الوصف
من تقنيات التأليف والترجمة
لأعترفْ من البداية أنني دخلت إلى الترجمة من الباب الخلفي.
ولم يدُرْ بِخَلَدي أنني سأمارسها في يومِ ما بأية صورة. أوّلاً لأنني كنت أثق ثقة عمياء. بما كنتُ أقرأ من ترجمات يوم كنتُ وحيد اللغة.
لكنْ بعد سنين طويلة من العيش بهذه الجزر البريطانية، ومتابعة اللغة ومداخلها، شرعت بقراءة نصوصٍ باللغة الأمّ وتعمدت أن تكون من النصوص المترجمة إلى العربية.
كان همّي تعلّم اللغة لا ترجمتها. حتّى هذا الحدّ، وما كانت ترجماتهم موضع نقاش قطّ.
المصادفة وحدها هي التي رمتني في هذه المعمعة الغريبة.
فبعد أن أنهيت دراستي العليا في جامعة لندن، انتدبت لإلقاء محاضرات في الترجمة في دورة خاصة بإحدى الجامعات الأسكتلندية.
أعددت العدّة وتأبطت بعض النصوص الانكليزية وما تيسر لديّ من ترجمات لها.
ولأنني سأناقشها مع الطلبة، طفقتُ أقرأها بتمعن ومسؤولية هذه المرّة، آخذاً الحيطة لكل سؤال قد يعنّ بأذهان الطلبة.
هنا تكشفت لي اجتهادات في الترجمة غير مستساغة تبلغ درجة الأخطاء.
إنها أخطاء حقيقية لا يستقيم معها المعنى.
(المؤلف)
للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية