الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
يقدم المؤرخ ستيفن كوهين رواية مختلفة تمام الاختلاف عن الحرب الباردة الأكثر خطورة، التي تعود أصولها إلى التسعينات، وهو الدور الفعلي لفلاديمير بوتين، والأزمة الأوكرانية لعام 2014 إلى انتخاب دونالد ترامب، والادعاءات الحالية بشأن «روسيا جيت».
إن آراء كوهين جعلته «خبير روسيا الأكثر إثارة للجدل في أمريكا» بحسب المراقبين. كما يجد بعضهم أن تعليقاته محل شجب، والبعض الآخر يُشيد به؛ باعتباره منتقداً جريئاً، وواعياً للغاية للسياسات الأمريكية، والأخطار التي ساعدت على خلقها. في عمله هذا يترك كوهين للقرّاء الفرصة ليقرروا بأنفسهم من هو على صواب؛ من خلال توقفه عند أسئلة مثل: هل نعيش، في وقت لم يسبق له مثيل من مخاطر في الداخل والخارج الأمريكي؟ هل نحن في حرب باردة جديدة مع روسيا؟ كيف تؤثر الحرب الباردة الجديدة في سلامة وأمن الولايات المتحدة؟ هل يريد فلاديمير بوتين حقاً زعزعة استقرار الغرب؟
يقدّم المؤلف في مقدمته بعنوان: «بوتين الشبح» نماذج عن تصوير بوتين وروسيا في الإعلام الأمريكي، والخطاب الأمريكي العام، ويستشهد في مقدمته بمقولة للسيناتور جون ماكين: «بوتين رجل شرير، وهو عازم على ارتكاب الأفعال الشريرة»، وأيضاً ما قالته المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 هيلاري كلينتون: «بوتين كان عميلاً لجهاز الاستخبارات السوفييتية ( كيه جي بي)، الذي بطبيعته، لا يملك روحاً». وأضافت كلينتون: «إذا كان هذا يبدو مألوفاً، فهذا هو ما فعله هتلر في الماضي، أثناء ثلاثينات القرن العشرين».
يضيف الكاتب: «لقد استحوذ «شبح الشر» فلاديمير بوتين على الولايات المتحدة، وزعزع تفكيرها حول روسيا لمدة لا تقل عن عقد من الزمن؛ لذا كان من الضروري تناول هذا الموضوع. وهنري كيسنجر يستحق الثناء لتحذيره والذي ربما لوحده من بين الشخصيات السياسية الأمريكية البارزة من مغبة هذا التشويه السيئ لصورة الزعيم الروسي منذ عام 2000 بالقول: إن القيام بتشويه صورة فلاديمير بوتين لا يمت إلى السياسة بصلة. إنه مبرر لعدم امتلاك أي سياسة». مضيفاً: إلا أن كيسنجر أيضاً كان مخطئاً، فقد اتخذت واشنطن العديد من السياسات، التي تأثرت بشدة بتشويه صورة بوتين، وهو تشهير شخصي تجاوز بكثير ما تم تطبيقه على زعماء روسيا السوفييتية الشيوعيين المعاصرين.
يرى كوهين أن هذه السياسات انتشرت جرّاء تزايد الشكاوى في بدايات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين؛ لتصل إلى نطاق حروب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا في جورجيا وأوكرانيا وسوريا، وحتى في داخل أمريكا لاحقاً، خلال ادعاءات بشأن «روسيا جيت». في الواقع، اعتمد صانعو السياسة على صياغة سابقة للسيناتور الراحل جون ماكين؛ باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من حرب باردة جديدة وأكثر خطورة: «بوتين رجلٌ إمبريالي روسي متمسك بالمبادئ البالية، بيروقراطي وعميل في ال(كيه جي بي)… عالمه مكان وحشي ومدعو للسخرية… يجب أن نمنع شر عالم بوتين من إصابة المزيد من الإنسانية».
ويعلق: «لقد لعبت وسائل الإعلام الرئيسية دوراً كبيراً في هذا التشويه. وبعيداً عن هذه الحالة غير المألوفة، فقد كتب محرر الصفحة الافتتاحية لصحيفة «واشنطن بوست»: إن الحكم بالخوف هي حالة سوفييتية؛ لكن في هذا الوقت لا توجد أيديولوجية؛ فقط يوجد خليط ضار من التضخيم الشخصي، ورهاب الأجانب، ورهاب المثلية، ومناهضة الأمركة البدائية. منشورات وكتاب محترمون الآن بشكل روتيني ينتقصون من قيمتهم؛ من خلال التنافس لتشويه سمعته، وهناك المئات من هذه الأمثلة، إن لم يكن أكثر، على مدى سنوات عديدة. لقد أصبح تحقير الزعيم الروسي عملاً مألوفاً في خطاب الولايات المتحدة المتشدد للحرب الباردة الجديدة.
عن المؤلف:
ستيفن كوهين أستاذ فخري في السياسة بجامعة برينستون. عمل لسنوات عديدة مديراً لبرنامج الدراسات الروسية، وأستاذاً فخرياً للدراسات والتاريخ الروسي في جامعة نيويورك. نشأ في أوينسبورو ( كنتاكي) بالولايات المتحدة، وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في جامعة إنديانا، وشهادة الدكتوراه في جامعة كولومبيا.
لكوهين مؤلفات عديدة منها: «بوخارين والثورة البلشفية: السيرة السياسية»، و«إعادة التفكير في التجربة السوفييتية: السياسة والتاريخ منذ عام 1917»؛ «السوفيتكس: التصورات الأمريكية والواقع السوفييتي»، «أصوات جلاسنوست: مقابلات مع الإصلاحيين في جورباتشوف»؛ «حملة صليبية فاشلة: أمريكا ومأساة روسيا ما بعد الشيوعية»، «المصير السوفييتي والبدائل الضائعة: من الستالينية إلى الحرب الباردة الجديدة»؛ و«عودة الضحايا: الناجون من الغولاغ بعد ستالين».
This post is also available in: English (الإنجليزية)