المحاصرة في دوامة هبوطية حيث أصبحت الإدارة السيئة هي السبب والنتيجة لتصاعد الضغوط السياسية والاقتصادية والبيئية والإقليمية وغيرها، تواجه مستقبلا غير مؤكد بحيث يمكن أن تصبح مثل البلدان المجاورة التي أساسا انهارت تحت أحمال مماثلة، حيث كانت هذه الدول أضعف من أن تتحملها.
ومصر، وباختصار، ليست مجرد نقطة ساخنة مؤقتة، فهي مثال على اتجاه أوسع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لانهيار الأنظمة السياسية والاقتصادية والموارد البيئية وأيضا انهيار المجتمعات التي على أساسها بنيت هذه الأنظمة. وما من تغييرات سياسية صغيرة، مثل استبدال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من قبل جنرال آخر، أو حتى من قبل مدني طالما أنه لا يزال خاضعا لهياكل السلطة القائمة، سوف يوقف هذا الانحدار نحو النهاية. لذا فإن مصر تجسد مشكلة أوسع، وبهذا المعنى، فهي نقطة ساخنة، ولكن ليس من شأنها أن تبرد في أي وقت قريب.
وسيسعى هذا الكتاب إلى شرح كيف أن بلد مع هذا التاريخ الطويل والمثير للإعجاب – من الانتقال بنجاح من الإمبراطورية إلى دولة حديثة تتمتع بالسيطرة في منطقتها وتصبح رائدة في العالم الثالث- كيف وصل هذا البلد إلى هذه الحالة المزرية. إن هيكل الحجة والكتاب هو أن المتغير الرئيسي الذي يفسر ما حدث هو الطريقة التي تم بها اكتساب وممارسة سلطة الدولة، في حين أن المتغيرات التابعة هي مقاييس أداء البلد، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية أو ديموغرافية أو بنية تحتية ودورها في المنطقة والعالم. ومع تراجع الاقتصاد والمجتمع وتدھور البيئة والبنية التحتية، وتسارع النمو السكاني، أصبح دور مصر في المنطقة والعالم أکثر ھامشیة، وأصبحت مھمة الحکم أکثر تحدیا. ويشير انخفاض الأداء أيضا إلى أن البلد لا يواجه أزمة سياسية مؤقتة فحسب، بل أزمة وجودية تتفاقم أكثر فأكثر من جراء قوى العولمة الاقتصادية و وهي قوي تفتقر مصر الاستعداد الكافي للتكيف معها.
وبالتالي فإن مصر محاصرة في حلقة مفرغة. إن حكومتها غير الخاضعة للمساءلة، والغير ممثلة للشعب، والاستبدادية، تقوض الأسس الهيكلية والموارد التي يمكن علي أساسها بناء حكومة أكثر مساءلة وتمثيلا وقدرة. فهذه الحكومة ضرورية إذا ما واجهت مصر المد المتصاعد للتهديدات المحلية، واستفادت من الفرص التي توفرها قوى العولمة الاقتصادية، بدلا من أن تكون محظورة. إن مواجهة هذا التدهور الهابط هو تحد أصعب من أي وقت مضى، ليس فقط بسبب استمرار تآكل الأسس الهيكلية والموارد التي تقوم عليها الحكومة، ولكن لأن بدائل الوضع السياسي الراهن تصبح أقل باطراد وأقل جاذبية وأقل احتمالا أن تكون لها الكفاءة و الدعم لعكس دوامة الهبوط. وهكذا يبدو أن “النقطة الساخنة” المصرية أصبحت أكثر سخونة على نحو مطرد، مع آثار مشؤومة على شعوبها وجيرانها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا وما وراءها.
ويمكن اعتبار فصول الكتاب على أنها تشكل أربع خطوات:
الخطوة الأولي، والتي تتألف من الفصل الأول، ستوفر تقريرا تاريخيا عن صعود وتراجع قدرات الدولة والأمة، مما يهيئ الطريق للتحقيق في أسباب وعواقب هذا التراجع.
عن المؤلف:
د. روبرت سبرينج بورج، كاتب وباحث متخصص في الشؤون السياسية والعسكرية في مصر والشرق الأوسط، يعمل حاليًا زميل في المعهد الإيطالي للشؤون الدولية، عمل سابقًا استاذ شؤون الأمن القومي في كلية الدراسات العليا البحرية في أمريكا، وعمل مدير برنامج الشرق الأوسط لمركز العلاقات المدنية العسكرية، ومسؤول كرسي الجابر لدراسات الشرق الأوسط في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، ومديراً لمعهد لندن للشرق الأوسط، ومديراً لمركز البحوث الأمريكي في مصر.
كما عمل أستاذاً لسياسة الشرق الأوسط في جامعة ماكواري في أستراليا، وأستاذاً مساعد في العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا، كما عمل في جامعة كاليفورنيا وكلية باريس للشؤون الدولية للعلوم، وفي عام 2016، كان باحثا زائرا من مؤسسة الكويت، مبادرة الشرق الأوسط في جامعة هارفارد الأمريكية، ومستشار لشؤون الحكم والسياسة في الشرق الأوسط لصالح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ووزارة الخارجية الأمريكية، وزارتي الخارجية والدفاع البريطانية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ورئيساً وعضواً في العديد من الدوريات والمجلات البحثية العالمية المتخصصة في دراسات الشرق الأوسط.
قضى أكثر من 50 عامًا في دراسة مصر سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وأصدر 3 كتب عن مصر تتناول طبيعة النظام السياسي وخصائص الدولة العميقة والجيش والأجهزة الأمنية، وله عشرات الدراسات والبحوث والمقالات حول التطورات السياسية والعسكرية والاقتصادية في مصر، وحول السياسة والحكم في الشرق الأوسط.
https://old.booksplatform.net/ar/product/%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A/
This post is also available in: English (الإنجليزية)