نشأة الفقه الإسلامي وتطوره

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

كانَتِ الجَزيرةُ العربيَّةُ، قبلَ مُدَّةٍ طَويلَةٍ مِن ظُهورِ الإسلامِ في بِداياتِ القَرنِ السّابِعِ، قَد باتَت تُشَكِّلُ جُزْءًا مُكَمِّلًا لِلشَّرقِ الأَدنى. وهذا الكِتابُ، الذي يَستَقصي ما يَزيدُ على ثَلاثَةِ قُرونٍ مِن التّاريخِ الفِقهيِّ، يُقَدِّمُ وَصفًا مُهِمًّا لِكيفِيَّةِ تَطويرِ الإسلامِ فِقهَهُ الخاصَّ مُعتَمِدًا في الوَقتِ نَفسِهِ على الثَّقافاتِ القانونيَّةِ القَديمَةِ في الشَّرقِ الأَدنى، والأَعرافِ السّائدَةِ في الجَزيرَةِ العربيَّةِ، والإصلاحِ الذي جاءَ بِهِ القُرآنُ.

ونَجِدُ في هذا الكِتابِ مُناقَشَةً مُستَفيضَةً لِلنِّظامِ القَضائيِّ والاجتِهادِ والحُجِّيَّةِ الشَّرعِيَّةِ خِلالَ القَرنِ الأَوَّلِ، وكذلكَ لِلظُّهورِ المُثيرِ لِلحُجِّيَّةِ النَّبَوِيَّةِ وبَلوَرَةِ عِلمِ أُصولِ الفِقهِ وتَشَكُّلِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ ذاتِ الأَهمِّيَّةِ الكُبرى. ويَكشِفُ الكِتابُ أَخيرًا عَن التَّفاعُلِ بينَ الشَّريعَةِ والسِّياسَةِ، مُوضِحًا تَكافُلَ فَريقَي الفُقَهاءِ والنُّخبَةِ الحاكِمَةِ واعتِمادَ أَحَدِهِما على الآخَرِ بِما أَتاحَ –في ما يَبدو أَنَّهُ مُفارَقَةٌ- لِلشَّريعَةِ الإسلاميَّةِ وتَطبيقِها استِقلالًا فَريدًا عَن “الدَّولَة”.

وائل حلاق
وُلِدَ في مَدينةِ الناصرة في فِلَسطينَ عامَ 1955.
حَصَلَ على دَرجةِ الماجستير مِن جامعةِ واشنطن عامَ 1979، والدُّكتوراه مِن الجامعةِ نفسِها عامَ 1983.
أَصبَحَ أُستاذَ الشَّريعَةِ الإسلاميَّةِ في جامعةِ مكغيل في مونتريال في كندا عامَ 1985، وتَوَلّى الكُرسِيَّ الشَّرَفِيَّ لأَستَذَةِ مكغيل عامَ 2005.
يَعمل كأُستاذ مؤسَّسة أفالون، Avalon Foundation Professor للعُلوم الإنسانيَّة بجامعة كولومبيا منذ عام 2009.
– دَرَّسَ أَيضًا في عِدَّةِ جامِعاتٍ إندونيسِيَّةٍ وفي جامِعَتَيْ تورونتو وسنغافورة.
مِن مُؤَلَّفاتِهِ:
ابنُ تَيْمِيَّةَ في مُواجَهَةِ مَناطِقَةِ اليونان.
الفِقهُ وأُصولُهُ في عَصرَي الإسلامِ الكلاسيكيِّ والوَسيطِ.
السُّلطَةُ المَذهَبِيَّةُ: التَّقليدُ والتَّجديدُ في الفِقهِ الإسلاميِّ، صَدَرَ بِالعربيَّةِ عَن دارِ المدارِ الإسلاميّ، 2007، ط2، 2018.
نَشأَةُ الفِقهِ الإسلاميِّ وتَطَوُّرُهُ، صَدَرَ بِالعربيَّةِ عَن دارِ المدارِ الإسلاميّ، 2007، ط2، 2018.
الشَّريعَةُ: النَّظّرِيَّةُ والمُمارَسّةُ، والتَّحَوُّلاتُ، صَدَرَ بِالعربيَّةِ عَن دارِ المدارِ الإسلاميّ، 2018.
مَدخَلٌ إلى الشَّريعَةِ الإسلامِيَّةِ، صَدَرَ بِالعربيَّةِ عَن مَركَزِ نَماء لِلبُحوثِ والدِّراسات، 2017.
الدَّولَةُ المُستَحيلَةُ: الإسلامُ والسِّياسَةُ ومَأزِقُ الحَداثَةِ الأَخلاقِيُّ، صَدَرَ بِالعربيَّةِ عَن المركَزِ العَرَبيِّ لِلأَبحاثِ ودِراسَةِ السِّياسات، 2014.
أَنجَزَ عَشَراتِ الدِّراساتِ والبُحوثِ والمقالاتِ والمراجَعاتِ المتَخَصِّصَةِ في مَوضوعاتِ نَشأَةِ الفِقهِ وأُصولِهِ، وتاريخِ التَّشريعِ الإسلاميِّ، وتَشَكُّلِ النِّظامِ القَضائيِّ في الإسلامِ، وشاركَ في إعدادِ مَوسوعاتٍ عَن الإسلامِ وتَحريرِها، وأَشرَفَ عَلى عَدَدٍ كَبيرٍ مِن الرَّسائلِ والأَطاريحِ الجامعيَّةِ في عِدَّةِ جامِعاتٍ، وتُرجِمَتْ أَعمالُهُ إلى لُغاتٍ أُخرى، مِنها الإندونيسيَّةُ والتُّركِيَّةُ والفارِسِيَّةُ واليابانيَّةُ والإيطاليَّةُ وغَيرُها.
رياض الميلادي
رياض الميلادي باحث تونسي من مواليد 1968، صفاقس – الجمهورية التونسية.
مدير قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس، ومهتم في الحضارة الإسلامية وفي الترجمة وعلوم المصطلح.
حصل على الأستاذية في اللغة العربية وآدابها من دار المعلمين العليا بسوسة سنة 1992، ونال شهادة التبريز في الآداب من جامعة منوبة للفنون والإنسانيات سنة 2003، وناقش أطروحة دكتوراه سنة 2011 بعنوان الكتاب أصلاً من أصول الفقه إلى حدود القرن الثامن للهجرة ونشرت ضمن كتاب عام 2016.
صدر له في الترجمة:
– كريستيان لانغ، العدالة والعقاب في المتخيل الإسلامي خلال العصر الوسيط، دار المدار الإسلامي، بيروت، 2016.
Justice, Punishment and the Medieval Muslim Imagination by Christian Lange.
– جوزيف شاخت، أصول الفقه المحمّدي، دار المدار الإسلامي، بيروت، 2018.
The Origins of Muhammadan Jurisprudence by Joseph Schacht.
كما ترجم مقالان لوائل حلاق:
– هل الشافعي هو أول من أرسى علم التشريع الإسلامي، حوليات الجامعة التونسية عدد 52، 2007 .
– أولية القرآن في أصول الفقه عند الشاطبي، مجلة بحوث جامعية، مجلة كلية الآداب والعلوم الانسانية بصفاقس.

This post is also available in: English (الإنجليزية)