الوصف
أصدرت الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، كتابا جديدا للكاتب الصحفي ياسر أيوب، نائب رئيس تحرير مجلة الأهرام الرياضي، تحت عنوان “مصر وكرة القدم.. التاريخ الحقيقي.. وأين وكيف بدأت الحكاية؟”، وبالتزامن مع كأس العالم لكرة القدم “روسيا 2018”.
الكرة فى مصر
ويحاول الدكتور ياسر أيوب، في هذا الكتاب، الإجابة على كثير من الأسئلة مثل: “كيف وأين ومتى ولماذا لعب المصريون كرة القدم ووقعوا في غرامها؟.. من هم المصريون الذين كانوا أول من لعب الكرة؟.. وأين أقيمت أول مباراة رسمية في مصر؟.. ومتى تشكل أول منتخب رسمي لمصر؟. وكيف تأسست الأندية المصرية ثم الاتحاد المصري لكرة القدم؟.. وماذا كانت البطولة الكروية الأولى في مصر؟”.
ويقول الكاتب ياسر أيوب، احتاجت كرة القدم فى مصر ثمانى سنوات كاملة، حتى يكتمل خروجها من معسكرات الجيش الإنجليزى إلى الحارات والشوارع والبيوت، ثمانى سنوات منذ بداية الاحتلال الإنجليزى لمصر عام 1890م، لتبدا صحافة مصر وقتها فى الانتباه إلى هذه اللعبة الجديدة.
الوقت الضائع
ويشير المؤلف، إلى أن الصحافة وقتها كانت تحذر الناس من شغف الأطفال بلعبة الإنجليز، ولكن لم ينجح التحذير المصرى، والذى بلغة كرة القدم تحذيرًا جاء فى الوقت الضائع، فمارد الكرة المصرية خرج أخيرًا إلى الشوارع والحوارى، ولم يعد هناك ما يمكنه إعادته إلى قمقمة مرة أخرى.
كما أشار كتاب “مصر وكرة القدم” إلى المصطلحات الجديدة التى أطلقها المصريون على لعبة كرة القدم، وهو ما لفت انتباه الدكتور إيفا لافريش، أستاذة الجامعة، والتى ولدت فى النمسا وواصلت دراستها، حتى باتت متخصصة فى علم اللغويات واللهجات المختلفة، وكان مشروعها الكبر والأشهر هو الخاص بتأثير كرة القدم على ثقافات ولغات العالم، واكتشفت أن المصريين نجحوا فى اختراع لغتهم الكروية الخاصة بهم، فهم وحدهم الذين مزجوا كرويًا، بين اللغتين الإنجليزية والعربية بترجمتها، مثل أصل كلمة جول فالمصريين اطلقوا عليها “جون” بحرف النون، وبلنتى والتى اطلقوا عليها “بلن”.
أما عن الكرة نفسها، فيوضح المؤلف، كانوا المصريين يرضون بها ولو على شكل شراب قديم أو قطعة جلد أو حتى قطعة طوب، ولم يكن من الضرورى أن تشبه الفوتبول، التى يلعب بها الإنجليز فى معسكرتهم، والحكم لابد ان يكون من هؤلاء الأفندية الذين يرتدون القميص والبنطلون.
ولم يكن القميص والبنطلون شرطين لأى لاعب، مثل الحكم، فكان هناك من يلعب ببذلته الكاملة، ومن يلعب ببنطلون وقميص، أو الكلسون الطويل، ومن يلعب بجلبابه، بشرط رفعة فوق الرقبة، وكان من الصعب أو النادر فى تلك الأيام، أن تنتهى المباراة بسلام، فلم يكن هناك قانون ولا حكم بالمعنى أو المفهوم الحقيقى، ولذلك كان كل فريق يصطحب بلطجية وفتوات، فكان من الطبيعى بهذا الشكا أن تنتهى المباراة بمعركة يروح ضحيتها شاب.
ويقول كتاب “مصر وكرة القدم”، كانت المدارس المصرية، التى قصدها محمد باشا زكى ناظر المعارف بضرورة قيامها بتعليم كرة القدم، هى المدارس التى بداها الخديو توفيق بشكلها الحديث، واستكملها الخديو عباس، سواء مدارس ابتدائية أو الثانوية.
أخطاء تاريخية
كما حرص الكتاب أيضًا على تصحيح الكثير جدًّا من الأخطاء التاريخية التي شاعت وتم ترديدها طول الوقت فى الإعلام الكروي المصري٬ ويقدم الكتاب أيضًا الحقائق الكاملة لتأسيس وبداية أندية الكرة في مصر مثل: الأهلى والزمالك والاتحاد السكندري والمصري والإسماعيلي والسكة الحديد والترسانة والسويس والقناة وأشهر الأندية التي لعبت وأحبت كرة القدم في الدلتا والصعيد.
الكرة والسياسة
ويتوقف الكتاب أيضًا أمام الاستغلال السياسي لكرة القدم في مصر منذ أن بدأه الملك فؤاد الأول وحتى ثورة يوليو عام 1952، وكيف كان هذا الاستغلال أحيانًا يدفع كرة القدم للأمام ويجعلها أقوى وأكثر قدرة على الاستمرار والانتصار، وفي أحيان أخرى يكون أحد عوامل ضعفها وأسباب ارتباكها وإخفاقاتها.. وكيف كانت الحسابات السياسية هي التي تختار من يديرون الاتحاد المصري لكرة القدم وحتى أنديتها أحيانًا؟.
الكرة والاقتصاد
ويناقش الكتاب أيضًا علاقة كرة القدم في مصر بالاقتصاد والإعلام والمجتمع٬ وكيف بدأت صحافة كرة القدم في مصر؟.. ومتى بدأت الكرة المصرية تربح الكثير من أموال المراهنات؟.. ولماذا تأخرت بطولة الدوري العام في مصر.. ولماذا بدأت بالتحديد عام 1948؟.. وما هو الفارق بين بطولة الكأس السلطانية وكأس الأمير، ثم كأس الملك قبل أن تصبح كأس مصر؟.