الوصف
أصدرت الأديبة والروائية السعودية د.زينب إبراهيم روايتها “هياء” الصادرة عن دار مدارك للنشر بالإمارات، وتتحدث فيها الروائية عن المشاعر العالقة بين جيلين والتي لم يمحوها الزمن بالرغم من طول المدة, البطلة (هياء) وأمها (شيخة) عاشتا في منطقة نجد تكابدان الوحدة والحنين فالمشاعر كثيفة ومحتدمه وتمتد حتى مشاعرالصداقة ما بين (هياء) وصديقتها (منيرة) التي كانت رمز للفرح وحب الحياة ,ولكن الزمن يلعب لعبته وتختلف الحسابات وتمتد النكبات حد الفجيعة , الرواية تعالج مشكلة العلاقات الانسانية والمشاعر والمرض النفسي ومشكلة البدون.
تقارب الروائية في روايتها، مقاومة جيلين من النساء، الأم والابنة، واختلاف الظروف وتغير الأحوال، وكيف وجدتا أنفسهما في مهب خسارات متعددة متجددة. راويتها هياء تفسح المجال لأمها شيختها كي تبوح بما يعتمل في صدرها، ومن جهة أخرى تصور منيرة وتتوجه إليها كنموذج مختلف للنساء، نموذج المقاومة والتحدي والنضال في وجه المشقات، مع الاحتفاظ بروحها السامية وحضورها الجميل.
كما تحضر المرأة الأميركية في صورة روزالين التي تسترجع جمال محطات من طفولتها ونشأتها وتأثير القراءات والسياسات على تركيبتها وبلورة شخصيتها.
تصف “زينب” علاقة بطلتها هياء مع نفسها بأنها كانت عدائية لفترة طويلة، وأحست أنها محكومة بالضياع، فكبلها الخوف، رغم إدراكها أن الخوف سيجعلها تخسر كل شيء، وأن الحياة فاجأتها وكشفت لها نفسها في مواقف لم تكن تعي بها ذاتها، ألقت بالمسؤولية على أكتافها وتركتها عارية الصدر.
وأنها على حافة أنوثتها مشت فارغة القلب إلا من الفقد والألم، يتلقفها اليتم والكثير من الوحدة السّامة، معترفة بحزن رجل غاب عنها، غير أن خوف الصغيرات بداخلها بدأ يتلاشى بعد أن استنفدت الحزن على والدتها وتجربتها القصيرة في الحب، أنضجتها التجارب وفتحت عينيها على أشياء لم تكن تنتبه لها.
كما تصف الروائية حضور الأم الطاغي وتأثيرها الكبير على شخصيات أبطالها، فأمّ الراوية هياء، هي المضحية التي تلقبها بـ”الشيخة”، وتقول إنها كلما نادتها بالشيخة تحمر وجنتاها وتضحك وكأنها طفلة في الثامنة من عمرها. وأم جمال هي الوافدة التي اختارت المكوث في أرض ابنها رغم خيانة والده لها، وتخليه عنها، وتنكره لها، ثم بقائه في كنف جدته وبحثه التالي عن مصيره ومستقبله.
تقول الراوية هياء إن أمها تحفظ الكثير من الحكايات والأسرار، أحيانا لا يظهر عليها الانفعال ولا الحماس إلا عندما تتحدث عن طفولتها المسلوبة مع والدها القاسي، وموت أمها المبكر، هي دائما تعيد على مسمعها سرد تلك الحكايات ولكن بصياغات مختلفة وكأنها في كل مرة حكايات جديدة. تقول إنّ لدى أمها ملكة عجيبة في سرد الأحداث تشد المتلقي مهما كانت أهمية القصة ضئيلة، ويبدو أنّها ترث تلك الموهبة منها، وتنقلها إلى الكتابة لتروي سيرتها وسيرة نساء من جيلها.
كشف لها أمها عن أحزانها المكتومة، تبوح لها بوح الصديقة للصديقة، تقول لها إن موت والدها رغم مرارته وقسوته لم يكن بذلك الرعب الذي اعتقدته، ولا تلك الظلمة التي خافت منها، كما لم يكن نهاية الحياة، وأنها حينما كانت تضطجع وابنتها بحضنها عندما تنطفئ الأنوار، لا تخاف العتمة، ولا تؤرقها الوحدة، وكان يأتيها إحساس بأن وراء كل نهاية مظلمة شيئا مُضيئا، تؤكّد أنّها كانت تلمح ضوءاً يشع من بعيد لا تعرف مصدره.
تستعيد رحلة حياة الأم التي تيتمت باكراً وهي طفلة في السادسة من عمرها، لم تكن تفهم معنى غياب الأم عنها ورحيلها الذي يعني عدم رؤيتها أبداً، وعجزها حينها عن تفسير تعابير وجوه باكية لنسوة لا تعرفهن، ثم زواجها المبكر، وترمّلها المبكر أيضاً إثر موت زوجها المفاجئ، وقولها “الحياة لم تكن عادلة معي أبدًا، ولم تحبني يومًا، فبعد يتم مبكر، وزواج اعتقدته سيدوم، ترملت فجأة، لم أكن مهيأة لذلك أبدًا”.
والأديبة والروائية زينب ابراهيم , حاصلة على درجة الدكتوراه في فلسفة الادارة التربوية تخصص تعليم عالي , كاتبة في صحيفة الرياض , وناشطة في المجال الثقافي , وهي صاحبة مبادرة “هن سعوديات” الثقافي , وهي عضو في النادي الادبي في الرياض , وعضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود , وقد صدر لها العديد من الإصدارات وهي : فيروز وشوارع الرياض, رجل لاشرقي ولا غربي , خاصرة الضوء, هاشتاغ , حكاية بنت اسمها ثرثرة , وتوقيع سيدة محترمة.
للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية