الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
هتلر في البيت
عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقفت كاميرات وسائل الإعلام حول العالم عند بيوت أدولف هتلر، لنقل قصص وأخبار عن حياته الخاصة وراء الستار، وكان الصحفيون والعسكريون يبحثون في الأماكن التي سكنها عن مفاتيح تساعدهم على فهم الحالة النفسية له.
وتكشف الكاتبة ديسبينا ستراتيجاكوس انشغال الدكتاتور الألماني الواضح بحياته الخاصة في البيت، والتي لعبت الإدارة الجمالية والأيديولوجية المميزة لطبيعة الهندسة المعمارية دورا كبيرا في صياغته داخل منزله.
منازله الثلاثة
واعتمد نظام الحكم النازي على أماكن الإقامة الثلاثة لتعزيز أسطورة الزعيم الألماني الأوحد كرجل يتمتع بأخلاقيات استثنائية، وهي:
مبنى الاستشارية الرسمي القديم في برلين.
الشقة التي يملكها في ميونخ وتقع في جبل أوبيرسالزبيرج في جبال الألب البافارية بالقرب بيرشتسجادن.
الشقة في البرجهوف المكان الذي قضى فيه هتلر معظم وقته خلال الحرب.وتحكي ستراتيجاكوس القصة التي لم تكن معروفة من قبل، حول مصممة الديكور الداخلي التي كان هتلر يعتمد عليها، جيردي تروست، من خلال مصادر أرشيفية تم اكتشافها حديثا.
ويتضمن الكتاب رسوما ينشر كثير منها لأول مرة، وتقدم للقارئ لمحة نادرة حول القرارات المتعلقة بكيفية إدارة وترتيب وصقل بيوت هتلر وقوة الدعاية التي أثرت على الطريقة التي يراه فيها العالم.
تساؤلات الكاتبة
كيف تحول هتلر من شخص يحب المرح ويعشق شخصية شارلي شابلن إلى قاتل دمر ألمانيا ومناطق كثيرة في العالم؟
كيف تخلص من صورة البلطجي ابن الشوارع، التي أنتجت الأساليب الوحشية لقوات «كتيبة العاصفة» لقمع المعارضة الألمانية في الداخل؟
تمويه الحقيقة
يقدم كتاب «هتلر في البيت» الذي بذلت ستراتيجاكوس وهي أستاذة في الهندسة المعمارية في جامعة بوفالو جهدا بحثيا كبيرا، دراسة المنازل الثلاثة التي كان يتنقل هتلر بينها، من شقته الفخمة والأنيقة في ميونخ، إلى مسكنه الرسمي في برلين وإلى شقته الجبلية الخاصة في جبال الألب.
وتبين الكاتبة الجهود التي بذلت لإعطاء تلك البيوت لمسات توحي بالاحترام، حيث كانت البيوت تجمع بين صورة الفخامة من جهة، والإحساس بالراحة المنزلية والدفء من جهة أخرى، وبذلت جهود كثيرة للتغطية على حياة هتلر الخاصة.
مصممة الديكور
وحجر الزاوية التي يستند إليها «هتلر في البيت» هي كشف شخصية مصممة الديكور الداخلي جيردي تروست، التي لعبت دورا حاسما في طريقة تصميم وترتيب بيوت هتلر بطريقتها الخاصة، وتلعب دورا يشابه دور مخرج الأفلام الألماني المعروف في تلك الفترة ليني ريفنستاهل، الذي قدم أفلاما مجدت هتلر كزعيم يتمتع بكاريزما لا تقاوم.
وتصف تروست لقاءها الأول بهتلر كدليل على مدى افتتانها بشخصية وتقول «يمكن للمرء بحق أن يحب ويهيم بهذا الإنسان الفريد، لكنه لا يمكن أن يعطي المقياس الحقيقي لعظمته وعمقه.
المستقبل وحده سيكون قادرا على تقييمه.
أنا سعيدة إلى حد لا يوصف وفخورة لدرجة الامتنان لأنني استطعت أن أشهد الساعة الحقيقية لولادة فلسفة الرؤية الكونية القادمة والإيمان القادم».
أسلوب موجه
أحد الدبلوماسيين البريطانيين الذين جاؤوا للتمهيد لزيارة رئيس الوزراء البريطاني في تلك المرحلة ستانلي بولدوين ذهل بما رآه واعتبر أن «هذا المحيط المنزلي يقدم صورة مألوفة ومستقرة لا علاقة لها أبدا براديكالي خطير.
وكانت تلك بالضبط الرسالة التي أراد هتلر والمتحدثون باسمه أن ينقلوها».
وخلال أسابيع من استيلاء قوات الحلفاء على بيوت هتلر، بدأت صورة مختلفة تماما له تظهر.
السرية، الرفاهية، والجريمة حلت مكان البساطة والاعتدال والأخلاق.
ديسبينا ستراتيجاكوس
أستاذ مساعد في الهندسة المعمارية في جامعة بوفالو وجامعة الولاية في نيويورك
مؤرخة تكتب بشكل منتظم في مجلة «أماكن Places» المتخصصة في فن الهندسة المعمارية
فاز كتابها برلين المرأة: بناء مدينة حديثة بجائزة DAAD للكتاب عام 2009 والتي تقدمها رابطة الدراسات الألمانية.
https://old.booksplatform.net/ar/product/1938-hitlers-gamble/
This post is also available in:
English (الإنجليزية)