ميلون دو كروتون، أو اختراع الرياضة

عنوان الكتاب ميلون دو كروتون، أو اختراع الرياضة
المؤلف Jean-Manuel Roubineau
الناشر  puf
البلد فرنسا
تاريخ النشر مايو 2016
عدد الصفحات 392

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

ميلون دو كروتون، أو اختراع الرياضة

تأخذ الرياضة بشتى ميادينها ونشاطاتها اهتماماً متعاظماً لدى جميع شعوب الأرض.. وإذا كان بعض نجوم الرياضة، وخاصّة الشعبية منها مثل كرة القدم، يتمتعون بشهرة عالمية تفوق شعبية «نجوم السينما»، وإذا كان البعض منهم قد أصبحوا بمثابة «أساطير حقيقية» فإن جميع البشر، بما فيهم السواد الأعظم من الرياضيين إذا لم يكن جميعهم، يجهلون منشأ الرياضة. فما هو منشأ الرياضة؟ على هذا السؤال يحاول «جان مانويل روبينو»، الإجابة من خلال كتابة سيرة حياة «ميلون دو كروتون»، الرياضي الذي عاش في القرن السادس قبل العصر الميلادي. ذلك في كتاب يحمل عنوان «ميلون دو كروتون أو اختراع الرياضة».

«ميلون دو كروتون»، كما يجري تقديمه في الفصول التسعة التي يتألف منها الكتاب، كان «مصارعاً استثنائياً». وهذا ما تدلّ عليه عناوينها التي أتت كالتالي: متفرقات من سيرة حياة، دو كروتون المتوّج، التدريب والإنجاز، الرياضي، ميلون الأكول، جسدا ميلون الاثنان، الثور والذبابة، في مواجهة العدو، الذي يلتهمه الغرور. وأخيراً: الخاتمة.

يشير المؤلف بداية، إلى أن هناك النذر القليل من المعلومات، وخاصّة الدقيقة منها، حول سيرة حياة «ميلون دو كروتون» وحول شخصيته. وأن المعلومات المتوافرة «القليلة» عنه عثر عليها بفترة متأخرة وتتميّز بـ «قدر قليل من المصداقية». لكن الأكيد أنه حافظ على صورة الرياضي الذي ظل في «القمّة» من سنّ الرابعة عشرة وحتى سن الأربعين.

ما يؤكّد عليه الكتاب أن «ميلون دو كروتون» هو من أصل إيطالي وأن شهرته عمّت العالم اليوناني القديم كلّه. بل والتأكيد أنه بعد قرن من وفاته ذكره الجغرافي الكبير هيرودوت في كتاباته. ذلك قبل أن يأتي على ذكره أدباء ومبدعون كبار، من أمثال شكسبير ورابليه والكسندر دوما وفكتور هوغو وغيرهم. ويشير المؤلف أن «ميلون» كان قد فاز بجميع منافسات المصارعة في عصره. وبدأ مساره الرياضي عندما كان في الرابعة عشرة من عمره بعداد «فئة الأطفال»، ثم تابع مسيرته حتى سنّ الأربعين. أي حتى سنّ متقدّمة بالنسبة لمعايير عصره. وكانت حصيلة «نجاحاته الرياضية» هي الحصول على سبعة انتصارات أولمبية وعدد مماثل لذلك أو يزيد في مختلف تظاهرات عصره الرياضية الأخرى.

الميزة الكبرى التي كان يتمتع بها ميلون دو كروتون، طبقاً لما يدرجه مؤلف الكتاب، كانت قوّته الجسدية الخارقة. وما يجري تناقله عنه أنه بدأ «رياضته» بحمل عجل صغير على كتفيه كل يوم. وعندما كبر العجل وغدا ثوراً كبيراً، تابع كروتون حمله يومياً ووضعه على كتفيه. وأنه كان يمسك بيده «رمّانة» ويطبق أصابعه عليها دون تحطيمها وبحيث إنه لم يكن يستطيع أحد انتزاعها من يده.

ومن الحكايات الأخرى عنه أنه كان «أكولاً»، إلى حد كبير، كما يصفه المؤلف في أحد الفصول. فهو لم يكن يكتفي بوجبته الغذائية بأقل من كيلوغرامات عدة من اللحوم، ومثلها من الخبز. هكذا مثلاً، حمل ذات يوم على كتفه، عجلاً عمره ثلاث أو أربع سنوات، من طرف ملعب حتى طرفه الآخر، وقضى عليه بضربة واحدة من قبضته، ثم التهمه كاملاً خلال يوم واحد. وهناك العديد من الحكايات الأخرى التي تصبّ جميعها في إطار التأكيد على قوّته الجسدية.

تلميذ فيثاغورث

دو كروتون لم يكن يتمتع بـ «قوّة خارقة» فحسب. بل كان أيضاً يلعب دوراً فكرياً وثقافياً في مجتمعه. ويحدد ذلك الدور بدقّة من حيث إنه كان يتمثّل في نشر «المصارع» لأفكار مثاله الأعلى الأول الفيلسوف والعالم فيثاغورس. ويشير المؤلّف ــ المؤرّخ في هذا السياق إلى أن كروتون، منع ذات مرّة بذراعيه، انهيار سقف منزل كان فيثاغورس وبعض المدعوين يتناولون وجبة طعام فيه.

ما يركّز عليه المؤلف، فيما هو أبعد من سيرة حياة وجميع مظاهر القوّة الجسدية التي أبداها المصارع اليوناني، هو بالأحرى «ولادة الرياضة» كنشاط خاص ترافق مع اكتساب من يمارسها لـ «مكانة خاصّة» في المجتمع. الأمر الذي وجد ترجمته في القرن السادس قبل العصر الميلادي بإيجاد «الإنشاءات الرياضية الأولى وتبنّي لباس رياضي خاص». ويصل المؤلف في المحصّلة إلى القول إنه «في القرن الذي عاش فيه ميلون أصبح الرياضي نموذجاً ــ موديلاً ــ اجتماعياً وجمالياً». بالتوازي مع ذلك غدا الرياضي الذي يحقق الفوز يحظى بـ «المجد والمال».

يكرس الكتاب مجموعة صفحات للتعرّض لمسألة، أنه مع «ولادة الرياضة» وُلد أيضاً «نقدها». وشواهد على ذلك من أقوال الفيلسوف والعالم الكبير «فيثاغورس»، رغم إعجابه الشديد بدوكروتون. وكذلك كزينوفان الذي اعتبر الرياضي «أقل مكانة» في المدينة اليونانية، من الشاعر أو الفيلسوف. وفي المحصلة يحاول مؤلف هذا الكتاب أن يقدم الكثير من التأمّلات حول الرياضة اليوم، انطلاقاً من التاريخ القديم، موضع اختصاصه الرئيسي.

صنو هرقل

يوضح المؤلف أن دو كروتون لم يكن فقط «المصارع الأوّل ــ كانت المصارعة هي الرياضة الأولى بامتياز في عصره ــ، الذي يمكن رسم بعض ملامح حياته»، بل انه كان «رمزاً لمعاصريه» على درجة المساواة «تقريباً» مع «هرقل» الذي كان دو كروتون نفسه يكنّ له الكثير من الإعجاب.

المؤلف في سطور

جان مانويل روبينو. أستاذ التاريخ القديم في جامعة رين الفرنسية. كما يقوم بالتدريس في جامعة بروكسل الحرّة. من مؤلفاته الأخيرة كتاب «المدن اليونانية في القرون ما بين السادس والثاني قبل العصر الميلادي».

https://old.booksplatform.net/ar/product/controlling-risk/

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP