الوصف
عادة ما كان يصف المفكر الألماني مارتن هايدجر (1889-1976) الحوار بين أهل النظر بأنه حوار “أوداء” و”أخلاء” و”أصفياء”. وقد حاول المؤلف في هذا الكتاب أن ينظر في الكيفية التي حاور بها هذا المفكر ـ الذي عد أحد أكبر مفكري عصرنا ـ مفكري الحداثة ومنظريها، وأن نحاوره بشأن نظارياته في نقد الحداثة الحوار الجميل.
والحال أنه لئن كان لمفكر معتكف الغابة السوداء “ما فكر فيه”، فإن له أيضا “ما لم يفكر فيه”.
وما أعظم “ما فكر فيه” الفيلسوف! لكن أعظم منه “ما لم يفكر فيه”! وهذا الكتاب، أولا وقبل كل شيء، نظر في “ما فكر فيه” هايدجر، وذلك قبل أن يكون هو سعيا إلى التفكير في “ما لم يفكر فيه”.
لقد فكر هايدغر في شأن “الحداثة” بأعمق فكر يكون وأجده وأبدعه.
على أنه بنى نظره هذا على مقدمات كادت أن تخفى على الكثير من الذين إِنْ هم وقفوا على نتائج أنظاره فما وقفوا على أصول أفكاره.
ولهذا يقترح هذا الكتاب إعادة بناء فكر هايدجر في “الحداثة” بدءا من بسائط المفاهيم التي استند إليها الرجل، ثم إنه ليأخذ بيد القارئ أخذ الرفقة إلى أن يفضي به إلى النتائج التي انتهى إليها هايدجر في نقده للحداثة.
وقد قاد المؤلف في هذا تحد وجيه: محاولة إنطاق أنظار هايدجر لغة الضاد بما يضمن اختفاء رطانة هايدجر داخل العربية الاختفاء أبعده.
نقد الحداثة في فكر هايدغر
لمزيد من الكتب .. زوروا منصة الكتب العالمية