الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
قبل ظهور كورونا، أجرى لورانس رايت لقاءات مع علماء وخبراء قبل شروعه في كتابة روايته الجديدة “نهاية أكتوبر” التي تتحدث عن وباء يغزو العالم… لكنه ما أراد روايته هذه أن تكون نبوءة لمأساة كونية.
لا تُعتبر رواية الكاتب الأميركي لورانس رايت “نهاية أكتوبر” The End of October (المكونة من 400 صفحة، منشورات كنوبف، 27.95 دولارًا)، التي تصدر في أبريل المقبل، بمثابة النبوءة، لكن إصدارها أثناء تفشي أسوأ وباء في الذاكرة الحية ليس من قبيل الصدفة تمامًا أيضًا.
يتحدث رايت إلى صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن روايته الجديدة، ويقول إنه أدرك أننا سنكون ساذجين للاعتقاد بأننا نجونا من أفخاخ الأمراض التي تولدها الطبيعة باستمرار.
يضيف رايت: “شعرت ببعض الرعب عندما تخيلت مستقبلًا فظيعًا أصبح حقيقة أكثر فظاعة. واليوم عندما قرأت الصحف وشاهدت الأخبار، تذكرت المشاهد التي كتبتها بالفعل. على سبيل المثال، يؤدي الحجر الصحي دورًا كبيرًا في روايتي. في روايتي، تفشى الفيروس في أثناء موسم الحج، وتم إغلاق مكة التي يزورها ثلاثة ملايين حاج. كنت أعتقد أن هذه المشاهد غير واقعية إلى أن شهدت الصين وقد عزلت 11 مليون مواطن في ووهان. الآن، تحاول الحكومات في جميع أنحاء العالم فرض إجراءات قاسية مماثلة”.
يشير رايت إلى أن ما قد يبدو نبوءة هو في الواقع ثمرة أعمال بحثية. في كل من روايتيّ “الحصار” و”نهاية أكتوبر”، بحث رايت عمّا حدث في أزمات مماثلة في الماضي، وتحدث إلى خبراء أرشدوه إلى إنشاء سرد معقول قائم على حقائق سيكون لها صدى مع الخيال على الشاشة وعلى الورق.
يرى الكاتب الأميركي أنه بما أن بعض الأمراض المعدية المخيفة في الماضي، مثل شلل الأطفال، والكوليرا، والحمى الصفراء، قد تمت السيطرة أو القضاء عليها، فقد تراجع اهتمام العالم فيها. وإذا عدنا إلى الماضي، نجد أن الطاعون ربما قتل 50 مليون شخص في عهد الإمبراطور جوستينيان في القرن السادس، أي نحو نصف سكان العالم في ذلك الوقت. وكان وباء الطاعون التالي، المعروف بـ “الموت الأسود”، الذي ظهر في الصين في عام 1334، الأكثر فتكًا في تاريخ البشرية، وطارد طرق التجارة في آسيا الوسطى وأوروبا حتى تلاشى بعد 200 عام.
من ناحية ثانية، قتل الجدري، أحد أكثر الأمراض المعدية المسجلة، نحو 400 ألف شخص سنويًا في أوروبا وحدها، وأصيب نحو ثلثل الناجين بالعمى.
بينما كان يقوم بالبحوث اللازمة لكتابة روايته، أدرك رايت مدى اقترابنا في الآونة الأخيرة من مواجهة خطر المرض الوجودي.
وهنا، يتذكر رايت الطبيب الإيطالي المختص في الأمراض الطفيلية، كارلو أورباني، الذي تلقى اتصالًا في فبراير 2003 من المستشفى الفرنسي في هانوي يُنبِئه بوصول مريض لا يستجيب للمضادات الحيوية. أصاب الرجل 80 شخصًا بالعدوى، بمن فيهم أكثر من نصف العاملين الطبيين الذين كانوا يعتنون به.
فرض أورباني الحجر الصحي على المستشفى. كان أول من حدد ما أصبحت تسمى “متلازمة الجهاز التنفسي الحادة”، أو “سارس”، وأبلغ منظمة الصحة العالمية بمرض جديد شديد العدوى يمكن أن يصبح وباء بسهولة. ثم قام شخصيًا بنقل عينات الدم على الدراجة النارية الخاصة به عبر المدينة المذعورة إلى المختبر، وأقنع الحكومة الفيتنامية بالتصدي للعدوى بشفافية.
بفضل أفعال أورباني، نجت هانوي من الأسوأ، وتم كبح انتشار المرض في 16 دولة أخرى واحتواء السارس في غضون 100 يوم فقط.
اختار رايت أن يجعل “الإنفلونزا” الشخصية المركزية في روايته الجديدة؛ إذ لا يزال هذا المرض يقتل عشرات الآلاف من الأميركيين في كل عام، ومئات الآلاف في باقي دول العالم. وتخيل في الرواية ما سيحدث إذا نشأت سلالة جديدة من الإنفلونزا، كالإنفلونزا الإسبانية التي تفشت في عام 1918، وقتلت 50 مليونًا على الأقل.
يطرح رايت في الرواية أسئلة مهمة عن عصرنا الحديث، مع سفر المليارات من الناس، والاجتماع والتسوق: ما مدى سرعة تطور هذا المرض؟، ما عدد الذين سيموتون؟، ماذا سيحدث لاقتصادنا وحكومتنا وحضارتنا؟، كم من الوقت يستغرق تطوير لقاح أو إيجاد علاج؟، وماذا يتطلب فعل ذلك من جهود وتمويل؟.
يختم رايت حديثه إلى “نيويورك تايمز” بالقول إنه كان محظوظًا لتأليفه رواية “نهاية أكتوبر”، لأنه تمكن من استشارة بعض العلماء المبدعين والشجعان والعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين هم الآن في الخطوط الأمامية لمحاربة فيروس كورونا المستجد الذي يهدد البشرية اليوم.
المصدر: إيلاف
This post is also available in: English (الإنجليزية)